الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورية........ مجتمع الخوف و تضليل -الإعلام- السوري ................ حرب السيد علاء الدين

فراس سعد

2005 / 2 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مجتمع الخوف , و تضليل "الإعلام" السوري
حرب السيد علاء الدين .....
نولد تحت عبارات و أصوات الترهيب تئزّ فوق رؤؤسنا مثل قصف مدفعي مركز يسبق هجوم العدو و العدو هنا هو الخوف تتقدم جحافل الطاعة العمياء فتأسرنا دون أية مقاومة تذكر تأسرنا سنوات و عقود و ربما حتى نهاية العمر .
يقوم النظام الأبوي في الشرق على الطاعة العمياء للأب التي تغذي عملية الخوف منه , من صراخه أو تأنيبه على الخوف من العصا و الضرب و الشتم و طاعة الأستاذ و المعلم تقوم على الخوف من العصا و التأنيب و طاعة المدير أو الرئيس في العمل تقوم على الخوف من التأنيب أو التنبيه أو التطاول على أرزاقنا و طاعة الدولة يقوم على الخوف من الفلق و السجن والتعذيب و البهدلة و الفصل من العمل أو قطع الرزق ، كل هذه الطاعات تقوم على الخوف وربما ألغيت الطاعة وبقي الخوف خصوصا في علاقتنا مع الدولة فهنا لا توجد طاعة وإنما يوجد خنوع و قبول بالأمر الواقع خوفا من عواقب الرفض , و الخوف في كل هذه العلاقات يقوم على الخوف المادي أي الخوف من العقاب , فهذه السلطات ( الأب ، المعلم ، المدير ، الدولة ) تستخدم أسلوب العقاب المادي و كذلك النفسي في تعاملها مع رعاياها أو الطرف الأخر ( الأبناء ، التلاميذ ، والطلاب ، الموظفين ، الشعب ) .
_ صار الخوف موضة و شائعات كثيرة أطلقت في السنوات الأخيرة أولها شائعة الزلزال سنة 1999 الذي قضّ مضاجع السوريين و دفعهم للنزول إلى الشوارع و السهر حتى صباح اليوم التالي و ثانيها أذية الكسوف التي ساهم الإعلام السوري كذلك الإعلام اللبناني ( ال بي سي خصوصا ) في الترويج لها و حولت البلاد الى ما يشبه منطقة واسعة لحظر التجول خليت شوارع المدن السورية حتى من السيارات و الآليات في أضخم عملية تخويف و غسيل دماغ تشهدها سورية في تاريخها الممتد سبعة آلاف عام و الحجة كانت أن الكسوف يؤدي إلى العمى و لقد انطلت الحيلة على الشعب السوري و بدى واضحا ً مدى سهولة انقياد شعب كامل لدعاية تخويف تستند إلى تضخيم حقيقة علمية نسبية ضيقة جداً فمن الطبيعي أن النظر في عين الشمس لدقيقة أو أكثر يؤذي العين كثيرا لكن هذا الأمر يصح في الحالة العادية أكثر من حالة الكسوف , مع ذلك أصرّ المذيع السوري الشهير يومها على البقاء في البيت بل و اسدال الستائر في وضح النهار حتى تحولت سورية إلى بلد مهجور صامت ربما يبهج حكامه و يرضي نوازعهم النفسية التدميرية و رغبتهم في التحكم و سيادة البلاد و العباد دون احتجاج دون بشر أو كائنات متحركة تصدر أصواتاً , دون حركة , هكذا سكون شامل كامل و صمت عميق يصدره بشر اعتقلهم الخوف و الرعب , بدت الشوارع السورية يومها كما لو أنها عقب حرب نووية ابادت كل شيء فلم يبقى سوى سماء حمراء صفراء و صمت مهول و شوارع فارغة تماماً باستثناء شاب أو رجل أراد التحدي , تحدي المذيع و الدولة و التلفزيون السوري و ال بي سي فخرج يمشي ببطء كأنما هو البشري الوحيد المتبقي على وجه الأرض بعد تلك الحرب النووية ؟! , حرب السيد علاء الدين الأ... عبر القناة الأولى من التلفزيون السوري .
آخر الشائعات كانت شائعة الأحزمة المشعة التي تؤثر على القوى الجنسية للرجال و من ثم شائعة الكائنات الغريبة في المجاري القديمة في دمشق و في حين أن أسباب الشائعتين الأخيرتين و اللتين ظهرتا في وقت متقارب من سنة 2001 هما أسباب تجارية و مصلحية واضحة أظهرتهما صحيفة الدومري و إذاعة مونت كارلو فشائعة الأحزمة المشعة كان ورائها تجار الأحزمة في دمشق الذين وجدوا بضاعتهم و قد كسدت أمام منافسة الأحزمة المستوردة من شرق آسيا رخيصة الثمن جيدة المستوى أما شائعة الكائنات الغريبة فوراءها تجار البيوت في دمشق الذين أرادوا شراء البيوت القديمة بأسعار زهيدة و في كلا الحالتين لم يكن هناك من وسيلة سوى تخويف الناس وهذا ما حدث ,
شائعة الزلزال و حملة التخويف من الكسوف لا يفهم لهما سبب , فليس من مصلحة أحد تعكير الأجواء و إثارة الخوف سوى القوى القادرة على ذلك و في سورية لا توجد قوى قادرة على إثارة البلبلة سوى أجهزة المخابرات السورية المتعددة و الكثيرة لأسباب مازالت مجهولة ربما يكشف عنها السنوات المقبلة .
الأنظمة تحمي نفسها من التلاشي أو التدمير بأسلحة هائلة القوة لم يعرف لها التاريخ مثيل , إنها أسلحة البطش و القمع و التضليل و الأهم من ذلك سلاح التخويف , كل حزب حاكم أو نظام سياسي يستخدم في البداية سلاح التضليل فلا يلبث أن يستهلك السلاح نفسه لأنه كما يقال يمكن إخفاء الحقيقة عن الناس وقتاً يطول أو يقصر و لكن لا يمكن إخفاء الحقيقة عن الناس طوال الوقت كما يقال , و هكذا لا يكون أمام الحزب الحاكم أو النظام الحاكم إلا أن يستخدم سلاح البطش و السجن و الإغتيال و لكن هذه الأسلحة بدورها لا يمكن استخدامها دائماً و في كل الحالات و الظروف لأن الرأي العام العالمي صار يعرف بسرعة ماذا يجري في أي بلد بفضل وسائل الإعلام المتطورة من الفضائيات إلى الإنترنت و سوى ذلك .
كان الخوف سلاح رهيب استخدمته السلطة و القوى الحاكمة على أنواعها و درجات قوتها ضد الشعوب و الجماعات الضعيفة أو الجاهلة , لكن قوة الحقيقة التي صارت أمراً واقعا ً اليوم أكثر من أي وقت آخر تحمي الشعوب التي لديها إرادة المعرفة و الكشف , فلم يعد من الممكن تخويف الشعوب و الجماعات الضعيفة أو الفقيرة
بتلك الوسائل السخيفة طالما توفر لدى الشعوب منابر عدة للحصول على المعلومات , منابر متناقضة في نشر المعلومات و هذا هو جوهر الأمر , فطاما كانت منابر الإعلام بالأمس متفقة على تسويق ذات الأخبار و ربما من مصدر واحد يبثّها فلم يكن بمقدور المتلقي أن يكذب أو يشك بمصر الأخبار و وسائل نشرها طالما أن الجميع ينشر خبرا واحدا , الأمر اليوم اختلف الأمر الذي فتح المجال دوماً للشك بالخبر و مصدره و بالتالي إعمال العقل لذلك صار من الصعب على أي قوة تضليل الشعوب الحيّة المفكرة أو إخافتها بشائعات سخيفة ليس لها مصداقية واقعية أو علمية طالما أن هنال صحافة و إعلام حر متعدد مختلف المشارب و الأتجاهات و الغايات و المصالح , و هذه في الحقيقة من فوائد التعددية و الأختلاف .
فراس سعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل