الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن العقلانية الفلسطينية

خالد عبد القادر احمد

2012 / 9 / 12
القضية الفلسطينية



كنت اتمنى لو ان رئيس الوزراء الفلسطيني, السيد سلام فياض, استقال واخلى موقعه الوزاري, قبل الحراك الشعبي الراهن, عوضا عن ان يكون كبش فداء تضحي به الان انتهازية النخبة السياسية الفلسطينية, على مذبح انانيتها وحماية لمصالحها ولبقائها في مناصبها, حيث تركته وحيدا في مواجهة اتهامات الشعب له ولسياساته,
لكنه يمكن ايضا القول ان حكمة السيد سلام فياض السياسية لم تكن على مستوى يمكنه من قراءة الموقف الفصائلي منه, والذي تسرب ليصبح موقفا شعبيا ضده, فنجحت كلجنة تنفيذية للمنظمة, وكمؤسسة رئاسة للسلطة, وكلجنة مركزية لحركة فتح, وكقيادات فصائلية في اسقاطه سياسيا وتحميله ذنب ازمة ثقة سياسية شعبية اكثر من ان تكون ازمة ادارة اقتصاد مقيد,
الملاحظ في الصورة الراهنة, هو ان حراكنا الشعبي, يتعامل مع السيد سلام فياض وكأنه رئيس وزراء حكومات السويد او النرويج, او غيرها من الدول المتقدمة التي بلغت من الاستقلال السياسي الاقتصادي, والاستقلال المؤسساتي والوظيفي, مستوى متفوق, دون ان يدرك حراكنا الشعبي ان صلاحيات رئيس وزرائنا لم تكن اكثر من صلاحيات تنفيذية, وان السياسات المقيدة لهذه الصلاحيات التنفيذية, قررت مسبقا في اتفاقيات اوسلو, وغيرها, والى جانب ذلك فانها مقيدة لوضع نظام رئاسي حديدي, متداخل مع صلاحيات كل الهرم التنظيمي لمنظمة التحرير, ولحركة فتح, وللهرم الوظيفي للسلطة الفلسطينية, وهي مقيدة ايضا للتوزيع الفصائلي, الذاتي والبيني, لموازين القوى ومردوداته المالية, الامر الذي حصر فاعلية صلاحيات السيد سلام فياض, في صورة صلاحيات زوجة رب الاسرة المحدود الدخل, التي عليها ان تستجيب لاهواءه دون ان يوفر لها المصاريف,
ليس السيد سلام فياض الان, ولم يكن سابقا, من رموز اطار المستوى السياسي الفلسطيني الاول, ولا كل حكومته ايضا, فاطار هذا المستوى محصور في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير, وفي اللجنة المركزية لحركة فتح, وفي مؤسسة الرئاسة الفلسطينية, بل هو ينحصر الى اطار الهيئة التفاوضية, بل ويتمركز في الرئيس محمود عباس شخصيا, فهو المسير الوحيد للسحاب السياسي في السماء الفلسطيني, وهوالذي يحدد ان يمطر هذا السحاب نتائج سياسية اقتصادية اجتماعية, وليس على الحكومة الفلسطينية سوى تنفيذ تعليماته اجرائيا فحسب, ولندع جانبا الحديث عن كفاءة الاستقلال الوظيفي للسيد سلام فياض, فهو لا يستطيع مجابهة الحرس الرئاسي, طالما لم تستطع اللجنة المركزية لحركة فتح مجابهته, وطالما ان شخصية من وزن محمد دحلان شبه الفصائلية لم تستطع ايضا مجابهته, فلماذا نحمل السيد سلام فياض مسئولية اخطاء غيره؟ ومن هي الشخصية البديلة القادرة على مجابهة مؤسسة الرئاسة وحرسها, سوى مجندات الجيش الاسرائيلي؟
ان كذبة الديموقراطية في الحياة الفلسطينية, هي اكبر من كذبة الديموقراطية في حياة المواقع الاقليمية الاخرى, وقد رأينا الوجه الحقيقي للديموقراطية الفلسطينية حين الاعتراض على زيارة شاؤول موفاز, حيث تمرجلت اجهزة الامن الفلسطينية على شعبها واشبعت المعترضين ضربا وشتما, مما يوضح ان الديموقراطية الحالية الموجهة ضد السيد سلام فياض مرضي عنها من مؤسسة الرئاسة ومن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومن اللجنة المركزية لحركة فتح, والسؤال هو لماذا,
لا حراك من اجل المصالحة, لا حراك ضد الاستيطان, لا حراك ضد الخضوع الفلسطيني في جانب التنسيق الامني, لا حراك ضد تهويد القدس, ....الخ, ولكن ينفجر الحراك فورا ضد نهج سلام فياض الاقتصادي, الموصوف مساره مسبقا من المستوى السياسي ( المتفرد ), بمقولة العمل على بناء مؤسسات الدولة, تهيئة لاعلانها؟ وهو بالضبط ما التزم به رئيس الوزراء, وها هو يعاقب على هذا الالتزام, كما عوقبت بلدية الخليل واطفائيتها على الخدمات التي قدمتها تاريخيا لشعبنا هناك,
تاريخيا وفي الاوقات الصعبة, لجا شعبنا الى تخليل الزيتون واصناف المخللات الاخرى, وخزن الزيت والسمن, والعسل, وجبن الاجبان, وطبخ الدبس, وطجن اللحوم, واوقد الحطب نارا, فاين ذهب ذلك الشعب الذي لم يتسول في تاريخه يوما, ولم يشكوا الم الجوع, هذا الجوع الذي جعل منه مناضلونا الاسرى سلاحا ضد الاحتلال,
نعم ليكن الحراك بل ليتسع وينمو ويصبح انتفاضة عارمة, ولكن ضد الاحتلال واتفاقيات اوسلو وضد دمقرطة علاقة الشعب بالاحتلال, ضد غاندية الرئيس محمود عباس, وضد خرق حركة حماس لوطنية المواطنة والقضية وضد اعلانها ولائها لجماعة الاخوان المسلمين التخريبية في المنطقة, اما حصر كل الاحباط الشعبي السياسي وتنفيسه في شخص رئيس الوزراء الفلسطيني, فهذا ظلم كبير ليس للدكتور سلام فياض فقط ولكن لعقلانية الشعب نفسها, فهي استصغار لهذه العقلانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الغريب عدم التعليق
نبيل ( 2012 / 9 / 14 - 11:43 )
الموضوع المطروح يفتح العيون على من يجب أن يتهم ومن يجب أن لا يتهم, و لكن مع كثرة وجود المثقفين في هذا الموقع, لم أجد تعليق واحد لهم, فهل لأنه معقد لدرجة صعوبة الفهم أم لأنه واضح جدا كوضوح الشمس.

وشكرا


2 - حرية الراي
خالد عبد القادر احمد ( 2012 / 9 / 15 - 10:32 )
عزيزي نبيل
اشكر مرورك الكريم واسهامك بالتعيق والتقييم, اما بخصوص اهتمام الغير بابداء او عدم ابداء رايه بالموضوع فهذا حق من حقوق حرية الراي, نحترمه ونعمل به
تحياتي واحترامي

اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل