الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي (الجزء الاول)

مصطفى بالهواري

2012 / 9 / 13
الحركة العمالية والنقابية


توطئة لابد منها


لا شك ان اي تنظيم او اطار لابد له من تعريف ذاته و تحديد موقعه و مواقفه من محيطه، كما انه من واجبه تمحيص و قراءة المجال الذي يشتغل فيه بارتباط جدلي مع موقعه و مواقفه .
   هذا ما قام به القاعديون المغاربة كفصيل طلابي يعمل من داخل المنظمة النقابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. بحيث حددوا علاقتهم بكل الاطارات الاخرى من خلال استقلاليتهم التنظيمية و انتماءهم للاسرة الماركسية اللينينية المغربية و العالمية بحيث ان مرجعيتهم الاديولوجية و الفكرية هي الماركسية اللينينية و لا شيء غير الماركسية اللينينية كما تركها لينين و مطبق خطاه من بعده يوسف ستالين من بعد ما اخذوها عن معلمي الفكر العلمي ماركس و انكلز. كما ان هذا الفصيل الطلابي باعتباره فصيلا سياسيا يؤطر عمله النقابي من داخل المنظمة الطلابية ببرنامج استراتيجي سمي بالبرنامج الدمقراطي سطرت فيه  كل مواقفهم ،وفقا لقراءتهم العلمية المبنية على مرجعيتهم و باستقلالية تنظيمية ، من كل القضايا الدولية و الاقليمية و الوطنية مستلهمين ذلك من الارث الذي قاموا على اساسه للحفاظ عليه، ارث كل ما تركه الماركسيون اللينينيون المغاربة مع تطويره للاحسن و ملء كل الفراغات و النواقص التي تبين لهم حصولها. 
      و قد كان من المفروض ان يهتم طلبة النهج الدمقراطي القاعدي بالجانب الذاتي لبناء اطار تنظيمي مهيكل يمكن من خلاله تلافي مجموعة من الاختراقات التي كانت تستهدفهم من جهات متعددة ، خاصة من اولاءك الذين اعتقدوا ان تجربة اليسار الماركسي اللينيني هي ملك محفظ لهم كما تحفظ  العقارات و غيرها .هذا بالرغم من تخلي اغلب من تبقى من اتباع المنظمتين "ا" ب " و ج" عن  كل ما يمكنه ان يربطهم بها. و نسوا ان ذلك الارث هو ملك لمن تشبت به كما هو و حافظ عليه و على جوهره و طوره للاحسن و ليس لمن تخلى عنه و ارتد عن جوهره تحت مجموعة من المسوغات التي جعلتهم خارج التجربة. كان على القاعديين هيكلة شكلهم التنظيمي وفق  الظروف المادية القائمة في فترة التاسيس و  بعدها ووفق ما يليق بتحصين الذات القاعدية من هجومات النظام او اختراقات صبايا الردة و كل المتربصين بالتجربة القاعدية الفتية. لكن المعركة كانت ذات ابعاد متعددة خاصة في ظل نظام قمعي استبدادي و قوى سياسية ترى ربح معركتها في واد القاعديين ،و كبرياء من ادعوا الانتماء لليسار الجديد و راوا في التجربة القاعدية ولادة لابن عاق وجب دفنه قبل ان يترعرع. هذا كله اضافة الى طبيعة الشريحة التي انبنت عليها التجربة ؛ فئة الطلبة و المرحلة الطلابية باعتبارها مرحلة انتقالية ... 
      عوض ذلك  اهتم القاعديون  بالمعارك التي تخدم الحركة الطلابية و الحركة النضالية جمعاء ، حيث كان لهم شرف المساهمة الفعالة في انتفضة 1981 و المشاركة في المؤتمر السابع عشر و التحضير له و قيادة انتفاضة 1984 و المعركة المفتوحة مع الاجهزة القمعية لاجتتاث جهاز الاواكس من الجامعة و معارك مقاطعة الدروس و الامتحانات و غيرها من كل اشكال مواجهة  تنزيل بنود الاصلاح الجامعي. كما انهم كانوا يقودون و بحزم معارك بطولية ضد الاختراقات المتتالية لبيادق الردة ثارة باوراق و وجهات نظر تدعي انتماءها للقاعديين و ثارة اخرى بهجومات مادية لفيالق هذه الرؤى الرخيصة بتحالف مع عناصر اصلاحية اخرى ، هذا كله دون الاشارة الى بداية ظهور المد الظلامي المتعفن الذي بدا يخدم اجندات النظام في ضرب الفكر العلمي و الحداثي. ناهيك عن الحصار الاعلامي المفروض على هذا الخط من كل هذه القوى المتحالفة موضوعيا مع نظام الاستبداد الذي لايتردد في اعتقال المناضلين و اختطافهم و ممارسة كل اشكال ارهاب الدولة . كل ذلك في ظل صمت مطبق لمنابرهم الاعلامية التي تجتهد اكثر في تشويه صورة فصيل طلبة النهج الدمقراطي القاعدي. 
     في خضم كل تلك الظروف و اخرى لم يتوانى القاعديون عن دراسة المجال الذي يعملون فيه و هو الحركة الطلابية ، و التي يتطلب منهم الامر وضع برنامج نضالي يتواصلون به و من خلاله مع عموم الطلبة و مع الفصائل الفاعلة داخل الاطار المناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. دراسة و تمحيص لواقع الحركة الطلابية المغربية و على اسس علمية مبنية على مرجعيتهم الاديولوجية الماركسية اللينينية ووفقا لاستراتيجيتهم النضالية المسطرة في البرنامج الدمقراطي . قراءة للواقع الحقيقي للحركة الطلابية بناء على دراسة معمقة تعمدت التحليل العلمي للواقع الملموس و بعيدا عن كل ردود الافعال التي ظهرت من هنا و هناك من اجل تحريف الفعل النضالي عن الخط الذي رسمه له المؤسسون للتجربة القاعدية التي. كانت و لازالت صخرة تتبخر عليها اوهام كل المتربصين من اصحاب وجهات النظر و العصابات الفاشية التي حاولت جر القاعديين الى ما لا علاقة لهم به بعيدا عن المرجعية الماركسية اللينينية   .  دراسة تمخض عنها ما يسمى اليوم " البرنامج المرحلي لطلبة النهج الدمقراطي القاعدي" . برنامج كثر حوله القيل و القال من اطراف متعددة ، وصل بالبعض منهاالامر الى التشكيك  في ان يكون من انتاج فصيل طلابي وحده نظرا لقدرته على الاجابة و بشكل شمولي على كل ما كانت تعانيه الحركة الطلابية المغربية من ازمات . كما انه كان و لازال البرنامج الوحيد المطروح لعموم الطلبة و الفصائل في الجامعة المغربية لمناقشته . و رغم ان كل الفصائل الشرعية داخل اوطم او المكونات الطلابية الاخرى التي قد تمتلك الشرعية النضالية او الوجودية لازالت تفقد الشرعية القانونية، مع الاشارة ان القوى العنصرية و الظلامية بكل تلاوينها سواء المتخفية وراء الدين او خلف الشوفينية الاثنية و القومية انها خارج الاطار. كل تلك القوى بالرغم من توفرها على كل الامكانيات المختلفة لم تنتج و لو احداها برنامج نضالي تقدمه للحركة الطلابية اللهم نقطة واحدة و يتيمة يتم ترديدها مع التغليف بالكثير من الكلام ومن كل طرف على حدى بما فيهم تلك التي حاولت اختراق القاعديين ، و هي نقطة " هيكلة اوطم و عقد المؤتمر الاستثنائي او العادي". ( سنعود لهذا الموضوع في مقال اخر نناقش فيه ورقة الكراس و حد ادنى لرفاق الشهداء و الكلمة الممانعة و ورقة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية  و عند ذاك سيحاكم القارئ الكريم كل طرف بما له و ما عليه بعيدا عن ثرثرة المزايدات .....)
         لقد كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هو المنظمة الطلابية الشرعية الوحيدة التي مثلت الطلاب المغاربة في الداخل و الخارج كما انها تحتوي كل الطلاب الغير مغاربة في الجامعات المغربية . بهذا اصبحت الحركة الطلابية المغربية تختزل في الاطار المناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. و بما ان الجامعة هي عبارة عن  صورة مصغرة للمجتمع بكل طبقاته و اطيافه و تلاوينه ، فان الدارس الواعي لابد له ان يميز بين الحركة الطلابية  و القطاع الطلابي. فالحركة الطلابية هي كل المجموعات و الافراد الطلبة الذين ينخرطون في الخط التقدمي للفعل الطلابي في مواجهة الخط  الرجعي المعادي لهذه الحركة. و بمعنى ادق تمثل الحركة الطلابية مجموع الطلاب الذين تم تاطيرهم لمواجهة مخططات النظام التصفوية في الجامعة. مخططات تهدف الى كسر شوكة النضال التحرري الذي سارت عليه الحركة في الدفاع عن الفات المحرومة من الشعب و ضمنهم الطلاب ، و الهجوم على كل المكتسبات و الحقوق المادية التي تسمح للطلاب  الفقراء من متابعة دراستهم في الجامعة، كما انها تعمل على تكريس ثقافة الخنوع و الخضوع و الوهم الغيبي بعيدا عن ثقافة العلم . 
    و الحركة الطلابية في تناقض مع القطاع الطلابي ، بحيث تتوسع على حسابه فتتقوى عليه ليتقلص هو و تسيطر ثقافة النضال و المواجهة و تحقيق المكاسب . تصبح الحركة فاعلا اساسيا و طرفا مهما في الجامعة و مؤسساتها، و اما ان تتراجع فتكتسح الجامعة ثقافة القطعان الرجعية و يتم الهجوم على المكاسب المادية و تفقد الحركة قوتها و تعيش في ظل الضعف و التقهقر. 
     طبعا ان النظام الاستبدادي يجتهد بكل وسائله المختلفة على توسيع القطاع الطلابي على حساب الحركة . فاعتقال المناضلين و منع الحركة الطلابية عبر اطارها من العمل و عسكرة الجامعة و ادخال الاواكس ... هذا التوسع للقطاع الطلابي جعل الحركة الطلابية في ازمة ذات بعدين ، بعد ذاتي و اخر موضوعي. 
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في الأرجنتين اعتراضا على سياسات التقشف للحكومة


.. طلاب جامعة كاليفورنيا يواصلون اعتصامهم للمطالبة بوقف حرب غزة




.. استمرار اعتصام الطلبة في جامعة نورث ويسترن با?يلينوي


.. شاهد: فرق الإطفاء تستمر في إخماد حريق اندلع بمأوى للمشردين ف




.. كلمة أخيرة - كيف استفادت الحكومة من تجربة التأمين الصحي الشا