الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أسباب فتور الحراك الشعبي بالمغرب
زكرياء الفاضل
2012 / 9 / 12الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الحراك الشعبي المغربي، تحت راية حركة 20 فبراير الشبابية، الذي عرف مدا قويا في البداية بات اليوم فاترا، ولا أقول ضعيفا، حتى أنّ أعداءه، وعلى رأسهم رئسي الحكومة، أصبحوا يتحدثون عن نهايته وانتهائه. هذا الاستنتاج، والذي نعتبره ساذجا، دفع بالنظام المخزني للتراجع عن نهج دمقرطة المجتمع الذي انطلق مع بداية القرن الواحد والعشرين والذي تفائل به جزء غير مستهان به من المجتمع المغربي واعتقد أننا قد دخلنا في مرحلة جديدة مشرقة حتى أنه أطلق عليها إسم "العهد الجديد". لن ننكر أن الحركة الشبابية 20 فبراير لم تستطع الدفع بالحراك الشعبي نحو فرض تغيير حقيقي في نظام حكم المغرب، كما أنه من القصور الفكري الاعتقاد أنها قد فشلت وانتهت ولم يعد لها فعّالية إطلاقا. فالحركة لم تتفكك ولم تندثر، بل على العكس لا تزال قائمة في الشارع المغربي وإن كانت قوتها قد تراجعت بعض الشيء، وما أراها إلا عائدة، في القريب، بقوة أعنف وأعظم إلى ميادين وساحات النضال. لكن وبما أنه لا بد لأي حركة من مراجعة الذات من حين لآخر وتحليل الأخطاء ودراستها كي لا تتكرر، وحركة 20 فبراير ليست استثناءا في هذه القاعدة، فإنه بات واجبا محاولة دراسة وفهم أسباب فشلها، النسبي، في تحقيق الآمال التي علقتها الجماهير الشعبية عليها.
حسب المناقشات التي دارت بيني وبين مناضلين شبابا في الحركة استنتجت ثلاث نقط رئيسية لهذا الفشل النوعي أو النسبي، لأن الحركة استطاعت رغم كل الظروف تحقيق مجموعة من الإنجازات لم تسبقها إليها أي حركة ولا تنظيم في تاريخ استقلال المغرب النسبي، ومنها: تكسير شوكة الرهبة من بطش المخزن لدى الجماهير، اختراق الحصار الإعلامي الرسمي الذي حاول التعتيم عليها، الحفاظ على حراكها بنفس طويل رغم أن النظام راهن على تراجعها وتلاشيها مع مرور الزمن، إرباكها للنظام والدفع به للتعامل معها كقوة حقيقية لا يمكن تجاهلها، الصمود في وجه بلطجية، أو ما يعرف عند المغاربة بالشماكرية، المخزن والتصدي لكل محاولاته لاختراق صفوفها، طرد الأريستقراطية المغربية، أو ما يعرف بالأسر الكبيرة من آل الفاسي وما جاورها، من السلطة، وهي التي احتكرتها منذ الاستقلال النسبي، ووصول أبناء الأحياء الشعبية، وإن كانوا عاقين وناكري جميل، إلى سدة الحكم، فرض ما لم تستطيع الحصول عليه الأحزاب المحسوبة على اليسار خلال عقود طويلة وأقصد تغيير الدستور، وأنا واعي كل الوعي أن التغيير حاصل في الأسلوب ولم يشمل المضمون، لكن عقودا طويلة طالبت الأحزاب بتعديل الدستور ولم يحصل.
رغم كل هذه الإنجازات المذكورة وغيرها التي لم تُذكر فإن حركة 20 فبراير لم تحقق كل طموحات الجماهير الشعبية الكادحة وذلك للأسباب التالية حسب الاستنتاجات التي خرجت بها من خلال بعض التحاليل قمت بها ومن خلال دردشات مع بعض مناضلي الحركة الشباب والتي كانت في بعض الأحيان استفزازية من طرفي حتى أتوصل لحقيقة تفكير هذا الشباب الثائر والذي أعتز وأفتخر به.
1. التراجع النوعي لإقبال الجماهير الكادحة على الحركة أسبابه ليس خطاب 9 مارس كما يروج له النظام المخزني عبر أبواقه الرسمية، بل التطورات الخطيرة التي عرفها الحراك الشعبي بليبيا ويعرفها حاليا بسوريا.
2. الفتور الذي طغى على الحركة مؤخرا أسبابه موضوعية، ولا علاقة لها باستباقية النظام في القيام بالإصلاحات كما يدعي، بل تخوف اليسار المغربي من وصول الأصوليين والسلفيين للحكم كما حصل بتونس ومصر وغير بعيد الحصول بسوريا ما بعد الأسد.
3. الحملة التشويهية التي هاجم بها النظام الحركة، حيث نعتهم بالملاحدة وآكلي رمضان والمثليين وخدام أجندات أجنبية..
4. دخول بعض الدول الخليجية على خط ثورات بلدان الربيع العربي مما بات يوحي بأن الحراك الشعبي من صنع هذه الدول من أجل وصول تيارات التطرف الديني للحكم.
5. قلة الخبرة السياسية لشباب الحركة في مواجهة النظام المخزني المعروف باحتياله السياسي.
لكن رغم كل هذه العراقل فإن حركة 20 فبراير لم تمت ولا تزال حية بشبابها المناضل الصامد، وهي اليوم تراجع أوراقها وستعود عما قريب بنفس جديد وجيش عتيد إلى الشارع المغربي رغم حملة الاعتقالات في صفوف مناضليها. فالحراك الشعبي المغربي لم يبدأ بعد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ماتت حركة (20فبراير) وكانها لم تكن ابدا
عابر سبيل
(
2012 / 9 / 12 - 09:23
)
في التظاهرة او مسيرة الاحد الماضي بالدارالبيضاء اكبر المدن المغربية ، والعاصمة الاقتصادية لم يتجاوز عدد الفبراريين الذين نزلوا الى الشارع العشرين نفرا . وهو نفس العدد كان بمدينة طنجة الذي منعت فيها السلطات العمومية وقفة دعائية انتخابية سابقة لاوانها لحزب العدالة والتنمية .
واذا كان اليسار قد فضل التراجع خوفا من سطوة الاسلاميين ، فكيف تفسر مراهنة حزب النهج الديمقراطي وحب الطليعة والحزب الاشتراكي الموحد على الوجود العددي والقوي لجماعة العدل والاحسان التي كانوا يستمدون القوة منها ؟ ثم الم ترى كيف بدا البكاء والنحيب حين طلقتهم الجماعة مما سهل باكتشاف عورتهم وحقيقتهم التي هي العيش على هامش هامش الحقيقة والمجتمع .
حركة 20 فبراير ماتت ،اما من يترك الان باسمها فهم اليساريون الجدريون والراديكاليون الجمهوريون والحزب الاشتراكي الموحد الذي لا شبيبة لها . فاين هؤلاء جميعا من 30 مليون مغربي تمقتهم وتمقت كل ما يهدد الامن والنظام العام ؟
2 - الفاشل دوما يعتقد حلمه حقيقة
زكرياء الفاضل
(
2012 / 9 / 12 - 12:44
)
كان بإمكاني حذف تعليقك، لكني ديمقراطي لأني يساري ولهذا تركته وأرد عليك بالتالي: حركة 20 فبراير لم ولن تموت أبدا. هل تعرف لماذا؟ لأنها امتداد للنضال الشعبي المتواصل منذ عقود. قد يتغير الشكل وقد يأخذ لونا آخرا، لكنه مستمر والنصر سيكون حليف الجماهير المناضلة بكل تأكيد. إننا لا نيأس ولا نستسلم أبدا لا في عهد الرصاص ولا الآن. يمكنكم اعتقاد المتنيات والأحلام حقيقة وواقعا، لكن الحياة ستفجعكم كما أفجعت بن علي ونظامه ومبارك وبلطجيته والقذافي وزبانيته.. إن ما يجعل شماكرية النظام بالمغرب غير بعيدي النظر هي رؤيتهم القصيرة، حيث يعتبرون المغرب جزيرة مفصولة عن العالم ولا يربطونه بالتغيرات الحاصلة به، وإن نظروا إلى المحيط من حول المغرب يعتبرون نفسهم أصدقاء وأشقاء لأقوياء العالم لا يمكن الاستغناء عنهم. علما بأن القرعة التي تجريها أمريكا سنويا للمهاجرين تبين بأن المغرب والمغاربة لا يحظيان بتلك المكانة التي تتوهمونها.
إن المغرب مقبل على حراك شعبي لم يرى له مثيلا في تاريخه وخوفي عليكم أن تجدوا أنفسكم في مكان من يحاكم اليوم بتهم ملفقة بسبب إعلائه لائه. والأمثلة أمامكم: ليبيا وتونس ومصر و..
3 - مرة ثانية ماتت 20 فبراير
عابر سبيل
(
2012 / 9 / 12 - 15:16
)
قد تعتقد انك تحمل قلما بين اصابعك ، لكنك تحمل سيفا تهدد وتتوعد بقطع الرؤوس وبالمحاكمات على غرار محاكم التفتيش . الديمقراطية ممارسة وليست ادعاء . والذين يحكمون على الديمقراطي الحقيقي هم الاغيار وليس هو . عندما كتبت ما كتبته ونشرته فانه لم يعد ملكا لك ، بل اضحى ملكا للعموم وللقراء . فكيف تريد ان يقرا الناس مخطوطاتك دون اي انتقاد . ان فرض الرؤية الواحدة ورفض الملاحظات او وجهات النظر الاخرى هو الالغاء المعبر عن الدكتاتورية المعارضة للديمقراطية . فاذا اردت الا تضفر بانتقاد ،كان عليك ان تحجب مربع التعليقات المخصص للمقالات ، والا فعليك الاصغاء للاخرين مادامت الحقيقة نسبية وليست مطلقة .
ان الديمقراطي هو الذي يجيد احترام اسلوب الحوار بدون املاءات ولا اسقاطات . من هنا فان ديمقراطيتك لن تحيد على ديمقراطية ستالين او بولبوت او ماوتسي تونغ او انوار خوجة او تشاوسيسكو او تيتو او ديمقراطية عمر وعثمان ومعاوية وخالد بن الوليد والملاّ عمر وبنلادن والظواهري
اللللخ .
مرة اخرى كيف تفسر 20 نفرا حضروا مسيرة الاحد الماضي بالدارالبيضاء ونفس العدد بطنجة ، ولم تمر ولو مسيرة واحدة وحتى بعشرة افراد في جميع المدن
4 - ناقشني بوجه مكشوف لا من وراء خمار
زكرياء الفاضل
(
2012 / 9 / 12 - 16:50
)
أنا لا أهدد أحدا ولا حتى أحذّره، بل أنبهه لكي لا يغتر بالدنيا لأنها لا تدوم على وجه واحد أبدا. فتونس مثلا ما كان أحد يعتقد أن تقوم على رئيسها وتطرده، كما أن مصر ما اعتقد أحد بأنها ستتجسر وتثور على مبارك الرجل القوي والحليف الاستراتيجي بالمنطقة لأمريكا وإسرائيل ولن أتحدث عن ليبيا والليبيين. لذلك أقول أن تزعم بموت الحراك الشعبي خطأ فادح وقد يؤدي بك ومن يشاطرك الرأي إلى نتائج مغلوطة.
في ما يتعلق بالشخصيات التي ذكرت فأولا تعرف على حقيقة الأمور، ثم انتقدها. ولن أزيد أكثر من هذا لأني لا أحب مناقشة شبح، إن كانت لك قناعات فاكتب باسمك الحقيقي وحاورني أما أن تختبئ وراء قناع فهذ ليس من شيم الرجال.
.. مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية و-الحريديم- ضد التجنيد الإجبا
.. حماس تعلن إجراء مشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية لإطلاعهم
.. تغطية خاصة | حركة حماس تُطلع الفصائل الفلسطينية على تفاصيل م
.. كتلتا -التقدمي الاشتراكي- و-التيار الوطني الحر- تدعمان نواف
.. عبد الناصر وشيخ الأزهر وزويل.. عداوة تاريخية للإخوان مع الرم