الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة في النقاش حول مؤتمر الحزب المؤتمر خطوة حاسمة لمواصلة استنهاض الحزب وتعزيز هويته اليسارية والكفاحية

بسام الصالحي
الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني

2005 / 2 / 25
القضية الفلسطينية


الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني
يعقد الحزب مؤتمره الرابع، في أجواء تغيرات هامة على الصعيدين السياسي والداخلي، فبعد انعقاد مؤتمر شرم الشيخ، وما تم فيه من اتفاق على وقف اطلاق النار، سبقه اتفاق داخلي مع حركتي حماس والجهاد فإن العجلة السياسية والتفاوضية، ستتحرك بالتوازي مع تزايد الاهتمام الدولي، مما يعني انتقال الصراع الى ساحة جديدة، هي الساحة السياسية والتفاوضية والدبلوماسية، وبالتالي الحاجة الى زيادة متطلبات النجاح فيها وعدم تكرار الاخطاء السابقة التي واكبت عملية التفاوض.
ان هذا يتطلب صياغة خطة تفاوضية واضحة، وتشكيل لجنة توجيه عليا لإدارة المفاوضات دون تعارض مع مرجعية م.ت.ف السياسية بالاضافة الى تعزيز طاقم المفاوضات بوجوه جديدة، وباساليب جديدة في التعاطي مع العملية التفاوضية، بوصفها جزءاً من عملية الصراع ، وليس ادارتها من موقع الركض خلف مبادرات الطرف الآخر، بل من خلال التركيز على القضايا الجوهرية، وفي مقدمتها وقف الجدار وازالته، والاستيطان، واطلاق سراح الأسرى، ووقف اجراءات عزل القدس وتهويدها، وفتح المؤسسات فيها، بالاضافة الى التمسك بالقضايا الجوهرية للمفاوضات والخاصة باقامة الدولة المستقلة وحدودها، وبحقوق اللاجئين، والقدس، والمستوطنات والمياه وغيرها من قضايا الحل النهائي.
ان الاستراتيجية الاسرائيلية تقوم على جعل خطة شارون هي الأساس، وفي مقابلها فإن على الاستراتيجية الفلسطينية ان يتمسك بتطبيق قرارات الشرعية الدولية باعتبارها الأساس، كما ان الاستراتيجية الاسرائيلية تقوم على حصر العملية التفاوضية بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة، ومنع التدخل الرباعي او الدولي، بينما على الاستراتيجية الفلسطينية ان تسعى لضمان هذا التدخل ، وتقوم الاستراتيجية الاسرائيلية على استمرار الاستيطان والجدار، والممارسات الاحتلالية الأخرى تجاه القدس وغيرها، بينما ان على الاستراتيجية الفلسطينية، ان تواصل الكفاح الشعبي والجماهيري ضد مختلف هذه المظاهر، والتمييز بين الالتزام بوقف النار وبين استمرار الانتفاضة الشعبية وانشطتها الكفاحية الجماهيرية وحشد الدعم الدولي لتأييدها ضد الاحتلال وممارساته المختلفة.
ان المهام المترتبة على الحزب بهذا الصدد، هي مهام كبيرة، ويمكن ان يتحقق بالتعاون مع القوى المستعدة لذلك، ويستطيع الحزب ان يطور دوره في سياقها، خاصة وان لديه رؤية وامكانية لتحقيق ذلك على الصعيدين السياسي والكفاحي ، الجماهيري، وفي المركز منه مقاومة الجدار والاستيطان ومقاطعة البضائع الاسرائيلية وغير ذلك من القضايا.
اما على الصعيد الداخلي الفلسطيني، فقد ابتدأت مرحلة جديدة، في حياة النظام السياسي الفلسطيني، تقوم على تعزيز البنية الديمقراطية، وآلية الانتخابات الدورية، والتعددية من خلال المشاركة السياسية الكاملة بغض النظر عن مستوى هذه المشاركة في أي من حلقات هذه العملية، وهو الأمر الذي اختلف عن انتخابات عام 1996، والذي قاطعت فيه الانتخابات القوى الاسلامية وبعض قوى م.ت.ف، ان هذا التغير الايجابي يفتح الأفق امام اعادة بناء النظام السياسي على قاعدة ديميقراطية ذات مقياس مباشر يحتكم الى الانتخابات وصناديق الاقتراع، وبما يسمح باعطاء معنى ملموس لمفهوم المعارضة او الائتلاف على اساس البرنامج والاداء السياسي المحدد من جهة، وعلى اساس برنامج الحكومة الداخلي من جهة اخرى.
ولا شك ان هذه الانتخابات الديمقراطية، ستمتد ايضاً الى كافة اطارات العمل النقابي والاجتماعي والجماهيري، الاخرى، الأمر الذي سيسمح بإضعاف البيروقراطية والهيمنة،ومظاهر الفساد المختلفة، وبما يسمح بحراك ديمقراطي متجدد وبآليات عمل جديدة اقرب الى مصالح الجماهير وحقوقها وقدرتها على التغيير بالقياس الى الاداء والمسلك والأوليات التي تحرك الآن القائمين على السلطة او أي من المؤسسات والأطر النقابية والجماهيرية، بالاضافة طبعاً الى البلديات.
ان هذه العملية تؤذن بخلق ترابط افضل بين السلطة الوطنية الفلسطينية، وبين نسيج المجتمع الذي انعزلت عنه، والأهم أنها تؤذن باستعادة دور فئات المجتمع المختلفة، واستنهاضها، بعد عملية تهميش طويلة لهذه الفئات ومصالحها، وتخرجها من حالة الاحباط واللامبالاة، وتساعد على بروز ممثلي وقادة هذه الفئات على خارطة المشهد السياسي والاجتماعي، بعد ان انحصر ذلك بشكل رئيسي عبر مؤسسات السلطة.
ان هذه العملية الداخلية، وكي لا تبقى محصورة فقط في نطاق الوعي الزائف" فإنها بحاجة الى تكثيف العمل من اجل ادخال تغييرات جذرية علىلأولويات الداخلية، وفي مقدمتها الدفاع عن مصالح الفئات الشعبية الفقيرة والمحرومة،ومعالجة قضايا الفقر، والبطالة التي تمثل الهم الأبرز لهذه الفئات، كما تعالج قضايا بناء الاقتصاد الوطني على قاعدة تخفيف التبعية والاعتمادية، وحماية المكونات الرئيسية لبنية هذا الاقتصاد وتطويرها، بعد ان تعرضت لعملية تدمير مبرمجة خلال السنوات الماضية، وخاصة في مراكزها الرئيسية في الخليل ونابلس، وفي قطاع غزة.
ان ادراك جوهر هذه التغييرات، وتحفيز عوامل استنهاض القوى الاجتماعية ، ونشطائها ومؤسساتها، ينطبق كذلك على القوى والأحزاب السياسية، ويفرض عليها استنهاضاً مماثلاً، واعادة بناء على اساس التحديات الوطنية، والديمقراطية والاجتماعية – الاقتصادية، الملموسة، وبالتالي حاجتها الى تعزيز وجودها، وفرضه من خلال آليات هذه العملية الديمقراطية، وليس من خلال اية آليات أخرى تقوم على صيغ الماضي او حسابات وطرق عمل م.ت.ف القديمة.
ان مشاركة الحزب في الترشح للانتخابات الرئاسية، وفي انتخابات البلديات، واستعداداته للمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي، انما تمثل محاولة للتجاوب مع متطلبات هذه التغيرات، ووضع قدم ظاهرة على طريق التغيرات في الخارطة السياسية والديمقراطية الجديدة لبنية الحركة السياسية الفلسطينية.
وقد اسهمت المشاركة في انتخابات الرئاسة، في عرض برنامج الحزب للجمهور، وفي ابراز الفوارق مع القوى الأخرى وبضمنها بعض التيارات "الديمقراطية" ، وفي استعادة حضور الحزب في مشهد التغيير السياسي اللاحق، وفي استنهاض قسم كبير من هيئاته ومنظماته، وكوادره، والمحافظة على نشاطهم في اطار الحزب وبرنامجه وسياسته وحملته الانتخابية، وكذلك في استعادة اهتمام اوساط اخرى من رفاق الحزب وكوادره وجمهوره الذين ابتعدوا عنه خلال السنوات الماضية لأسباب مختلفة، كما كانت تمرينا هاماً على الاستعداد لمعارك انتخابية جدية على مستوى الوطن، كالانتخابات التشريعية، ولفحص مدى جاهزية وقدرة الحزب على ذلك ونواحي ضعفه والنقص لديه، سواء على صعيد القدرة البشرية او المالية او الكفاءة والخبرة الانتخابية، من اجل العمل على حلها دون مفاجآت، وبدون شك فإن عدد الاصوات التي حصل عليها الحزب، كانت اقل من طموحه، ومن مبررات مساهماته التاريخية والسياسية في حياة الشعب الفلسطيني، ومن نظرته لنفسه ولدوره، ولكنها مع ذلك ظلت في حدود واقع الحزب وافضل من نسبة استطلاعات الرأي التي كانت تعطي الحزب في حدود 8ر – 1% قبل الحملة الانتخابية.
وكان يمكن لهذه النتيجة ان تكون افضل فيما لو بذل جميع رفاق الحزب ومسؤوليه دوراً اكبر وأكثر التزاماً واخلاصاً لقرارات هيئاته، وفيما لو كان الوضع التنظيمي لحزبنا افضل وبما يسمح بالوفاء والالتزامات التي تعهدت بها المواقع المختلفة.
ان السؤال المركزي المطروح امامنا يتلخص بالتالي: هل ان على حزبنا مواصلة عملية الاستنهاض الداخلي التي بدأها من خلال تعزيز هويته الاجتماعية والفكرية ، اليسارية، ومن خلال تعزيز وحدته، ومواقفه المستقلة، واستعداده لتطوير دوره من خلال قبول التحديات وتحسين استعداداته للنجاح فيها، انطلاقاً من تطوير واقعه الحقيقي، ام ان عليه التسليم باستمرار هذا الواقع، والانكفاء خشية مواجهة التحديات، والاعتماد على المبالغة والرضى عن الذات، والاداء البيروقراطي – الاعتباري.
ان مواجهة هذه التحديات بواقعية، وبجرأة، يتطلب خطة عمل حقيقية تستنهض الحزب، وتجعل من المعارك الوطنية الديمقراطية والاجتماعية والفكرية، المحك الحقيقي لبنية الحزب، وعضويته، ومساهمته، ودوره ، والأساس لتعزيز مكانته في الخارطة السياسية الفلسطينية، ان صياغة خطة كهذه هي واحدة من اول اولويات المؤتمر القادم وفي هذا الاطار فقط يمكن ان تندرج سياسة التحالفات التي على الحزب ان يبدع فيها، ان الاعتماد فقط على التحالفات دون خطة شاملة، لا يشكل مخرجاً ولا هو قابل للنجاح، بل هو وسيلة يستغلها الآخرون لاصطياد بعض قياديي الحزب ونشطائه، لصالح هذا التنظيم او ذاك، او لصالح هذه المؤسسة او تلك، ويتحول الحزب بموجبها الى مجرد مصدر كفاءات ، او ديكور لهذا "التمثيل الانتقائي" او ذاك.
ان العناوين الرئيسة للخطة التي تسمح بمواصلة استنهاض الحزب، وتعزز من دوره، تتلخص في الحرص على وحدة الحزب وتعزيزها، على قاعدة استقلالية مواقفه، وهويته اليسارية، الاجتماعية والفكرية، وتقوم على تعزيز صلاته بالجماهير وتبني قضاياها والدفاع عنها، وتعزيز الجوهر الكفاحي للحزب على الصعيد الوطني، والاجتماعي والفكري، والجماهيري، وان نجاح المؤتمر في اظهار ذلك، سيزيد من قدرة الحزب على استقطاب اوساط جديدة من الجماهير التي تتوق الى التغيير وتبحث عن عنوان ملائم لكي تعمل معه من اجل ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن