الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وددت لو أني بكيت

وصفي أحمد

2012 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في بلادي تقمع الدمعة في أحداق الذكور من الأولاد حتى تصبح عصية على النزول, لكن هذا لا يمنع أني دموعي كانت قد انهمرت على فقد الأحبة . غير أن هذه ال دموع – كمشاعري – تبلدت و أنا أرى الانهيار الدراماتيكي لبرجي التجارة العالمية في نيويورك , فمن جهة انتابني حزن عميق على الضحايا الذين ذهبوا دون أن يقترفوا أي ذنب و من جهة أخرى كدت أتشفى بهم لفرط جهلي.
ثم تمنيت لحظتها لو أن الضربة كانت قد طالت البيض الأبيض و هدته على رؤوس ساكنيه من قبل و من بعد لما اقترفت أيديهم من جرائم بشعة , بحق شعوب المعمورة . فما زالت قصص التعذيب التي تعرض لها الشيوعيون ترن في أذني أثناء انقلاب 8 شباط و الذي اعترف بعض قادته بأنهم جاءوا بقطار أمريكي . و لم يزل منظر دبابات بينوشيت و هي تقتحم القصر الجمهوري في تشيلي لتسقط سلفادور ألندي الرئيس الشرعي للبلاد و من ثم تقترف جرائم أقل ما يقال عنها أنها جرائم إبادة جماعية .
حتى هذا الذي يطلقون عليه إرهاب , هم الذين صنعوه بالتعاون مع مخابرات بعض الدول الاقليمية أبان الحرب الباردة بحجة مقاومة الغزو السوفيتي فمولوه و سلحوه , و لما حقق غايتهم في انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان بعد أن استنزفها , تركوه حرا" طليقا ليرتد السحر على الساحر .
ترى هل مسحت من ذاكرة بوش الأب و كلنتون ما فعلت بالشعب العراقي عقوباتهم الاقتصادية , أثناء و بعد حرب الخليج الثانية و ما نتجت عنه من إزهاق لأرواح مئات الآلاف من الأطفال بسبب نقص الغذاء و الدواء .
لكني ندمت أكثر عندما تبلبلت مشاعري بين الحزن و الفرح عندما شاهدت الجنود الأمريكيين و هم يسقطوا تمثال صدام في التاسع من نيسان 2003 , فقد اعتقدت يومها أن الضربة التي وجهت لهم في عقر دارهم قد جعلتهم يعيدوا النظر بسياساتهم المتمثلة في دعم الأنظمة الاستبدادية في منطقتنا بحجة حماية استقرارها , و ما نجم عن هذه السياسة من نمو للأفكار المتطرفة في منطقتنا .
غير أن حساباتي هذه ذهبت أدراج الرياح , فبعد أن سلموا مقاليد البلاد لأعتى القوى رجعية و أسسوا لنظام المحاصصة العرقطائفية , فتحوا الحدود على مصراعيها كي يدخل إلى البلاد كل من يريد تصفية الحسابات مع قواتهم و كانت النتيجة على حساب الجماهير العراقية التي ذبح منها من ذبح و هجر الملايين منها داخل و خارج البلاد .
و الآن تقف ادارة أوباما و حلفائها من دول كبرى و اقليمية مكتوفة الأيدي وهي ترى بأعينها المذابح التي تقترف بحق الشعب السوري دون أن تقدم الحلول الناجعة و الحقيقة لانهاء هذه المأساة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة خاصة على فرانس24 حول نتائج الجولة الأولى من الانتخابات


.. فيضانات تضرب بلدة نواسكا الإيطالية وتتسبب بانهيارات ارضية




.. اتفاقية جنيف: لا يجوز استغلال وجود الأسير لجعل بعض المواقع أ


.. نتائج الانتخابات الأولية: فوز المرشح الغزواني في انتخابات ال




.. صورة لـ-بوتين مع قلب أحمر-.. تقطع خطاب زعيم حزب الإصلاح البر