الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أمريكا تجني ثمار ما زرعت-

سعيدي المولودي

2012 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أمريكا الحالمة بممالك نفط بلا شطآن، سيدة هذه الأزمنة الجرباء، تقترب قليلا من النار ويحترق قلبها الخالي من العاطفة، وتقتات من بعض العذاب الذي أغرقت فيه الأمم والشعوب.أمريكا التي زرعت الرعب في كل الأنفاس وفي كل ذرة من مكان، وبسطت القتل في كل المجرات والوهاد، وأضرمت فتيل العداوات في عرض كل القارات والممرات، وأشعلت الحروب الخاسرة الرخيصة في كل البقاع وفي أكثر من بؤرة، وصنعت دوائر النار في كل فجوة، وتعهدت بكل عريها أساليب السفك والدمار ودبرت المؤامرات والاغتيالات الباردة في كل الاتجاهات والمنافي، وجندت كتائب وفلولا من القتلة المجرمين العتاة المرتزقة لتروي بهم مراعي وحقول الديموقراطيات الوارفة والحريات المغلقة على المدار،هاهي تجني،كالعادة، ثمار جبروتها وغرورها وتذوق طعم القتل والموت الذي تبذر شظاياه في كل الآفاق، وتلقى جزاءها من أولئك الذين أحسنت إلى ذبولهم ، وأسدت إليهم ما تيسر من الطائرات النفاثة والأسلحة الفتاكة وعربات القتل، وما تشتهي الأنفس من كل وسائل الدمار، ولقنتهم فنون إراقة الدماء وإطفاء جذوة الحياة في الينابيع الدافقة، وتنال حظها من الرعب الذي صنعته أعصابها القاتلة. لتبلو آلام القتل وغدر المرتزقة الأنذال الذين يركبون باسمها العواصف ويسدلون حجب الظلمات لتملأ موج الدنيا وتنهار جدران الأمان.
أمريكا تاريخ الأحقاد المدروسة، والدسائس الطازجة، لها أن تعزي نفسها، لكي لا تنسى لحظات الرعب الدامية التي صنعتها في عز الليالي والأماني الليبية وتعاود كرتها اليوم في حدائق الشام الشاحبة، تدك أسباب الحياة وتزرع الالآم والجراح في بريق الأحلام، لتقطع الطريق أمام شهوة الفقراء، وتفتح باب ديموقراطياتها الجوفاء وتضع صمت الأبرياء في قبة الريح.
جميل أن تشاركنا أمريكا متعة القتل وانحباس الأنفاس وتلقى وجهها المجنون، وتحترق أشجارها بفرط الموت على امتداد الوقت...
سوء المنقلب الهائل، كيما تقترب يد أمريكا من لفح الثأر، ومثلما تقهقه تحت أجنحة الرعب حين تتوج علينا المرتزقة الأنذال وتلقي بهم بين ظهرانينا كالكلاب المسعورة التي لا ترى غير الدم طريقا إلى السعادة، وتضفي عليهم ألوانا من ثورات ونياشين من ربيع بئيس لا يكون، لها اليوم أن تسند سطوتها للجرح، وأن تلبس الشكوى، وتغلق شراستها وتكف عن اعتبار الشعوب مجرد فرائس وطرائد تنبت في عز الطريق..
المرء مقتول بما قَتَل به، إن حجرا فحجر، وإن سيفا فسيف، وإن صيفا فصيف، وإن ربيعا فربيع، وإن حريقا فحريق، .. العالم المتهدم الذي شيدته أمريكا يغدو جزءا منها، والخراب الذي تتعهده، والمدائن التي أحرقتها، والدمار الذي رعته يمسك بأفنانها ويغزو أفقها وموجها التليد، كأنما خرجت في نزهة بيضاء إلى حدائق الربيع الزائف الذي وشمت به الهمجيات الصماء، تتملى أشجاره الوارفة السوداء، وسماواته القاتمة الرهيبة، وقطفت أولى يانع ثمارها، ليزداد القتل اتساعا وتشرب من معين القتل الذي تسويه.
من يعكر صفوها؟
أمريكا اللوعة التي لا تلد غير الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس