الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إلى الأمام-.. -النهج- أي رابط وأية علاقة؟

وديع السرغيني

2012 / 9 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


"إلى الأمام".. "النهج"
أي رابط وأية علاقة؟

يبدو أن التخليد للذكرى التأسيسية للمنظمة الثورية "إلى الأمام"، أصبح ثابتا من الثوابت في أنشطة حزب "النهج الديمقراطي" بمنطقة الشمال.. وهو الشيء الذي تجسد عبر وخلال السنوات الأخيرة بمدينة طنجة التي تصبح محجّا لجميع أعضاء "النهج" في المنطقة والإقليم والجهة، إعدادا وإنزالا.. لإنجاح هذه المحطة التي عرفت استقبال "مصطفى البراهمة"، و"عبد الله الحريف"، و"الحبيب التيتي" هذه السنة..
وبغض النظر عن ذلك النقاش العقيم حول من له الأحقية في تخليد هذه الذكرى، ونحن بعيدين كل البعد عن هذه النظرة.. فبالعكس نتمنى أن تصبح الذكرى فرصة للنقاش والتقييم لهذه التجربة التي نعتبرها ملكا لجميع مناضلي ومناضلات الحركة التقدمية اليسارية المناضلة من أجل التغيير والقضاء على نظام الاستغلال والاستبداد القائم ببلادنا.. الشيء الذي ألزمنا باستمرار للحضور لهذه الذكرى بغض النظر عن الجهة المنظمة.
وبالرغم من التجربة الطويلة والغنية لقيادات النهج والتي تميزت وحافظت، منذ تأسيس هذا الإطار السياسي التقدمي، على التخضرم باختيار القيادات من قدماء المنظمة لتحقيق وإثبات الاستمرارية من المنظمة "إلى الأمام" إلى "النهج الديمقراطي" كي لا يشكك أحد في ثورية القيادة، أو يدّعي بأنها إصلاحية أو رجعية.. وهو ما يمكن أن نفهم منه وإلى حدّ ما، استماتة أعضاء الحزب، وإجهاد النفس كل سنة عبر هذه الندوات، لإثبات هذه الاستمرارية.. الشيء الذي دفع ويدفع بالعديد من المناضلين وعلى اختلاف مشاربهم من داخل الحركة التقدمية اليسارية للحضور لهذا الملتقى السنوي بمدينة طنجة، والإدلاء برأيهم حول الموضوع، بطرح السؤال هل فعلا يشكل "النهج" استمرارية للمنظمة، بمعنى الاستمرارية الفكرية والسياسية والتنظيمية؟ أم هي استمرارية لبعض المناضلين السابقين في المنظمة اختاروا هذا الشكل لإثبات استمراريتهم في الميدان دون أن تكون لهم علاقة بتراث اليسار الماركسي اللينيني في جميع المجالات السياسية والفكرية والتنظيمية..الخ؟
من جهتنا كمناضلين ـ أنصار الخط البروليتاري داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية ـ حاولنا ومنذ سنوات تحويل هذه المناسبة ومناسبات أخرى إلى فضاء للنقاش والتواصل مع الشباب وفيما بين التيارات والتوجهات اليسارية.. للنقاش والتقييم ورسم الخطط وإعلان البرامج الموحدة، المشتركة والميدانية لتقديم الفعل النضالي في الساحة.. لكن ما نجده هو العكس، حيث نجد الرفض للنقاش، والرفض لسماع الرأي، والرفض للتواصل حتى.!
فما وقفنا عليه اليوم، من خلال هذا التخليد الذي حظيت به المنظمة من داخل مدينة طنجة، يمس بشكل كبير تضحيات هذه المنظمة ويشكك في تاريخها وفي مقدرات قادتها.. فأن تجد أحد القياديين بالمدينة والذي لا تخصص له سوى ملأ القاعة بمن هبّ ودبّ، عاملات يبدو عليهن الإحراج وكأنهن مرغمات لتسجيل الحضور وفقط، شباب من كل مدن الجهة كان المفروض إعطائهم الفرصة للإنصات لنقاش من مستوى نظري وسياسي رفيع دون إقحامهم في صراعات فكرية لا عدة ولا عتاد لهم من أجلها، أجانب لا نفهم الغرض من حضورهم لنقاش لا يفهمون لغته..الخ أمام هذه المعطيات يحصل الارتباك ليشكك العديد من الحاضرين من جدوى هذا النقاش وكأنك وقعت في شباك النصب والاحتيال من جهة ما، لها أهداف أخرى غير ما تدّعيه.
خلاصة القول، أن ما ادّعاه المنظمون، أو البعض منهم، رغبة في النقاش والتواصل بين مكونات اليسار الجذري، فلا وجود له ولا مؤشر على تجسيد هذه الرغبة في المستقبل القريب.. فحين نقبل بالتواضع، والإنصات للآراء المخالفة، وإجراء النقد الذاتي بشكل صريح حول أخطائنا والإعلان الجريء عن نواقصنا.. آنذاك ستكون الانطلاقة الجيدة في اتجاه التصحيح والتقويم البعيد عن أية نرجسية أو طهرانية أو تقديس لأية تجربة كانت مغربية أو غير مغربية.
كنا على استعداد لمناقشة التجربة الغنية لمنظمة "إلى الأمام" لمقارنتها مع تجربة "النهج"، ثم مقارنة برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ببرنامج "جبهة النضال الشعبي" المقترح من طرف "النهج".. ليتبين أن الرفاق في "النهج" عاجزون كليا عن الانخراط في هذا النقاش، نظموا هذه الندوة فقط للتأكيد على انتماءهم القديم للمنظمة وانتماءهم الحالي "للنهج"، لإقناع البعض بأن "النهج" هو المنظمة، وبالتالي فرصيدها النضالي والتاريخي يجب أن يحسب "للنهج".!
في إحدى اللحظات تشنج المنظمون والمحاضرون بعد تلقي "النهج" العديد من الانتقادات، إذ أن غالبية المداخلات أحرجت المحاضرين الذين يبدوا أنهم، وبالرغم من قدمهم، يفتقدون لإمكانية المحاضرة في مواضيع نظرية وسياسية من الحجم الكبير، مواضيع ماركسية بالدرجة الأولى.. كأن يصرّح مثلا أحد المحاضرين "بأنه طبيعي أن تتضمن الماركسية التحريفية والإصلاحية".. أو يشوه الآخر، آراء كل من يعترض على خط "النهج" بطريقة "بأنكم تريدون الاشتراكية الآن" فقط لآن بعض المداخلات أصرّت على إعلان هويتها الماركسية اللينينية الاشتراكية بدون تحفظ وبدون تشكيك في مرجعيتها وفي رسالة الطبقة العاملة التاريخية.
ومن غرائب الردود التي تحمّل وزرها القائد الهمام "التيتي الحبيب"، والتي عبّر من خلالها عن نظرته الأستاذية والتحقيرية لكل الآراء المعارضة، التي ترفض بشكل مطلق النقد والانتقاد، بكل من ينعت "النهج" بالإصلاحية فهو عاجز عن إبراز ثوريته بطرق غير هذه الطريقة، بمعنى أنه يجب عليك الإعلان عن ثوريتك وماركسيتك ولينينيتك بعيدا عن انتقاد "النهج" وقبّته وقيادته المقدسة.!
فهلاّ تمعّن الرفاق من داخل "النهج" ومن خارجه، في مقترح "جبهة النضال الشعبي" وبرنامجها الذي سيوجّه ممارسة الرفاق في "النهج" بعد المؤتمر الثالث.. ليخبرونا أو يفهمونا حقيقة هذا البرنامج الذي نعتبره في نظرنا إصلاحيا محافظا على الأوضاع القائمة ولا يدعو في أية نقطة منها بالثورة عليها وضدها.
حاولنا، وبجهد جهيد، البحث عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين وعموم الكادحين.. ولم نجد سوى ما تداولته الأحزاب لسنوات وسنوات، على اختلاف مشاربها ومواقعها وتمثيليتها الطبقية، من اليمين إلى اليسار، ومن التقدميين إلى الرجعيين.. من قبيل تحسين الأوضاع والزيادة في الأجور وإعادة النظر في ملكية الأرض وجباية الملاك..الخ
وفي انتظار أن تفتح صفحة أخرى في تجربة اليسار الجذري الذي سيجمع لا محالة صفوف الجذريين الحقيقيين، أي الجذريون قولا وفعلا، برنامجا وممارسة.. ستبقى مهمة الارتباط بحركة الصراع الطبقي ضرورية من طرف جميع التيارات اليسارية المناضلة التي يفترض فيها الصدق والوضوح والجرأة النضالية.. دون أدنى مراهنة على الإصلاحيين، ودون أدنى ارتهان للعدد والخليط أو الجوقة بصريح العبارة ـ راجع مكونات الجبهة باقتراح من "النهج" ـ
فمرجعيتنا تشرّفنا ولا تنقص من نظرة الجماهير لنا في أي شيء، فمن يخاف أو يتوجس من أن تعرفه الجماهير بأنه اشتراكي ثوري مناهض للنظام وللرأسمالية.. فلا حق له في الادعاء بالجذرية واليسارية، فالفرق كبير بين من يعارض "المخزن" وفقط، وبين من يعارض النظام كنظام سياسي اقتصادي اجتماعي وثقافي.. باعتباره المسؤول عن أوضاع القهر والقمع والاستغلال والحرمان والطبقية واللامساوات.. التي نعيشها داخل هذا البلد، والتي لن يغيّر فيها شيئا اسمه الاقتصاد الوطني إذا لم يقضى على علاقات الاستغلال القائمة.. فليس الهدف من نضالنا هو تغيير شكل الحكم بشكل آخر، بل الهدف هو الحرية والتحرير، الهدف هو القضاء على أصل الشرور والحرمانات، هو القضاء على الرأسمالية ليس اليوم كما ادّعى "الحبيب" بل البارحة قبل اليوم، أي منذ انطلاق عصر الامبريالية الذي اعتبره لينين عشية الثورة الاشتراكية حيث نادى جميع الماركسيين للإعداد الجيّد والحازم لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للرفيق وديع السرغيني
عبد العاطي رضوان ( 2012 / 9 / 10 - 16:55 )
تحية للرفيق وديع السرغيني

اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟