الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهود لامبيدوزا... تعلق في شباك الروح

فتحي المسكيني

2012 / 9 / 11
الادب والفن



نهود لامبيدوزا...
تعلق في شباك الروح

عالقون معاً
في شباك الطريق
كغيم الضحى
كسكوت الجبال التي ترقب الآن كلّ العواصم
مجرورة في قطار
إلى حفرة الوقت
كيف تموت شعوبٌ وتنسى
حدود المكان ؟

عالقون معاً
إن تركت الشباك على الشطّ
جاءت ضفادعُ كلّ المدن
وصارت تغنّي بقيّة غصّات شعب
من الأقحوان

عالقون معاً
إن رميت الشباك إلى البحر
جاءت دموعك تطلب منك
بقيّة ملحك
حتى تفرّق بين الذين يموتون سهواً
وبين بكاء اليتامى
على صولجان

عالقون معاً
في بحيرات وقت قديمة
تحدّثنا المومياء
عن الحلم
تسرد كلّ وقائع قلبي
وتطردني خارجا
كي أصليّ لآلهة من دخان

عالقون معاً
على صفحة الربّ
أو صفحة البرلمان
يخيطون أفواههم
بالبكاء على دول
من كلام

عالقون معاً
في قوارب من ورق
أرسلوها إلينا
على عجل من جهنّم
كي نعبر الياسمين
إلى آخر العصر
نودعه في بنوك الأمان

ومن لا يحبّ السقوط على قبره
باكرا
عليه بأن يمسح الروح
من جلدها
وأن يشهد الآنَ
أنّ المدينة مقفلةٌ
لبقية هذا النهار
فنحن سنصلح نبض الشوارع
حتى يناسب
مشيتنا
في الظلام

عالقون معاً
كالتراب على بسمة الطفل
خلف الصباح القليل
وخلف الكلام

عالقون معاً
في طوابير أقدامنا
كيف نجري إلى الليل
مثل الغيوم
وفي اليوم متّسع للعطور الجديده
ومتّسع للزمان ؟

صوامع من مرمر
تسرق الوقت من ضحكة الروح
ترمي بأعمارهم
في عيون الظلام

وفي كلّ فجر بكاءٌ جديد
على سنبله
...
متى
يصلح الوقت للموت ؟
دون بكاء كثير
ولا معمدان
متى
يعثر شعب البكاء
على قلبه في يديه
فينسى الرحيل إلى الجزر الواقفه
قبالة آلامه
كنهود من النار تأكل أفواه أبنائه
وتلقي بأعمارهم
في الخيام
متى نجمع العمر في بلد واحد ؟
ولا نستحي
أن نعمّق جرح المحاريث
في تربة
لا تصلّي إلى أحد
وليس على صدرها أوسمه
ولا مهرجان

جثّتان
على حافة الروح
ترمقنا صخرةٌ يتكسّر في صمتها لحمُنا
وينام
بكم ترقد الروح في قبركم ؟
لا بقايا سندفنها
ولا ياسمين
سيعلق في كمّ معطفها
حين نعثر ثانية
على قلبها
في الحطام

جثّتان
ثمانون جثّة
وأسماء من عنبر وسفرجل
ودمع النعام
بكمْ تُدفن الروح في أرضكم ؟
بكمْ يرجع الياسمين إلى أمّه
في بقايا الكلام ؟

وهل يستحي الفجر أن يفتح القلب
والله سافر
يبحث في الرمل عن صوته
كيف صارت تفاصيل رحلتنا
خنجرا
يتعثّر في الروح
يخجل من دمنا
لن يسيلَ لأنّ الحديقة واسعةٌ
خلف ظهري
وروحي
دخان

ناوليني
قليلا من الروح
أدفعها سلفةً
كي أعود إليها
فأمّي ستجلس في كل ركن من القلب
تسأله أن يعيد المساء إلى أهله
ويسقي الشجر
كؤوس المدام

ناوليني
رياحا قليله
وبعض حكايا
وأشتات كل الجميلات
في الذاكره
سوف أهمس في أذن الروح
أنّي وحيد
وحيد
وحيد كسيجارة فقدت نصفها
تحت كفّي أخبّئها
عن يديها
وتسألني هل أكلت ؟
وهل أجد الوقت كي أتعشّى وحيدا
على حافة الروح
هل أتدفّأ قبل الرحيل
وهل أتذكّر أسماء إخوتنا جيّداً
حين مرّوا
إلى الخلف
قبل الصباح
وبعد ثلاثين جرح
وبعض غمام
تضجّ النساء
على طرف البحر
أين سيولد ثانية
وأين يموت ؟
وتسأل واقفة كصخور من الوقت:
كيف أعيد إلى الجسم
أحلامه ؟
وأين سأدفنه ؟
أيّ شطر من الروح سوف يكون لحافاً
لتنهيدة الفجر
أيّ مساء يكون الأخير ؟
أعيدوا إليّ
كواكب قلبي لأعبدها على مهَلٍ
لكَم ضيّع القلب أيّامه
في الطريق إلى القلب
مزدحماً بالسكوت
على مدن
تاه عنها المكان

إشاراتنا
لن تصل
ولكنّ أمّي ستجمعني
من كراريس قلبي
تجمّع كلّ نسائم روحيَ
في صمتها
لن يكون حدادٌ
ولا صرخة أو ندوب جديده
على خدّها
لن يكون فطام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات