الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هديل الصبايا

رائد محمد نوري

2012 / 9 / 9
الادب والفن


كأنـَّ هَدِيلَ الصَّبايا
ذاكَ الّذي لامَسَتْني أَنامِلُهُ
هُنالِكَ في هَدْأةِ اللّيلِ جِسْرٌ
عَبَرْتُ عَليهِ إلى ضِفَّةٍ ساحِرةْ
تُلْقي عَليها نُخَيلاتُها
طُيوفاً تَخاطَرُ كالذـِّكْرياتِ
على طِينِها
ظِلالاً جَميلة
يُعانِقُها ماءُ ساقِيةٍ حالِمة
و يَجْري بها
بَعيداً
إلى وَطَنٍ كَشِفاه
حُمْرٍ طَرِيّة
تُسَقّي الظّماءَ بعَذْبِ الرِّضاب
عَبَرْتُ ونَزْفُ الجِراح
يُلْقي ظِلالَه
على اللّحْظةِ الآسِرة
عَبَرْتُ
ولكِنَّ عُصْفورةً مِن شَفيفِ الرُّؤى
ما تَراءَتْ
لِتَسْرِِقَني مِنْ لُحونِ الأَسى
و لا عانَقَتْني ظِلالُ النـَّخيل
و لا غازَلَ النـَّهْرَ ضَوءُ القَمَرْ
و لا بُحْتُ بالأقْحُوان
إذْ سرى عِطْرُهُ في دَمي
و لا أقْبَلَتْ شَهْرَزاد
لأطْبَعَ في فَمِها قُبَلي
و لكِنـَّني
عَبَرْتُ
نَعَمْ قَدْ عَبَرْت
إلى ضِفـَّةٍ قِيلَ عَنْها
ستُؤوي إليها جِراحَكَ
أيَّ جُرْحٍ ستُؤوِي
جِراحي كَثيرْ
و كَمْ مَرَّةٍ جئتُها
فَهَبَّتْ نُسَيماتُها تَسْتَفِزُّ الأَلَمْ
و لكِنـَّهُ وَحْدَهُ
في لَحْظتي هذهِ
هَدِيلَ الصَّبايا الّذي قادَني
إليها
لِكي تَسْتَفِزَّ الجِراحْ
نُغَيماتُها الدّافِقة
أَنَزْفَ الجِرَاحْ
كأنـَّ الهَدِيلَ الّذي مُدَّ جِسْراً عَبَرْتُ عَليهِ إلى الضـِِّّفَةِ السّاحِرة
بُوَيبُ الّذي غازَلَتْهُ المَشاعِرْ
و شَطُّ الفُراتِ الّذي لَمْْ تَزَلْ
على مَرِّ تِلْكَ السِّنينْ
تُعاتِبُهُ الرُّوحُحَزْنى
و خَيطٌ مِن النُّورِ يُغْري الأغاني
بخَطْوٍ يُعَطِّرُهُ عُنْفُوانُ الأَمَلْ
كأنَّ الهَديلَ الّذي طارَ في هَدْأةِ اللّيلِ سِرّاً إليَّ
رُؤايَ الّتي لاحَقَتْها الذئابُ
فَلاذَتْ بِضِفـَّتِيَ السّاحِرة

أب / 2001








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب