الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخروج من الدوامة

سامي العباس

2012 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يساعد نا على الخروج
من الدائرة المغلقة التي ندور فيها :فك التشابك المفهومي بين المصطلحات المرفوعة كشعارات يجري تحتها تحشيد متظاهرين أكثر قصوراً من محركيهم على فك هذا التشابك . متظاهرون يخرج معظمهم من جوامع حرصت على مدار القرون على إبقاء مرتاديها- بتعبير كنط - في عربة المشي..عندما عرّف التنوير بأنه "الخروج من عربة المشي ".

التجربة التونسية والمصرية تقدمان تمييزاً عملياً بين مفهومي السلطة والنظام . فقد سقطت الأولى في كلا البلدين, لكن النظام بقي حياً يرزق .بل ومن المرجح حتى الآن –في ظل توازنات القوى بين الكوكتيل العلماني ضعيف التجانس الأيديولوجي وبين تيارات الإسلام السياسي بمروحته الواسعة - أن يتولى هو لا بديله استيلاد سلطة يصح فيها المثل القائل :هذه الطينة من تلك العجينة . بمعنى أن التداخل المفهومي سيسمح بقصر عملية التغيير على استبدال السلطة وليس استبدال النظام بنظام مختلف يقطع الطريق على إعادة إنتاجها ..

هكذا غرقت مبادرة الرئيس بشار الأسد لتفكيك النظام في هذا الالتباس . وهو بالمناسبة التباس بطابقين :

- معرفي يتصل بنوعية الوعي الذي امتصته النخب السياسية المعارضة من الثديين : السوفييتي – الإسلامي .

- أخلاقي يتصل بتخلع المفاصل التي تربط بين الوعي والمسؤولية .مما أنتج ظاهرة المثقف البياع .

وفرة الحطام البشري الذي تمخض عن التطاحن على مواقع النفوذ والثروة .جعل شعار" لا يكفي " يلامس أفئدة كثيرة عطشى لانهيار السلطة . فبقي البصر معلقاً على الهدف التكتيكي "إسقاطها" ,بينما رأس السلطة يتقدم بمشروع لتفكيك النظام . ساعد على الإنزلاق إلى هذه الدوامة أن المياه العكرة التي أثارها الحراك جذبت مختلف أنواع الصيادين :عرباً وأتراك واوربيين يضبط ايقاعهم المايسترو الأمريكي . لم يعد خافياً على الأمي أن التمحور حول شعار إسقاط السلطة لم تعد تفسره الرغبة بالحرية .بل إضيف إلى هذا المحرك محركات عملاقة موصولة محاور دورانها بالصراع على قمة العالم .

لقد خسرت الديمقراطية الإجتماعية - كإطار للمشاركة السياسية انبثقت من نظام رأسمالية الدولة- قدرتها التمثيلية لأسباب تتصل- في رأيي - بالعتبة الراهنة للأنسية .وعادت للديمقراطية السياسية – المنبثقة من النظام الرأسمالي - جاذبيتها .. وقد ساهم في إعادة هذه الجاذبية تطعيم الديمقراطية السياسية بجرعة من العدالة الإجتماعية تمت على يد أحزاب الإشتراكية الدولية . ما يهمنا من هذا التوسع في الحديث هو إعادة تصويب بوصلة الحراك في سورية بإتجاه الهدف الإستراتيجي الذي يكاد يضيع في زحمة الأجندات الخارجية وطحشة الإسلام السياسي . لقد وضعت المراسيم الصادرة عن رئيس الجمهورية والتي وضعت مع غيرها "المتعلقة بالدستور " قطار تفكيك النظام على السكة, مع الإحتفاظ بمسافة أمان كافية عن فوضى سقوط السلطة . إن الإنتقال من نظام رأسمالية الدولة بما انبثق عنه من تضييق لمساحة المشاركة السياسية .وتضاؤل القدرة على الإستجابة الإيجابية لمتطلبات يفرضها التطور الكبير للقوى المنتجة .والحاجة الماسة لوضع آليات فعالة لمكافحة الفساد وارتباط هذه الآليات بعمق عملية التحول نحو الدولة الديمقراطية ,إن كل ذلك يشير بإصبع لا تخطئ , لأي الأهداف يجب أن تتكاتف الجهود على مقلبي المعارضة والموالات .. أي " تفكيك تدريجي لآلية إنتاج للسلطة انبثقت من هذا الشكل الإستثنائي للتحول الرأسمالي "أعني التحول من بوابة رأسمالية الدولة " . عندما نتفق على هذا التحليل للأزمة يصبح الإتفاق على المعالجات الموضعية لإشكاليات تشكل أفخاخ منصوبة على الطريق " الغلبة الراهنة للإنقسامات العمودية على الأفقية " مما يضعف قدرة صندوق الإقتراع – في المدى المتوسط – على إيصال القوى صاحبة المصلحة في التحول الديمقراطي إلى إدارة الدفة .. إن الإنقسام العميق الذي خلفته أشهر الأزمة يهدد السسيولوجيا السورية التي تميزت طيلة المرحلة الماضية بمستوى من التماسك الوطني , يستدعي من القوى الديمقراطية في المعارضة والموالات : التلاقي بسرعة . فكل يوم يمر يحمل ضربة إزميل إضافية في الخنادق التي يحفرها أعداء الوطنية السورية في الداخل والخارج .

هي دعوة من العقل والقلب نطلقها في وجه العاصفة التي تهب نذرها على سورية الحبيبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة