الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقالة الحقيقة الى بعد حين

عادل شيخ فرمان

2012 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية




سنوات ثمان تمر على ذكرى رحيلكم يا والدي (شيخ فرمان) دون أن يتغير من الواقع السياسي الذي عرفتموه وعاصرتموه الا القليل الذي لا يستحق الذكر ، فليرحمكم الله..
مابين الإعلام والسياسة وإن تبين لمتابع الأحداث دوام إقترانهما ببعضهما في ظاهر الأمور ، ما بينهما فارق كبير فالسياسي لا يستطيع أن يكون إعلامياً لأنه لا يقول ما يريد مباشرة إنما ينوه اليه وهذا ليس الا الطرف المثير للجدل الذي يود اثارة الاعلام به ، اما طرف الجدل الحقيقي فيبقى نصيب السياسة بفحواه ومعناه الحقيقيين وهو ما لا يقال لكن ما يعمل به. فالسياسة اذن طبخة وهي فن الممكنات وما يتسرب منها الى الاعلام ما هو الا الرائحة التي تنبعث من المطبخ وما يريد الطهاة تسريبه ليس الا ، وبالتالي فإن ما يصل العامة عن طريق الاعلام أمر مبرمج وموضوع مخطط له وعليه فالإعلام خطير مادام وسيلة نقل المواد الخطرة والذي يجعله اخطر من المادة المنقولة نفسها هو المتحكم بها أي المتحكم بنقل الخبر وهو الاعلامي فما بالك لو انحاز الاعلام او تجرد من النزاهة وكيف سيكون مصير من يقع في فكيه المفترسين؟
والاعلام في بلادنا أنواع فالمكتوب منه يتابعه القراء إما عن طريق الجرائد او النيت وانتشاره قد لا يكون في بلادنا بحجم الاعلام الآخر وهو المسموع عن طريق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمنتشرة بفضاعة طبعاً لكن الإعلام الثالث قد يكون في المجتمعات النامية كمجتمعنا هو الاخطر والاسرع وهو الاعلام المحكي أو القيل والقال فهو اعلام مطاط يأخذ من النوعين السابقين ويفصله بحسب القائل ليصبح من معلومة منقولة الى غيبةٍ حيناً والى قولٍ باطلٍ في كثير من الاحيان وخطورته تكمن حدها الاقصى اذاما تم تبنيها من قبل جهات تتبع بحق شخصيات او مجموعات معينة ايديولوجية عداء سياسي خفي ، جهات سياسية تمكنها سلطتها وتنفذها ووصولها وامتلاكها لوسائل الاعلام وسلطة التوضيف ومنح فرص العمل على توضيف طاقاتها من اعلام ودوائر حكومية ورجال دين ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين بسطاء وتسخيرهم للوقف في طريق كل من ينتهج سياسات أخرى خارج نطاق سياساتهم حتى لو كان نهجاً وطنياً يصب في مصلحة الناس والوطن ،يكفي ان لا تكون تحت رايتهم لتنتهي الى طريق مسدود..

انها ظاهرة خطيرة تهدد المبادئ والقيم الانسانية والاجتماعية والدينية والعرقية والثقافية والتاريخية وتجهض فكرة المساواة والتعددية وحرية الراي ومن المؤسف ان نجد هكذا سياسات في مجتمعنا العراقي والكردي على شكل الخصوص,لان تجربة كوردستان هي تجربة فريدة من نوعها وهي الاولى في منطقة الشرق الاوسط والوطن العربي وقد تجاوزت خلال هذه التجربة الكثير من العوائق التي وقفت في مسيرتها المتماسكة وسيكون من المؤسف طبعاً أن يتسبب أبناء كوردستان في الاساءة الى هذه التجربة الفذة خاصة اذا كان اعداء الكورد وكوردستان قد فشلو من قبل في مسعاهم في النيل من التجربة الكوردستانية.
الحديث عن كوردستان وجغرافيتها وروابط أهلها الاجتماعية والسياسية والانسانية ببعضهم يطول ولكنني ،وحفاظاً على ما سبق، أود تسليط الضوء على حالة مستشرية ربما تتسبب فعلياً في ايذاء ما حرصنا على بنائه وترسيخه من اجل الوطن .والحالة التي اريد تعريف القراء بها عايشتها في فترة الانتخابات البرلمانية العراقية التي شاركنا فيها والتي اعطت انطباعاً مميزاً عن الديمقراطية التي تتميز بها كوردستان التي أظهرت للجميع انها لا تمارس سياسة التمييز أياً كان نوعه مع ابنائها والحالة هي وجود أيادي خفية عملت كل ما تستطيع من أجل التأثير سلباً على مشاركتنا الانتخابية وعرقلة مسيرتنا والتأثير على الناس من اجل الوقف ضدنا وهي محاولة اساءت بكل معنى الكلمة الى مفاهيم المساواة وحقوق الانسان ومن قبلها حقوق المرشحين بل وحتى الناخبين.وأنا هنا اذ أشير الى وجود اشباه الشخصيات هذه انما شفقة على نفسياتهم الفقيرة وجهلهم وتبعيتهم المريضة دون أن يحصلوا من عنائهم وكدهم في ختام الامر الا على الازدراء من قبل اسيادهم قبل ان ازدريهم انا لأن مرحلة ما بعد الانتخابات بينت شفافيتي وعائلتي ووطنيتنا واستمرارنا على مبادئنا دون ان يتغير شيء فما حيك عنا من روايات عدائنا لكوردستان ولشعبها ونحن من أبنائها إنما بات ينظر اليه المتابعون على انه سخرية وبدعة فكيف صار ينظر الى من لفقها ونشرها بكدٍ لا ثمن له يا ترى؟فأنا وعائلتي لم ولن نتوقف عن الدفاع عن ارض كوردستان وابنائها من الايزيدية وباقي الاقليات مهما حدث ومهما طال بنا المشوار.
ترى ما سر هذه الايادي الخفية ومن يحركها؟الم تتعلم بعد انها تجهد نفسها عبثاً في انتظار منصب واهٍ فيستعبدها اسيادها على حساب المبدىء والكرامة وبالتالي فما نفع انسان تجرد من كرامته وتنازل عن مبدئه وأي منصب هذا يستحق ان يتجرد الانسان من نفسه يا ترى؟ورغم أنني لست عنصريا لكن ما يؤسفني ان يكون هؤلاء العبدة من الايزيديين الذين استماتوا في نضالهم لينشروا ادعاءات مفادها عدائنا للقضية الكوردية والاحزاب الكوردستانية واثاروا اكذوبة عدم نزاهتنا تجاه القضية الكوردية ولابد ان اذكر في هذا السياق حواراً مخجلاً سمعته بأذني عن طريق الهاتف بصوت ايزيدي ذا منصب رفيع في المنطقة وهو يحدث احد الاصدقاء عني وعائلتي دون ان يعلم انني استمع اليه وكان يحذره منا بل يرهبه فينا ويرمينا بالتهم جزافاً دون ان يرف له جفن وكأننا نكاد نقوم بالثورة والانقلاب ضد كوردستان وعليها أو اننا فتحنا سفارة فيها تخدم جهات مجهولة وهذا المثل ليس الا واحدا من عشرات الحالات المريضة والمفلسة التي عايشناها ومع ذلك فقد أغضنا الطرف عنها لكن ما أثار حفيظتي وجعلني أكتب عن هذا الموضوع هو ما ما سمعته مجددا من شخص يوصي صديقه في العراق بالابتعاد عن أفراد عائلتي متهماً إيانا بمواقف عدائية ضد كوردستان وهنا لابد لي ان أقول لهؤلاء المرضى ،مع جل إحترامي لكل الناس، أن يحترموا مبدأ إحترام الآخر ويكفوا عن الاشاعات والاباطيل لكي يتوقف هذا القيل والقال وهذا الاعلام المسيء الى الناس والجماعات والشخصيات المناضلة فنحن لن نتنازل عن قضيتنا ولن نفرط بمكاسبنا وسوف نكمل المشوار مهما طال فالقافلة تمضي مهما عوت الكلاب ووقفت في طريقها .وفي سياق نضال عائلتي من أجل القضية الايزيدية سأكتب لكم لاحقاً كيف كانت عائلتي تصارع البرجوازية والاقطاعية والفاشية في الوقت الذي كان فيه هؤلاء التابعون والمنافقون ازلاماً للبعث وتجاراً للخمور (مع جل احترامي للشرفاء منهم) . واخيرا فان سياسة تهميش او اعاقة شخصيات ظهرت واثرت في محيطها امر بات معروفا ,فان لم تكن مواليا فلن يعبد الطريق امامك ,والسؤال الذي يطرح نفسه ..الى متى سيتم تبني هكذا سياسات ومتى سيتم الافراج عن الحقيقة, الان ام بعد حين..؟؟؟

عادل شيخ فرمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة