الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي يوفر حكما ذاتيا لتنظيم القاعدة

عمار طلال

2012 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الربيع العربي
يوفر حكما ذاتيا لتنظيم القاعدة
تتزامن سلسلة حلقات تعرض الغرب للاسلام، بالسوء، مع حملة محمومة تشنها دولتان عربيتان، لأسقاط الرؤساء العرب، بالتوالي، وايجاد محمية سياسية لتنظيم (القاعدة) في كل دولة عربية، ما عدا تلك التي يتسق نظامها المستتر مع توجهات القاعدة، السائرة بالتوازي.. تضامنا.. مع البرنامج الاسرائيلي، في الشرق الاوسط.
لا ضرر ان تسعى اسرائيل، باعتبارها ابنة المنطقة، الى انتشال العرب مما يرتعون به من تخلف دموي عنيف، لكن على الدول التي تحاول تعزيز ثقة اسرائيل بها، من خلال اثبات قدرتها على اسقاط الرؤساء، الا تبطش بالشعوب العربية، وان تنفذ فقرات المخطط الحضاري المراد به بعث روح الرقي في العرب؛ كي يكفوا تخلفهم عن اسرائيل، بالدرجة الاولى، وان يجيدوا الاعتناء بذواتهم، بالدرجة الثانية، أملا في ان يخرجوا من تقسيمات الانتداب الذي وزعوا بموجبه حال انتهاء الحرب العالمية الاولى.
كل هذا كلام جميل، لكن الالتفافات التي تؤتيها تلكما الدولتان - شديدتا العروبية المتأسلمة حد الاضطهاد – الحقت حيفا مدمرا بابرياء، لا اعتراض لديهم عما ترسمون.
ثبت نجاح اسلوب تمرير الافكار بعد ضنك جمال عبد الناصر للمصريين، تيسيرا لتوقيع السادات معاهدة (كامب ديفيد) وحروب صدام حسين وحصاره، تمهيدا لنزول قوات الائتلاف في العراق، تضييقا للخناق على ايران وسوريا وكوريا الشمالية وروسيا، من خلال استنفاد طاقة الشعوب احتواءً لاحتمال الاعتراض.
اعترض البعض.. هنا وهناك، ما اسفر عن (تطبيش) على الشاطئ لا عمق له، مثل مقتل السادات الذي فرحت به اسرائيل، لانه طوى مرحلة وآذن بإبتداء مرحلة عالمية جديدة لمصر التي عادت أماً للعرب والمنطقة باسرها، واعتراضات (الفلوجة) و(الصدريون) التي استغلتها امريكا لترصين وجودها في المنطقة.
والان، ثمة عودة لثورة بركان (القاعدة) الذي (هفت) نائما منذ خروج الاتحاد السوفيتي المنحل من افغانستان، وحلول امريكا وحلفائها نافذين الى افغانستان من قناة (طالبان) اي تحرير الشعب الافغاني من طالبان التي صنعوها بايديهم.. عجنوها وخبزوها واكلوا لذيذ ارغفتها بايديهم، تاركين الشعب الافغاني يتلظى بجمر تفجيرات طالبان التي لن تتوقف لانها تحتمي حاليا - مثلما هي سابقا – بتسهيلات امريكية.
وكذا الحال بالنسبة لصدام.. حارس المنطقة بعد سقوط الشاه – وكلاهما صنائع امريكية – بزغ نجمه بعد سقوط شاه ايران بثورة دراماتيكية، في بلاد فارس، تمكنت امريكا ودول الخليج من وئد ما هو اقوى منها مثل انتفاضة آذار في العراق، التي قضوا عليها يحمون نظام صدام اثناء حربهم ضده، من منطلقات طائفية معروفة بعنوان:
(صدام ضعيف خير من اكتمال الخط الطائفي الممتد من ايران عبر العراق الى سوريا)
ووئدهم تظاهرات الشعب البحريني، فضلا عن اعادة الحكم الملكي للعراق بعد اسقاطه من قبل العسكر ولوذه بابن عمه في الاردن.. يعني لو شاءت امريكا الابقاء على حكم الشاه، ما اعجزها الشعب الايراني.
كل هذه السلسة تتألف من حلقات، تتمثل الاخيرة منها او ما قبل الاخيرة، وربما في المدى منظور لا تبلغه بصيرتي، من سلسلة حلقات متلاحقة.. لكن أرى ان آخر الحلقات، هو اسقاط الحرمة التابوية عن الاسلام، بجس النبض وبالونات الاختبار التي ابتدئت برواية (آيات شيطانية) لسليمان رشدي، ومثلها للروائية الهندية ايضا.. سليمى، وتوالت الرسوم الكاريكاتورية وحرق القرآن وسواها مما يلمح فيتخذه العرب المسلمون تصريحا يؤسسون عليه مواقف ضعيفة – هي كل ما لديهم – سرعان ما تقمعها حكوماتهم التي تدعي الحملات الايمانية.
لسنا بحاجة لتأويل رسومات كاركاتورية نستشيط غيظا منها وتأتي ردة فعلنا مخيبة للآمال.. بضعة شباب تقتلهم حكومة يرأسها رجل يطيل السجود بين يدي الله ورسوله يوميا خمس مرات.
الهدف الان من التعرض لشخص الرسول وعموم الاسلام والمسلمين، هو استخراج الورقة المضمومة ضمن (الكوتشينة) والتي كانت تغذى بخط موازٍ للخطوط العسكرية والاقتصادية وسواها، يتركز العمل في كل خط بالتوقيت المناسب من دون اهمال الخطوط الاخرى، وفق منهج عالي البرمجة، يعجز العرب والمسلمون عن التفاعل مع.. لايصلحون سوى ادوات وضحايا له في الوقت نفسه، بل لا موجب للتضاد معه؛ لان مصلحتهم في التوافق وليس التضاد.
لكن تأسيس محافظة تتمتع بحكم ذاتي لتنظيم القاعدة في كل جمهورية عربية دونا عن الملكيات والامارات، يعني ان امور (القاعدة) مسواة مع الملوك ولا مشكلة الا في الرئاسات؛ لذا تجد الدولتان شديدتا العروبة الاسلاموية وجوب اعطاء تنظيم القاعدة حكما ذاتيا في كل جمهورية عربية.
فالمراقب للكيفية التي دافعت بها مجموعة من الدول عن احدى الممالك حد انزال جيوشها لقمع الشعب، يتأكد من ان القضية لن تطال بشواظها اية امارة او مملكة، انما يراد بها انشاء حكم ذاتي على مستوى محافظة لـ (لقاعدة) في كل جمهورية عربية، والسربس يدور، حتى يصبح امن اسرائيل جزءاً من قناعة الفرد العربي لا يتحرج منه.
وهذا الامر يصب بصالحنا كعرب بنفس قوة خدمته لاسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف