الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقات بلوتارية

ادم عربي
كاتب وباحث

2012 / 9 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الصراع الطبقي محرك التاريخ منذ الازل ،، جميع الفلاسفه عبر التاريخ مثاليين او ماديين ااتفقوا علىى ان الصرراع الطبقي هو محرك التاريخ بماكينته وسائل الانتاج ، وما نشهده اليوم من تطور هائل ليس الا حصيلة جهد البشريه في تقدم وسائل الانتاج .
انن التقدم الهائل منذ القرن الماضي في وسائل الانتاج ، والتي اتخذت شكلين ، الشكل الاول المتمثل في وسائل الانتاج الاشتراكي والاخر المتمثل بالراسمالي ، لا يبدو هنا فرق في وسائل انتاج متقدمه ، لكن البنيه الفوقيه في كلا النظامين المرتبطة بوسائل الانتاج افرزت ثقافتين مختلفتين ، ثقافة البلوتاريا الراسماليه وثقافة البلوتاريا الاشتراكيه .
تميزت ثقافة البللوتاريا الاشتراكيه بالثوريه ذات البعد الانساني , فهي تعممل وتنتج وتطور لصالح البشريه ، وليس في ذلك ادنى شك في دور الجامعات السوفيتيه فيي تخريج ملايين الخريجين في مختلف المجالات وخصوصا الدول الفقيرة ، اضافة لسحق غول النازيه الذي هو افراز لصراعات وجسع الراسماليه ، البلوتاريه الراسماليه الغنيه ذات البعد الذاتي غير الانساني ، والتي استطاعت تشكيلها الانظمه الراسماليه ، باسم الليبراليه والديموقراطيه وهي في الواقع ابعد ما تكون عن الديموقراطيه ، فلا معنى للديموقراطيه تحت سطوة المال ، وليست في هذه الحاله سوى تسلط طبقه على باقي الطبقات .

بعد انهيار النموذجين الاشتراكي والراسمالي ، وسبب الانهيار في كلا النموذجين هو الصراع الطبقي , ففي النموذج الاشتراكي بدا الانهيار باعلان توقف ديكتاتورية البلوتاريا ، لصالح البرجوازيه الصغيرة التي اطاحت بكل شئ ، وصولا الى استيلائها على الحكم وحرف مسار التاريخ -، النموذج الاخر غرق حتى اذنيه في انتاجه نتيجة فقد اسواقه ، فبدل التحول الاشتراكي لهذا الصرح العظيم من الثروه (wealth) , سلمت مقاليد الحكم ايضا للبرجوازيه الصغيرة ، التي استنزفت ما بني خلال عقود .
ان البرجوازيه الصغيرة هي سبب ما يعيش فيه العالم اليوم من كوارث ، وهي التي سدت الافاق المستقبليه في وجه العالم ، البرجوازيه الصغيره اليوم تدير حكومات ودول ، وهي الطبقه المسيطره وتبلغ نسبتها اكثر من ستين في المائه في المجتمعات المتقدمه ، .

اعتقد ان البلوتاريا الان على قلتها متوحدة في الاهداف وليست متوحدة في الثقافه ، فتخلف ثقافة البلوتاري حسب الدوله التي يعيش فيها ، فثقافة البلوتاري الغربي القائمة على الخنوع للدوله وقوانينها تختلف عن ثقافة البلوتاري الشرقي مثلا الصيني ، الذي لديه وعي ثوري مكبل بانظمة ديكتاتوريه مباشرة ، ان التناقض بين البرجوازيه الضغيرة والبلوتاريا في الدول المتقدمه لهو موجود ولكنه ليس فعال ، السبب غياب تربيه ثوريه منذ عقود ، اضافه الى مظاهر كاذبه من بطاله او معونات اجتماعيه هي عبارة عن مخدر لا غير ، اضافة الى اقناع ما تبقى من بلوتاريا وترويضها على القبول بالواقع ، في ظل انعدام افاق المستقبل .
على الاقل البلوتاريا الشرقيه وعلى حجمها الهائل وديكتاتورية الدوله والتناقض الحاد في تلك المجتمعات تبقى الامل الوحيد في تخليص البشريه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. الناخبون يدلون بأصواتهم لاختيار الحكومة الجديدة و


.. هز عرش المحافظين.. معلومات عن زعيم حزب العمال كير ستارمر




.. الغارديان: حزب العمال أمام انتصار كاسح في وجه المحافظين


.. فرنسا.. بين قبضة اليمين المتطرف وتحالف -شبه مستحيل- للمعتدلي




.. فرنسا: هل تراجعت فرص اليمين المتطرف بالوصول إلى السلطة؟