الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشطاء مصر يُبادرون بحملة جديدة ضد قرض صندوق النقد الدولي

عبدالوهاب حميد رشيد

2012 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


مع اقتراب الحكومة المصرية الجديدة الوصول إلى إتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي بشأن حصولها على القرض (4.8 مليار دولار)، يُحذّر النشطاء المعارضون بأن الاعتماد على القرض الخارجي سيقود إلى إحياء أسوأ ممارسات مبارك في تعامله مع الاقتصاد المصري.

بدأ النشطاء حملتهم يوم السبت ضد خطط الحكومة للاقتراض من الصندوق بدعوى أن الحصول على المزيد من القروض الأجنبية سيعني تكرار "الكوارث الاقتصادية economic disasters" لعهد مبارك.

في دعوتهم تطبيق المراجعة الرقابية الكاملة على ديون مصر وكيفية إنفاقها، اتخذ النشطاء من الإرث الاقتصادي للرئيس المخلوع دافعاً لإعلان معارضتهم: الخصخصة.. التصاعد اللولبي للدين العام.. فقر الخدمات والفساد. وتحميلهم حصيلة السياسات السابقة لصندوق النقد الدولي وعدة بنوك رئيسة للتنمية المسئولية بشكل مشترك.

"نشهد كارثة جارية لتدمير المجتمع المصري من خلال الصحة والتعليم." قالها رضا عيسى- الخبير الاقتصادى وعضو الحملة الشعبية لإسقاط ديون مصر Popular Campaign to Drop Egypt s Debt-PCDED.

"هذا ما فعله حسني مبارك باقتصادنا وما سيتم فعله في المستقبل.. إذا ما تتبعنا خطوات نفس السياسات، فكيف لنا أن نتوقع نتائج أفضل؟" كان عيسى يتحدث في جلسة بعد ظهر السبت، نظمتها هيئة Debt-PCDED في مقرها بالقاهرة.

مفاوضات مستمرة تدور بين مصر والصندوق منذ العام الماضي عندما أطاحت انتفاضة شعبية بـ مبارك وهزّت الاقتصاد المصري. ذكر هشام قنديل- رئيس الوزراء- هذا الأسبوع بأن حكومته تتوقع إبرام صفقة الاقتراض (4.8 مليار دولار) من الصندوق خلال شهرين.

المتحدثون ليوم السبت أجمعوا على رفض مثل هذا القرض، مشيرين إلى ما يرافقه من حزمة سياسات تقشفية صارمة، بما في ذلك بيع الأصول المملوكة للدولة (القطاع العام) وتخفيض الدعم، حيث على مصر تنفيذ هذه السياسات للتأهل للحصول على أقساط القرض.

إن قرض صندوق النقد الدولي ليس مجرد نقود يمكن إنفاقها مثل بقية القروض، بل أنها ستستخدم بنفس الطريقة السابقة لتفعيل سياسات محددة، وفقاً لـ وائل جمال- اقتصادي صحفي بارز- في كلمته أمام حوالي المائة من الحضور ينتمون إلى جبهة الديمقراطية الاجتماعية وحزب الحرية والعدل.

لدينا الثقة بأننا اسقطنا الدكتاتورية التي استمرت ثلاثين عاماً. إذا أردنا الحصول على قروض، وهذا ما ينبغي أن يتحقق، فيجب أن يتم لمصلحة الناس/ الشعب وتنمية البلاد، حسب جمال. ووصف الاتجاه العالمي للبلدان المحاصرة/ المتأزمة (المقترضة من الصندوق)، بما في ذلك اليونان والأردن، للوقوف بوجه تدابير التقشف التي يمليها الصندوق.

لم يصدر بعد تفاصيل البرنامج الاقتصادي الذي يتوجب على مصر تطبيقه للحصول على القرض.




صاغت الحكومة المصرية المؤقتة جملة مقترحات خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الصندوق أوائل العام الحالي (2012)، بما في ذلك إحداث هزّة في ضرائب المبيعات، خفض العجز في الميزانية من خلال ترشيد الوقود للصناعة في الميزانية المالية 2012/2013، حيث تمت الموافقة عليها من قبل عسكر مصر في حينها، وتم تخفيض دعم الوقود بواقع 25 مليار جنيه مصري، وذلك أساساً من خلال تحويل المنشآت باتجاه استخدام الغاز الطبيعي بدلاً من الوقود الأحفوري.

قال Anders Lustgarten- كاتب مسرحي/ المملكة المتحدة- في ندوة السبت بأن الانتفاضات العربية جسّدت "فرصة ربحية عظيمة في الشرق الأوسط" لبنوك التنمية التي تبحث عن تحقيق الأرباح.

وأضاف بأن صندوق النقد الدولي، البنك الأوربي للإنشاء والتعمير، ومؤسسة التمويل الدولية التي تعهدت بـ مساعدة مصر الديمقراطية، كانت " ضالعة على نحو عميق في سياسات عهد مبارك."

"إنهم لا يصممون برامج لتلبية إحتياجاتكم، بل لتلبية ايديولوجيتهم." وأوضح العديد من الأمثلة المتعلقة بالخصخصة في أوربا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بزعم تنمية هذه البلدان، في حين قادت إلى "نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص."

يقول المناصرون لهذا القرض: إنه لضرورة أساسية تخفيف الضغط على ميزان المدفوعات في مصر وتعزيز مالية الدولة. ويدعون كذلك بأن الإتفاق مع هيئة دولية سيكون بمثابة ضمانة بأن مصر لديها الدعم الاقتصادي وإعطاء الثقة للمستثمرين الأجانب.

لكن أغلبية المتحدثين في ندوة السبت رفضوا بشدة هذه الفكرة وسخّفوا الفكرة القائلة: اعتبار اقتراض المليارات علامة على القوة الاقتصادية.

ذكر سامر عطاالله Samer Atallah- أستاذ مساعد/ الجامعة الأمريكية- القاهرة- بأن مسالة القرض رافقتها "اساطير myths" عديدة، كما في وجود حاجة مُلحّة للقرض، وأنه سيُمنح على الفور- دفعة واحدة كاملة.
كذلك هاجم عطاالله فكرة عدم وجود بديل للاقتراض، بقوله: الحقيقة أن فرض الضريبة التصاعدية، وهيكلة الدعم لصالح الفقراء، يمكن أن تُساعد على دعم الثروة المصرية.

كذلك، ظهرت مؤشرات إيجابية باتجاه نجاح حملة إسقاط ديون مصر من خلال التقارير الأخيرة القائلة بأن الولايات المتحدة تستعد لإسقاط واحد مليار دولار من ديون مصر لتخفيف أعباء ديونها.

وردت هذه الخطط في صحيفة New York Times ونُشرت من قبل وكالة Reuters. لكن رئيس الوزراء المصري تجاهل ذكر التفاصيل والمفاوضات.

ماذا تُريد الولايات المتحدة مقابل إسقاط هذا الدين؟ ما هي الشروط التي ستقدمها الولايات المتحدة؟ سألت نهى شوقي. وأجابت: "لا أحد يعرف، لأن الحكومة المصرية لم تُقدم أي تفاصيل للشعب المصري. إن الاقتصاد وتحمل أعبائه أمور لا تخص فقط المسئولين والخبراء الاقتصاديين، بل الناس كذلك لأنهم هم مَن يتحملون أعباءه. عليه لهم حق المشاركة في اتخاذ القرارات.
مممممممممممممممممممممممممـ
Egypt campaigners launch new salvo against IMF loan,Ahram Online, uruknet.info.. September 9, 2012.
http://www.uruknet.info/?p=m90968&hd=&size=1&l=e








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء