الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام السعودي والعراق.. (رمتني بدائها وانسلت)

أحمد النجار

2012 / 9 / 14
الصحافة والاعلام


قبل بضعة ايام كنت اقرأ افتتاحية صحيفة الرياض السعودية بعد ان صار الاعلام السعودي يلفت انتباهي بطائفيته الصارخة، وما اغراني بالقراءة هو عنوان المقال الافتتاحي: (العراق التائه).. ورغم قناعتي المسبقة والتي لا يزحزحها مزحزح بان السعودية لا ياتي منها للعراق الا السهام المسمومة وانها لا يمكن ان تتمنى للعراق استقرارا وسلاما وقوة الا اذا اشرقت الشمس من جهة المغيب! وطبعا الاعلام السعودي هو صدى السياسة السعودية الحاكي، فلماذا السعي الى تعكير المزاج بسيل من الاكاذيب وتزييف الحقائق في اول الصباح.. الا انني خادعت نفسي واقنعتها بالقراءة علني اجد في المقال ما يلفت النظر الى معالجة ايجابية او ربما وجهة نظر منصفة! ولكنني وجدت نفسي ( متطلبا في الماء جذوة نار)..
يمر الكاتب على بعض التفاصيل في الحالة العراقية واصفا حكومة المالكي بانها (تعاملت عربيا بلا اكتراث).. ولا ادري هل الكاتب يجهل ام يتجاهل ان التعامل بلا اكتراث مارسته الدول العربية تجاه العراق منذ زمن بعيد ولا تزال تمارسه.. وان كل المصائب التي حلت بالعراق وشعبه كانت لبلاده فيها نصيب رئيس العصابة، فمن ارض العروبة انطلقت كل الحملات التخريبية تجاه العراق.. من زحف جحافل الاحتلال الى الفتاوى التكفيرية واسراب جراد الارهاب المنظم.
وهل ينكر الكاتب ومن ينطق عنهم ان العراق سارع من الايام الاولى التي تشكلت فيها حكومة عراقية بعد تغيير عام 2003 الى ترضية ابناء عمومته ومارست الحكومات العراقية كل اساليب التودد للعرب من اجل طي صفحة الماضي واعادة العراق الى محيطه العربي بعد ان سلخه النظام السابق عنه.
لكن جفاء العرب للعراق كان متعمدا مدروسا والدوافع التي خلفه لا تخفى على احد.
والكل تابع كيف بذل العراق كل ما بوسعه وكيف تضافرت جهود كل ساسته وابنائه لاستضافة القمة العربية من اجل اعادة العرب الى العراق والعراق الى العرب، وحين تحققت الاستضافة للعراق شاهدنا كيف كان التمثيل في قمة بغداد لمعظم الدول العربية.. لاسيما السعودية؟ّ!.. نعم كان تمثيلا هزيلا يعبر عن عدم الاكتراث ويفصح عن مشاعر العرب الضبابية تجاه العراق.. فكيف يراد من العراق التشبث بالعرب الذين اضاعوه.
ثم يصف السيد رئيس التحرير العراق بـشريك حرب ابادة في سوريا. وليت شعري العراق ام السعودية التي ينطبق عليها هذا الوصف؟ كيف يصح توصيف العراق بشريك اباده في سوريا وهو الحائر بمصائبه المصدّرة اليه، في حين تُحمد السعودية على امدادها النار السورية بالوقود، وهي التي حاكت خيوط الكارثة وراحت تحركها بمعية قطر ورعاية امريكا؟! كلنا شفقة على الشعب السوري العزيز لما سيحل به بعد ان حشرت السعودية انفها في شؤونه.
ويريد الكاتب ان يظهر بمظهر من يستشرف المستقبل فيقول عطفا على كلامة المتعلق بتدخل العراق المزعوم في الشأن السوري: (وهذا سوف يبلور صداماً طويلاً ما بعد النظام الحالي مع العراق).. لا يا صديقي.. هذه ليست نبوءة، العراقيون مدركون لهذه النتيجة الشبه حتمية، لا لكون العراق متدخلا لصالح النظام في سوريا كما تزعمون، بل ان امانيكم المعززة بالفتاوى التكفيرية والتمويل السخي لاثارة الفتن تترقب ذلك الحين، لكن المعول على وعي العراقيين والله المستعان.
بعدها ينحو الكاتب اكثر باتجاه الصيرورة كمصداق لعنوان هذه السطور حين يقول: (أمريكا دخلت على الخط بتوقيع اتفاقيات ملزمة تجعل العراق قاعدة اقتصادية وسياسية وربما عسكرية). هناك مثل عراقي يخدش الحياء لهذا السبب لا استطيع ايراده هنا لكنه ينطبق تماما على ساسة واعلاميي ورجال دين السعودية فيما يتظاهرون به من تذمر تجاه التعاطي العراقي مع الامريكان وهم غارقون في لجج امريكا منذ ان وجدوا. ما كان للعراقيين عهد بالتعاطي مع الامريكان في اي شان من الشؤون لولا تمكينكم لهم من ولوج بيوتنا يا صاحب القلم المعبر!!..
ولا ينسى السيد رئيس التحرير ان يحشو مقاله بكلام يشبه ترديد الببغاوات وباكاذيب مفضوحة بالنسبة للعراقيين لكنها ستنطلي قطعا على غيرهم من العرب الذين يصدقون كل ما يرد في الاعلام العربي عن العراق. فهو يقول قولة الواثق ان الجنوب في العراق اصبح يتكلم الفارسية اكثر من العربية!. وهذه الكذبة السمجة سمعتها مرارا من الفضائيات العربية يرددها اناس لا يحترمون عقولهم بكل تاكيد رغم ان اسماءهم تتقدمها مقدمات رنانة..
في جميع وسائل الاعلام السعودية وخصوصا المرئية والمقروءة منها تاكيد على قضية الطائفية في العراق لا على النحو الذي يحاول الحيلولة دون حدوثها، بل محاولة رسم صورة قاتمة في ذهن المتابع العربي للمكون الشيعي . ويقينا ان هذا التبني لا يعود بالنفع على العراق ولا على شعبه بسنته وشيعته..
لا يمكن للمتابع الواعي ان يغفل عن ما يرمي اليه الاعلام السعودي، فهو اعلام طائفي بامتياز لا يختلف في تناوله لجوهر الطائفية عن مشايخ التكفير السلفيين لكنه يتستر خلف اساليبه التي تنتهج في الغالب لصق تهمة الطائفية بالاخرين سعيا لتحقيق اهداف المملكة الطائفية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث