الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع المالكي والهاشمي

ساطع راجي

2012 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


باستثناء الذاكرة الضعيفة لاشيء يؤكد ان ما حدث من تفجيرات ارهابية يوم الاحد 9/9/2012 كان غير متوقع، ليس فقط لان التفجيرات تزامنت مع موعد اعلان الحكم على طارق الهاشمي بل لان هكذا عمليات ارهابية أخذت طابعا دوريا شهريا منذ وقت طويل وحتى الآن لاتوجد مؤشرات ان عدد ضحايا الارهاب خلال شهر أيلول ستكون مختلفة كثيرا عن الاشهر الماضية، لقد صارت هذه الهجمات معتادة لكننا ننسى الكارثة كل مرة فتعود المفاجأة، لكن الاخطر من الحادث الشهري الدوري الكبير، هو تصاعد وتيرة العنف اليومي أولا ثم دخول صراع المالكي والهاشمي مرحلة كسر العظم وما يتبع ذلك من احتقان وتطاحن سياسيين حتى ولو في السر او عبر العبوات والكواتم والاعتقالات العشوائية.
مقربون من رئيس الوزراء نوري المالكي اتهموا الهاشمي مباشرة بالمسؤولية عن تدبير اعتداءات الاحد، والمقربون اعتبروا تلك الاعتداءات او توقيتها دليل يؤكد عدالة قرار ادانة الهاشمي، وقد لايكون ما قاله المقربون صحيحا، وفي مقابل ذلك اتهم الهاشمي الجهات الامنية التابعة للمالكي بالمسؤولية عن تلك الهجمات وقد لايكون ما قاله الهاشمي صحيحا، غير ان القولين يؤكدان اننا في العراق نعيش مرحلة افتتاح جبهة جديدة من العنف، يتبادل فيها المالكي والهاشمي بالاصالة او الانابة الاتهامات بالمسؤولية عن دوامة العنف، وسواء كان الزعيمان او من ينوب عنهما متورطان فعلا بالعنف أو ان جهات أخرى ستعمل على الانتفاع من الصراع فإن العراقيين هم الخاسر الاكبر.
الصراع بين المالكي والهاشمي قد يكون عنوان المرحلة السياسية القادمة لان الرجلين سيمثلان في الحملات الانتخابية علامة لكل طائفة، واذا كان الهاشمي لا يحظى بالدعم العلني فهو سياسيا سيكون (رهانا سنيا) مهما في الانتخابات ولو عن بعد خاصة بعد الدعم التركي له وما سيؤدي اليه من دور تركي أكبر على فصائل سياسية هي مجرد مفاصل صغيرة في الموجة الطائفية التي تضرب المنطقة، وبالمثل سيكون المالكي في الانتخابات (البطل الشيعي) الذي شرد الهاشمي واصدر عليه حكما بالاعدام بعدما بعدت المدة بالدعاية السابقة (توقيع اعدام صدام) والتوقيع القديم مع الحكم الجديد هو رصيد سياسي للهاشمي في لعبة أخطر من الانتخابات، انها لعبة تكوين معارضة عراقية جديدة في الخارج، وهو ما قد ينفع المالكي أيضا في معاركه اليومية، انها خدمات متبادلة غير مقصودة، ولكن لنتذكر إن التهم التي يوجهها الهاشمي اليوم للمالكي سبق وان وجهها على مدار اشهر وسنوات ومع ذلك ساهم الهاشمي بشكل أو آخر في حصول المالكي على رئاسة الوزراء، كما ان المالكي يؤكد بنفسه انه يعرف منذ زمن بعيد عن تورط الهاشمي بالارهاب، لكن المالكي ساهم بشكل أو آخر في حصول الهاشمي على موقعه نائبا لرئيس الجمهورية ومنذ عدة ايام تتناقل المواقع الالكترونية صورة ليست قديمة جدا للرجلين معا وهما في قمة الانشراح والسعادة.
الهاشمي في السبعين من عمره، وكثير من العلامات تشير الى انه لايريد البقاء طويلا في الظل، ولذلك من غير المستبعد أن يكون ساعيا الى موقع أهم في زمن تسيطر المغامرات السياسية على الشرق الاوسط برماله المتحركة بسرعة وجاء حكم الاعدام ليفتح له باب المغامرة واسعا.
المالكي في الثانية والستين من عمره، وهو يريد مزيدا من السلطة بسرعة ولذلك لايهتم بالازمات الكثيرة طالما انها تخلصه من الوجود (العياني) لخصومه في مؤسسة السلطة حتى لو بقيت الازمات مفتوحة بانتظار علاج الزمن، هو يريد عراقا بلا بدائل متاحة وهو ما حصل عليه في الطرف الشيعي واليوم يريد تكرار النجاح في الطرف السني، وحقق ذلك جزئيا بتفتيت قرار ائتلاف العراقية.
إنه صراع طموحات شخصية ندفع ثمنه على شكل انهيارات أمنية وقانونية وتشريعية وقضائية واقتصادية وخدمية فضلا عن تدمير حياة بضعة مئات من الاسر العراقية شهريا بفعل فقدان أو اصابة افرادها خلال العمليات الارهابية، المزعج ان هناك من يصفق تشجيعا واستحسانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة