الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتبدد الأوهام الشيعية في سورية...!؟

جهاد نصره

2012 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يحار بعض السوريين منذ أن اتضحت الصيرورة الإسلامية لما سمي بالربيع فيما يعتقدونه إشكالية مبهمة يصعب تفسيرها..! فالدولة الإيرانية التي رحبَّت به، واعتبرته استكمالاً للصحوة التي أطلقتها ثورة الخميني منذ ثلاثة عقود، تتناقض عقائدياً مع مرجعية هذا الربيع المتمثلة بالإسلام السني..! إنه لمن المعروف أن التفارق الحاد بين المنظورين الشيعي والسني بدأ منذ اللحظة الأولى للتعاطي مع تركة ـ محمد ـ بما فيها قرآنه بعد أن ظهرت في قراءات وتفاسير فقهاء الجانبين فروقات واختلافات جذرية نتج عنها وجود الفقهين السني النقلي والشيعي الاجتهادي..! ويزيد هذه الإشكالية إشكالاً أن قادة إيران الشيعية يدعمون الدولة السورية التي اجتاحها ربيعهم المفترض بكل الأشكال وعلى كل الأصعدة...!؟
يلحظ المرء في إيران كدولة دينية صافية انسجاماً كاملاً بين المستويات الإيمانية السياسية التنموية السلوكية الأمر الذي تفتقده معظم الدول العربية الإسلامية الدينية وشبه الدينية ومع ذلك لا تخبو آمال وتطلعات القيادة الإيرانية التي تغض البصر والبصيرة عن خلفيات الإسلام السياسي ورهاناته وارتباطاته الأمر الذي يبرر قول البعض بوجود الإشكالية المتعسر هضمها والتي تعيق فهم مواقف قادة إيران المتناقضة من التحولات والتغيرات التي حدثت ولا تزال تحدث في بعض بلدان الشرق الأوسط..! هذا الأوسط الذي يطمحون منذ الثورة الخمينية أن يصبح إسلامياً وهو اليوم يصير كذلك لكن على غير الشكل والمحتوى الذي يتوهمونه...!؟
اليوم، بالرغم من المصالحة المعلنة والمستترة بين التيارات الإسلامية الإخوانية بشكل أساسي وبين الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا والتي قامت على قاعدة الاستثمار السياسي المتبادل والتي تعني من دون لبس بداية حقبة جديدة عنوانها التحالف الإسلامي الإخواني الغربي على طريقة حزب العدالة التركي ومن المؤكد أن هذا التحالف سيفجر مواجهات داخل البيت الإسلامي وخصوصاُ بين الإخوان والتيارات السلفية المتعددة إضافة إلى أن الغرب ينتظر أن تحفل هذه الحقبة بالفتن الطائفية والتصدعات والانقسامات الوطنية وما قبل الوطنية وفي كل هذا تتوفر مقدمات النجاح الأستراتيجي الأمريكي بما يعني ضمناً ديمومة الكيان الإسرائيلي و تصاعد قوته الضاربة بالرغم من وضوح وعلنية كل ذلك يواصل قادة إيران عزفهم على أوتار الصحوة ولن يطول الوقت حتى يكتشفوا أن ما أسموه بالصحوة الإسلامية لم يكن سوى صحوة غربية إسلامية إخوانية مشتركة لإعادة إنتاج الهيمنة على المنطقة بلبوس الإسلام السياسي المنَّظم هذه المرة ومما لا شك فيه فقد لعبت حقيقة انتهاء صلاحية بعض الأنظمة الحاكمة دوراً تحفيزياً أساسياً في انضاج هذه الشراكة...!؟
وهكذا فإنه ليس هناك ثمة إشكالية غامضة أوصعبة التفسير فيما خص السراب الذي تراه عيون قادة إيران فالمهدي المنتظر لم يبادر كما يبدو إلى نجدتها وإسعافها من عمى بصيرتها السياسية..!
أما عن الإشكالية القائمة حقيقةً والتي يمكن الحديث عنها فهي تكمن في هذا الانخراط المدهش لبعض النخب العربية المدنية والسياسية في محرقة الأديان والمذاهب والطوائف والأدهى الأمر أن ينخرط في مثل هكذا ربيع وبكل سفور وفجور رهطٌ كبير من المفكرين والمثقفين والكتاب العرب الذين سبق وأن حمل معظمهم لواء التقدم واليسار والعلمانية والعقلانية والحداثة ونحيل السوريين منهم وعلى الأخص الذين يشرحون لجمهورهم مواصفات الدولة المدنية التعددية القادمة بعون ابن تيمية نحيل هؤلاء إلى المحاكم القضائية الشرعية التي بدأت عملها في بعض البلدات والأحياء التي يسيطر عليها المسلحون ومنها بلدة الباب في محافظة حلب فربَّ ضارة نافعة...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران