الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابن والاب ،اختلاف الوسيلة وملهاة الموت .

ثامر ابراهيم الجهماني

2012 / 9 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



يروى والعهدة على الراوي يا سادة يا كرام :
كان في القريةِ حفار للقبورِ دميم الخلقة والخلق ، عصبي المزاج يعمل ليل نهار على شؤون الموت والموتى في القرية . حتى سمي ( إله الموت والكفر ) .
لايجرؤ احد على الاحتكاك به أو الاعتراض على ما يفعل ، وأكثر ما سائهم في القرية تلك النهفة التي تفتق ذهنه عنها ، والمنطق الملتبس الذي لايتوافق مع ما اعتقد الناس وامنوا به .
لقد تفنن في السرقة حتى في الاكفان وكمية الماء المراق على القبر .
ما أن ينفضّ المشيعون عن القبر ، وتطأ اقدامهم خارج المقبرة ، يسارع لنبش القبر وإخراج الميت من التابوت ، ثم ينزع عنه الكفن الملفوف به ، ثم يعاود ويسجّيه في قعر القبر عاريا ً انطلاقا ً من قاعدة ان الميت لاحاجة له بالأكفان والتوابيت . يكفيه الدعاء . ( الحي أبقى من الميت ) .
ثم يغادر لبيع ما سرق .
ضج الاهالي بصمت خوفاً وكمداً ، وما كان باليد الا الدعاء ( اللهم خلصنا منه ) ، ( اللهم اقبضه اليك وارحنا ) ، تراكمت الاستياءات وبدأ بعض المعترضين من الناس يجاهرون بالدعاء ، حتى تناهت الى مسامع الابن الاكبر لحفار القبور .
انه الوريث الشرعي لابيه حتى في موت الناس وشؤونهم . أضمر في قرارة نفسه على الانتقام ..
يا لهول المصيبة ...فأصدقائه كثر وحوله منتفعين كثر من ثمن الاكفان والتوابيت .
شاعت البهجة أجواء القرية في يوم ربيعي بارد .. مات الطاغية . واستجاب الله لدعاء المقهورين من اهل القرية .
دعي عبر مكبرات الصوت نباء الوفاة ، وتاريخ الدفن والتشييع وتقبّل التعازي .
خرجت جنازة المقبور يتقدمها ابنه الاكبر ( الوريث الشرعي ) ، ويحمل التابوت اصحابه الاربعة ، ويسير خلف الجنازة رهط من المرتزقة والابواق .
سارت الجنازة امام البيوت لتخترق هدوئها وسكينتها ، لتفضح الابتسامة والفرحة العارمة للاهالي لخلاصهم من الطاغوت ...مرددين الله لايرحمه ....يلعن روحك يا حفار القبور .
تناهت اللعنات لمسمع الابن وأزلامه ...فكضم غيضه وقرر..

- سأجعلكم تترحمون على أبي الطيب رغما عن انفكم .

صباح اليوم التالي باشر الابن مهام أبيه ، واحتل المقبرة هو ورجاله .
لكن سياسة الابن هي متابعة لسياسة الاب مع رتوش ٍ في الاداء . كان المشيعون يغادرون المقبرة بعد توديع فقيدهم لا يجرؤون النظر الى الوراء ..لكن أعين النشطاء من الشباب والفضوليين ترقبهم من بعيد ..بينما ينبري ازلام الابن الاكبر باخراج جثمان المرحوم ونزع الاكفان عنه وتركه بالعراء دون احترام لمشاعر وشرائع سماوية ...
وعند قدوم الليل تتكالب ذئاب العتمة وزوار الليل لتنهش لحم الاموات . واعراضهم .
وهنا تلهج حناجر الاهالي لعن الله الابن وغمّق للاب .
بينما راح بعض ضعاف النفوس الجبناء يصيحون الله يرحم ابوه . على الاقل كان ساترنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال