الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنسيق بين ديمقراطيي ويساريي وعلمانيي العراق حاجة وضرورة

حمزة الشمخي

2005 / 2 / 26
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لا يمكن أن يختزل كل تاريخ العراق بهذه المفردات، القومية والدينية والمذهبية والعشائرية والطائفية ... بالرغم من إنها حقيقة موجودة على الأرض، ولكن بنفس الوقت يجري الحديث بإسم الديمقراطية والتعددية السياسية ومشاركة الجميع وعدم الغاء الآخر ... الخ .
والسعي والعمل من أجل تشكيل الحكومة العراقية القادمة وإنتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس الجمعية الوطنية ، على أساس التوافق القومي والمذهبي !!، وهذا ما يتعارض ويتقاطع تماما مع مبدأ الأنتخابات وإجرائها .
أن من يريد أن يعمل من أجل العراق الديمقراطي التعددي ، عليه أولا، أن يبتعد عن إستغلال الدين والمذهبية والقومية والعشيرة وإقحامها في برامجه السياسية والحزبية ، كما حدث في إنتخابات الثلاثين من كانون الثاني الماضي .
حيث قدمت بعض القوائم الإنتخابية، كقائمة شيعية والأخرى كردية والثالثة سنية .. والخ ، وليس على أساس قوائم ذات مشاريع وبرامج حزبية سياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية وخدماتية ... ولكي يعطي المواطن العراقي صوته على أساس هذه البرامج الحزبية قبل القومية والمذهبية والعشيرة .
ومن هنا يمكن القول، أن على كل الأحزاب والقوى السياسية العراقية ، وخاصة الديمقراطية واليسارية والعلمانية منها ، أن تقف أمام مسؤوليتها التاريخية إتجاه شعبها ، والعمل على نشرالفكر الوطني الديمقراطي من خلال مشاريعها وبرامجها وسياساتها الهادفة الى عراق ديمقراطي تعددي متحضر، يكون فيه المواطن والمواطنة فوق التخندق القومي والمذهبي والعشائري .
إن العراق بحاجة اليوم الى التنسيق والعمل الجاد بين كل الأحزاب والقوى والشخصيات التقدمية ذات التاريخ النضالي الديمقراطي والتي ساهمت وتساهم اليوم من أجل إظهار الوجه الحقيقي للعراق المتعايش والمتآلف والمتآخي منذ آلاف السنين مع كل مكوناته المختلفة ، العراق الذي إستوعب الأفكار الديمقراطية ومارسها منذ العشرينيات ، لا يمكن العودة به اليوم الى الوراء في هذه الظروف الإستثنائية القاهرة .
ومن المعروف أن الكثير من هذه الأحزاب والقوى والشخصيات الديمقراطية واليسارية والعلمانية ، ليست حالة طارئة علىالساحة السياسية العراقية ، بل تشكل في تاريخها وحاضرها عاملا مهما ومساهما أساسيا في تاريخ العراق الحديث .
فلذا عليها اليوم أن تلتقي من أجل أن تشكل طرف مهم في المعادلة السياسية العراقية، من خلال التقارب والعمل المشترك وصولا الى تشكيل كتلة ديمقراطية عراقية تمثل قوى اليسار العراقي في العملية السياسية الجارية وفي الإنتخابات القادمة ، مستفيدين من التجربة الإنتخابية السابقة التي شاركت بها أحزاب وقوى ديمقراطية ويسارية منفردة مما أدى الى حصولها على هذه النتائج، التي لا تنسجم مع الواقع الفعلي لهذه الأحزاب والقوى لو شاركت في حالة تحالفية إنتخابية بدلا من حالة الفرقة والتشتت الغير مبرر أبدا.
أن الحاجة والضرورة لهذه الأحزاب والقوى ، هي حاجة وطنية عراقية لا بد منها، وضرورة تتطلبها الحياة السياسية العراقية ، وليست مجرد إمنية ، لأنها تمثل شرائح وفئات وطبقات واسعة من الشعب العراقي، بالرغم من نتائج الإنتخابات المتواضعة جدا التي حصلت عليها اليوم، نتيجة عدم تحالفها وكذلك التجاوزات والخروقات والتشويهات الإنتخابية ، إضافة الى رفع الشعارات القومية والمذهبية والعشائرية من قبل بعض الأطراف السياسية ... بدلا من الشعارات السياسية الحزبية ، مستفيدين بذلك من الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، والتي إنعكست سلبا على الوعي الإنتخابي ، نتيجة عدم إطلاع الأغلبية الساحقة على برامج الأحزاب والقوى السياسية، لكي يعطي العراقي صوته لمن يستحق .
فعلى الجميع تقع مسؤولية التنسيق والعمل والتشاور .. بالرغم من بعض الإختلافات، في التوجهات والأهداف والآراء وفي بعض القضايا السياسية الإخرى ، وأن كل هذه الإختلافات، لا تلغي العمل من أجل تشكيل جبهة اليسار العراقي وترسيخها من أجل عراق الغد الديمقراطي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ


.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم




.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال