الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستعيد امريكا والغرب النظر في سياستهما المغلوطة ؟؟

يوسف ألو

2012 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


هل ستعيد امريكا والغرب النظر في سياستهما المغلوطة ؟؟
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من اكبر الدول العظمى في العالم وكما هو معلوم للجميع قد فرضت امريكا سيطرتها وهيمنتها على الكثير من دول العالم وعلى اغلب الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج قبل غزوها العراق في 2003 وبعد تدخلها مع الغرب في ليبيا وبقية الدول التي اجتاحها ( الخريف العربي وليس الربيع كما اطلق عليه ) وقد لاتكون الأهداف وراء ذلك التدخل معروفة لدى البعض وخاصة القادة والسياسيين في تلك الدول ممن تسلموا زمام الأمور هدية من امريكا والغرب وكانت النتيجة المد الأسلامي الذي ظهر جليا وسيطر على مفاصل تلك الدول وهي ليبيا ومصر وتونس وقبلهما العراق وقد تليهما سوريا ! أي بمعنى آخر امريكا واوربا وحلفائهما ساهموا مساهمة فعالة وساعدوا بأيصال المد الأسلامي المتطرف للسلطة في تلك البلدان بعد ان كانت تحكم حكما علمانيا بالرغم من كونه فرديا تسلطيا كما كان الحال في مصر وتونس وأخرى كانت تسيطر بالحديد والنار تحت ستار الدين كما كان الحال في العراق وليبيا وهكذا حتى قررت امريكا والغرب مساعدة شعوب تلك البلدان للتخلص من الطغاة المسيطرين عليها حسب تعبيرهم وكما رأوه وحللوه هم متناسين ذلك المد الأسلامي المتطرف والسلفي البغيض الذي ارجع عجلة التاريخ الى الوراء عقود وقرون وهذا ما حصل في البلدان المحتلة سلفيا! وما سيحصل بالأخرى ابتداءا من سوريا والحبل عالجرار .
ارادت امريكا والغرب تغيير انظمة بأعتقادي كانت حليفة قوية لهم وضامنة امينة لمصالحهم عدا نضام الطاغية صدام الذي كان في الظاهر ضد امريكا والغرب ولكن بالتاكيد كان باطنه وحقيقته مختلفة تماما عن المعلن اعلاميا ودبلوماسيا , من هنا يتبادر للذهن سؤال هام هو لماذا ارادت امريكا والغرب ضرب مصالحهما في تلك الدول ومساعدة اعدائهم الحقيقيين للوصول الى دفة الحكم حتى تصل الأمور الى ما هي عليه اليوم وكان آخرها الهجوم على السفارات والقنصليات الأمريكية وقتل عدد من الدبلوماسيين ومحاولة اقتحامها بصورة غير سلمية مبيتين لذلك شرورهم ضد السلم والبشرية وقوانين دولهم والقوانين الدولية بشكل عام ضاربين بعرض الحائط كل الأتفاقات والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين دول العالم بشكل عام بحجة فيلم مسيء للأسلام حكومات امريكا والغرب لاعلاقة لاها به لامن بعيد ولا من قريب .
أذن اولئك هم من اتت بهم امريكا والغرب ليسطروا على رقاب شعوبهم بطرق متخلفة ووسائل تعسفية تنأى عنها كل شعوب العالم المتحضرة والمتطورة بعد ان كانت تلك الشعوب محكومة من قبل عصابات السرقة ومافيات علنية مسلحة رسميا وتحت ضل قوانين دولها البائسة وكان بأمكان امريكا والغرب تغيير تلك الأنظمة بالطرق الأخرى السلمية والسياسية المتاحة ومساعدة القوى الوطنية الحقيقية لتسلم زمام الأمور والوصول بشعوبها الى بر الأمان , فماذا فعلت امريكا والغرب لتساعد شعوب المنطقة المغلوبة على امرها ؟؟ بالتأكيد الجواب هو انهم ازادوا الطين بلة حسب المثل الشائع ودفعوا بتلك الشعوب الى محارق الموت الجماعي وهذا ما حصل في افغانستان والعراق وليبيا ومصر واليمن والصومال وما يحصل اليوم في سوريا وكما يبدو لازالت امريكا والغرب مصرين على دعم من اسموا انفسهم المعارضة السورية رغم علمهم الأكيد بان تلك المجموعات ليست سوى عصابات ارهابية قاعدية مدعومة من بعض الدول التي لايروق لها العيش الآمن والشريف للشعوب ومنها الشعب السوري ( هذا لايعني بأني مع نظام بشار الأسد ) فالنظام البعثي هو نظام استبدادي تسلطي طاغي وبالأمكان تغيير النظام بالوسائل السياسية والسلمية لكن لو سارت الأمور على ما يجري اليوم في سوريا واستمر الدعم لتلك العصابات فسيكون القادم اسوا وسيكون مستقبل سوريا اظلم وبالتالي سيتأكد للجميع بأن امريكا وحلفائها لم يتعضوا من الدروس التي مرت عليهم ولازالت ماثلة امامهم وما جرى بالأمس ومستمر لحد اليوم هو اكبر دليل على ذلك وبأعتقادي هو ناقوس الخطر الذي يدق بآذان كل من ساهم وساعد بقرعه بالطرق التي جرت كي يتعضوا ويعيدوا النظر بسياساتهم وستراتيجياتهم تجاه المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام ويقطعوا الطريق امام اولئك الذين يريدون شرا بالبشرية جمعاء وهدفهم اعادة عجلة التاريخ الى الوراء الى الجهل والتكفير والسلفية والسيطرة بالقوة المفرطة والسلاح الأعمى على شعوبهم من خلال محاولتهم فرض قوانينهم السلفية البالية التي نبذتها شعوب العالم بشكل عام ومنها شعوبهم المتطلعة للحرية والديمقراطية والعيش الحر والشريف في اوطانهم وارضهم أذن على امريكا والغرب التفكير جليا بذلك وايقاف الدعم المقدم لتلك العصابات التي اخذت تتكاثر وتتنامى وتقوى بشكل غير طبيعي امام البذخ الغير معقول للأموال من قبل بعض الدول التي تسيطر على شعوبها بالحديد والنار وهي اي شعوبها اولى بتلك الأموال واولى ايضا بالتغيير الذي تنشده تلك الدول تجاه سوريا وغيرها من الدول التي كانت مستقرة امنيا وتعيش شعوبها متآخية وبكرامة ! ام ان الثمن الذي دفعته امريكا بالأمس بمقتل عدد من دبلوماسييها في ليبيا ومحاولة اقتحام سفارتها في بقية الدول العربية والأسلامية هو ليس بالأهمية امام ستراتيجيتها المغلوطة في تلك الدول ؟ بالتأكيد لا الشعب الأمريكي ولا الشعوب الغربية ترضى بذلك وهذا ما اثبتته الأحداث من اعتصامات وتضاهر مستمر ضد سياسة امريكا والغرب خاصة بعد حادثة مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في ليبيا فهل ما حدث بالأمس يكون انذارا اخيرا لهم كي يعيدوا النظر بشكل دقيق وجدي بسياساتهم وحساباته في تلك الدول قبل فوات الأوان ووصول الخطر المحدق الى عقر ديارهم وامام مرآهم ؟؟
نترك الأجابة لزعماء امريكا والغرب وكل من يدعم القتل والشر والجرائم البشرية ونبقى نترقب الأحداث اول بأول كي نؤكد ما جئنا به ويتأكد منه ايضا اوباما والغرب وبقية الدول الداعمة ماديا واعلاميا .
يوســـــف ألـــو 14/9/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى السيد آلو المحترم :
نيسان سمو ( 2012 / 9 / 14 - 19:03 )
لا اعتقد لا تعلم جواب على اسئلتك اليوم ومع هذا اسمح بمداخلتي البسيطة ورأي في الموضوع . في البداية تقول كان بإمكان الامريكان تغير او استبدال الحكومات بأخرى موالية لها دون المرور على الوضع الحالي ولكنني لا اعتقد كان هذا ممكناً وخاصة بعد الانفتاح الكبير والاسلام المبطن تحت هذه الطبقات والذي كان يحاول السعود ولأكثر من عقود ; الامر الآخر هو ويجب ان تعلم هذا بأن هدف الرأسمالية الاول هو ضرب الاديان والطوائف والمذاهب ببعضها وحتى تشجيعها على النهوض ومساعدتها لأن لا خوف على الرأسمالية من الدين نهائياً وخاصة الدين الاسلامي الذي يحارب نفسه ويدمر بعضه ببعض وهو المقصد والهدف الرئيس للرأسمالية لإلهاء الشعوب والامم بهذه المخلفات الدينية وبذلك تتبتعد هذه الشعوب عن التفكير الحقيقي المادي وماذا نراه هذه الايام هو خير دليل على تلك السياسة وهذا ما تبتغاه الرأسمالية تماماً وقد يستمر هذا الوضع لعقود معها وهو المطلوب . مع التحية


2 - الهدف معلوم والنتيجة سلبية للآخر
يوسف ألو ( 2012 / 9 / 14 - 20:24 )
شكرا اخي نيسان على مرورك ومتابعتك للموضوع
انا لم اقل كان بأمكان الأمريكان استبدال الحكومات باخرى موالية لها بل قلت الحكومات السابقة اي الوائلة كانت موالية لها وهنا المعنى يختلف كليا كان عليك التاكد من ذلك هذا جانب اما ما جئت به بان الراسمالية هدفها تحطيم الأديان وتضاربها مع بعضها فأنا معك في هذا المر ولكن لابد من وقود لتلك العملية والوقود هذا ليس المسلمين وحدهم بل بقية الديان والمذاهب دفعت الثمن ولازالت باهضا من اجل ذلك وهذا بحد ذاته ليس في خدمة البشرية والعيش الآمن بسلام في المعمورة انا ذكرت في مقالاتي السابقة هذا الشيء واكدته تماما وانا اعرف هذا الشيء وهو ما يجري اليوم في سوريا وحدث قبل ذلك في العراق وليبيا واليمن وحتى في مصر وقد يحدث مستقبلا في بلدان اخرى ممهدة لهذا الشيء ولكن اعود واقول بانهم ليسوا وحدهم وقود ما يجري وانما نحن وبقية الأديان والمذاهب هي ايضا تدفع ثمنا باهضا قد يتعدى عدة مرات قدر ما يدفعه الأسلميون السلفيون لأن نسبتنا قليلة جدا في مناطق تواجدنا قياسا بهم فهم الأكثرية المنتشرة ولهم تشريعهم الذي يعوض خسائرهم البشرية بسرعة لانتمكن منها نحن بسب تشريعنا الصحيح والقويم


3 - هذا هوالمقصد
نيسان سمو ( 2012 / 9 / 16 - 07:52 )
هذا هو القصد من كلامك : (من هنا يتبادر للذهن سؤال هام هو لماذا ارادت امريكا والغرب ضرب مصالحهما في تلك الدول ومساعدة اعدائهم الحقيقيين للوصول الى دفة الحكم حتى تصل الأمور الى ما هو عليه ) امريكا لم ترغب في استبدالهم ولكن صلاحياتهم وحليبهم كان قد انتهى فكان يجب ايجاد البديل فلا افضل من المعم ورجل الجامع والشيخ للرأسمالية في هذا المجال .. اما الوقود لهذه الجرائم فمنذ متى كانت الرأسمالية تتأبى بالوقود ومنذ متى لم يكن المستضعف والمتخلف هو الوقود ؟؟ هل العملية جديدة ؟ كل ما يهم امريكا والرأسمالية هو إيجاد من يقود المحرقة ام الوقود فلا يهم وهو موجود ...مع التحية

اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟