الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي ..و...ألم الكي

ميثم مرتضى الكناني

2012 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



المتابعون للمشهد العراقي هذه الايام يلاحظون تصاعدا لنسق من ادارة الدولة يجنح بها نحو مزيد من المركزية ويتخلل ذلك طبعا تصاعدا للرمزية التي ادمنها العراقيون على مر العقود السابقة والتي اصبحت بمثابة الداء الذي يشدهم بعيدا عن اعراض متلازمة الديمقراطية بلا الامان التي اتعبتهم وكلفتهم الكثير, الامن والاستقرار الذي يتعطشون له اليوم ولو على حساب الديمقراطية المتلكئة التي لم ينالوا منها الا مايسئ بفعل حزمة من الاحداث والعوامل الداخلية والتدخلات الخارجية , وتمثل ادارة المالكي للحكومة لفترتين متعاقبتين فرصة لتقديم نموذج (بوتين ) عراقي يمسك الاوضاع وينهي حالة التخبط وتعدد الولاءات التي شرحت الدولة ومؤسساتها واضاعت فرص الاعمار والادارة الناجحة بفعل توزع الدولة بين المتنافرين في كل شئ الا شهوة الحكم من احزاب وتنظيمات وقوى من مختلف التوجهات فبعد مرحلة عاصفة من فقدان التوازن التي عاناها العراق منذ سقوط النظام حتى الان بسبب ضعف المؤسسات الديمقراطية وتكلفة المواجهة الباهضة مع الارهاب فضلا عن نسب الفقر والبطالة العالية في صفوف الشباب تحديدا واستشراء المزاج الديني وتصاعد الخطاب المتطرف لجماعات ذات مرجعيات راديكالية مع ماجرته من مشاكل وقلاقل امنية واقتصادية اظافة الى تنامي النزعة الانفصالية لدى الكرد وتغول قوى حزبية وعشائرية وقومية الى الحد الذي باتت فيه تهدد مستقبل البلد تصبح مسالة اعادة تقوية مؤسسات الدولة وبناء منظومة امنية متينة والتاسيس لهامش حريات لا يتقاطع مع خطط الدولة في التنمية ولايعطل الاصلاح مسالة غاية في الاهمية ولا يمكن لذلك ان يتحقق مالم تتبلور قوى مجتمعية ناضجة ومتنورة تملك الرصيد الانتخابي الكافي لادارة الدولة وفق مايراه العقلاء لا ان تدار من قبل الاميين المبنية مواقفهم على الارتجال والقرارات الانفعالية , ان تصاعد شعبية المالكي والتي نتجت عن نجاحه في عملية صولة الفرسان وتقديمه صورة للقائد المحايد اعطت اشارات ايجابية ملخصها امكانية بناء نظام سياسي ديمقراطي قوي من رحم التناقضات والتضادات التي تشهدها الساحة السياسية , , ولقد حاول المالكي في حملته الانتخابية للولاية الثانية ان يقدم نفسه كصاحب مشروع وطني وتحرك بقوة لضم شخصيات علمانية وعناصر من مختلف التيارات متلمسا الخروج التدريجي من توصيفه السابق المتلخص بالقائد الاسلامي المتزمت الى القائد الوطني المنفتح على كل التوجهات تحت سقف المصلحة الوطنية مزاحما بذلك غريمه التقليدي الدكتور اياد علاوي الذي لم يسعفه ذكائه السياسي في اختيار الاسلوب الامثل في التحرك على الشرائح العلمانية والمثقفة من المجتمع العراقي والتي لاتجد نفسها في أي من المشاريع المطروحة على الساحة العراقية (الكردي, الطائفي الشيعي والطائفي السني) واختار الذهاب بحظوظه الى زاوية حرجة وهي تزعم قائمة (العراقية) والتي تم تشكيلها وفق مقاسات الراعي الاقليمي بامتيازبحيث يكون قائدا يسود ولايحكم ضمن تيارات القائمة العراقية المتعددة الاقطاب والرؤوس ورغم حيازته لبضعة مقاعد حصل على اغلبها بفضل العلمانيين او البعثيين الشيعة الا انه سرعان ما بدات اشكاليات وتعقيدات تشكيل الحكومة ومعركة القضاء التي نشبت بخصوص تعريف القائمة الاكبر ماادى الى تراجع الطرفين (العراقية ودولة القانون) الى مواقعهما الطائفية من خلال اعادة الاندماج مع المماثل الطائفي للقوائم بقصد تحقيق وزن برلماني يؤمن قطعة اكبر من كعكة المغانم الحكومية ماجعل المالكي اكثر قوة لاسيما وهو يملك قائمة كاملة ضمن التكتل الجديد( التحالف الوطني العراقي ) بينما زاد عدد المنافسين الطامحين للمناصب والمكاسب بعد انضمام ائتلاف وحدة العراق وتحالف الوسط السنيين للقائمة العراقية ماقلص فرص علاوي في المناورة في ظل وجود شخصيات سنية نافذة مثل طارق الهاشمي والنجيفي والمطلك والعيساوي , واضعف موقفه تدريجيا على طاولة المحاصصة, ان المخاض الذي مرت به العملية الديمقراطية في العراق يمضي وفق نسق منطقي نحو النظام الاكثر ثباتا ويتجه في خطى ولو تتخللها بعض التوقفات الطارئة من مرحلة التشكل فالصدام ثم مرحلة وضع المبادئ الاساسية للعبة ومن ثم مرحلة الاستقرار وهي ذات المراحل التي يشهدها تاسيس أي فريق من عناصر مختلفة , واذا جاز لنا ان نقدم للمالكي من نصيحة في هذا الظرف تحديدا فملخصها ان يعلن استقالته من حزب الدعوة وتشكيل حزب او كيان سياسي ذو خطاب وطني ديمقراطي لكي يتلائم مع المرحلة الحالية وظرف قيادة المالكي برصيده الجماهيري الذي يمكن ان يتاثر الى حد كبير بصفته الحزبية , وهذا من ضرورات التقدم نحو بناء دولة مؤسسات تحتوي كل الاطراف , صحيح ان ارتدادات المشهد السوري على الوضع العام في العراق من خلال استقتال بعض دول الاقليم العربية لاكسابه طابعا طائفيا من اجل تازيم المشهد العام للصراع في الشرق الاوسط و خلق جدار ناري عازل حول اسرائيل لحمايتها من الخطر النووي الايراني حتى ولو كان الثمن ايقاد كل سنتمترات الشرق الاوسط بصراع سني-شيعي لايبقي حجرا على حجر , هذه الاجواء التي ازمت الوضع العراقي واعادت للاذهان مرحلة الاقتتال الطائفي في العراق قبل سنوات لاسيما وان اكثر من طرف اقليمي منزعج من سياسة العراق المحايدة في الصراع السوري , ورغم بقاء احتمال عودة العنف الطائفي في العراق تبقى قائمة الا ان حظوظ المالكي تبقى هي الاقوى في تسلم ولاية ثالثة ولو مع تململ الحلفاء وجفاء الخصوم , الا انه يتعين عليه أي المالكي ان يكون اكثرحذقا في ادارة المرحلة القادمة للعراق ويستوعب الجميع بحاضنة وطنية شاملة وان لا يبقى مجرد الم ...الكي
د.ميثم مرتضى الكناني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين