الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلسات مدرسيه

عبد الرزاق حرج

2005 / 2 / 26
الادب والفن


اندفعت مجموع الطلبه الى الصف بعدما هاجرت بقايا صورهم واثار ضلالهم على طاولات كافتريا المدرسه في ذوبان دقائق الاستراحه .جلسوا على مقاعد الدرس وهم ينتظرون قدوم المعلمه .اقبلت بقامتها العسكريه وبوجهها الخمسيني وهو يحمل خطوط غضبه ويتطاير الشرر من عينيها النمنميه بعدما تركت خطوات اقدامها باب الصف وتقدمت بجثتها العسكريه قرب المقاعد الاماميه القريب من لوحة الصف .اشارت بكفها المعروقه بتباشير الموت القادم بانت اشكال اسنانها الهندسيه في صوتها الجش وهي تنادي على ياسر.رفعه وجه الحنطي من تصفيح كتب التعليم على صوت المعلمه .
قالت *تعال الى هنا
نهض ومشى من اواخر صفوف مقاعد الدراسه وهو ينازع هذيان احلامه من احضان المر في لحظات صفعات زوار الليل وهي تغتسل وجه الليلي من قبل حيتان بلده
اقترب بجانبها وهز راسه الاسود .قال نعم ماذا تريدين بلكنه بدائية تعليم اللغه وبانفاس مخارجها الغير المنظبطه
اجابت تعال معي
خرجت بحوافر راكضه الى غرفه منزويه ومخفيه ومتروكه تستعمل لاامور تحقيقيه وارهاب الطلبه المشاغبين العرب تحت مسميات مضحكه
دخل ياسر الى الغرفه الخاليه من الازهار وخضار الطبيعيه وشبابيكها موصده بثلوج الغربه,فيها ثلاث كراسي وطاوله وزجاجات نظارات عيون المترجم تتلامض باغاني الشر الذي يجلس على احد الكراسي وهو منحول وقصير القامه ويغير لون جلدته في انقلاب صامت في لحظات الموقف .جاء من بلد اكلتها وداستها الحروب الطائفيه .لاتزال سفن بحارها تتاجر في مافيات غريبه الاطوار .تشرب من تعاليم المافيات الحديثه واصبح غذائه اليومي الاحتيال والمكائد .يدخل كالرصاصه في المدينه الخرساء وهو يهرش في خارطتها ,له عيون وانوف طويله تشم الخطر من القادمين والهاربيين من حكام اوطانهم ويحرس المدينه المنسيه في شمال البلد البارد .يقتل اللاجئ بدم بارد ....
جلس ياسر على احد الكراسي بجانب مترجم اللغه مقابل المعلمه
رمت يدها مظروفا على الطاوله اليتيمه واشارت الى اوراق المظروف ورجفات رموشها تقتل بنات افكارها في الهوس الدائم وفحيح كلماتها تتقرقع في ذهنه المخبول ككرات في ملعب الخسران في الوقت المنتهي وصلت جعجتها الصبيه الى ياسر عبر المترجم
اجابه ياسر ...ووجه الليلي يطبع الوان قوس قزح الطبيعه .هذه كتابات نثريه او شعريه كتبتها بلغتكم التعليميه علما طلبت منك ان تصلحي لي الاخطاء اللغويه قبل ايام بعد الاتفاق معك ؟ حركت جلدة راسها المنفوش كالوحات سرياليه
قالت بفمها الذي اتعبها اغتصاب الليل ..اعرف هذا شعر لكن ماالمقصود او ماذا تقصد في ذلك ؟
التفت المترجم الى ياسر ونطق بكلمات معسوله في صب ازيزها المحفوف بمخاطرلعبة المسرحيه رهينة ترجمته القبيحه
اجابه ياسر بانين المذبوح الذي يرفس ويصمت ...اعتقد الشعر والشاعر عن من يتحدث بتصورك يامعلمتي ..سوف اجيبك وابتسامه على شفتيه التي فارقتها الضحكه من زمن عصر الجاهليه ... اتصور او اعتقد يغرف مفاهيمه من الطبيعه الساحره بجمالها الفاتن ومن عيون النساء الجميلات المفترشه في اصقاع العالم المستلب ...هذه ادواتي البدائيه التي ادون فيها من كلمات لغتكم المبجله والطريه على مسامعي المثقل من جروح بلدي المستبد ..سكت واصابع الزمن المسروق يشوي جمرات عينيه على نار هادئه
قالت ..بتوتر وبانفاس العباره المغموسه بكحول الامس .اسمع انا المعلمه لينا ..ولي زوج واولاداقتربوا من الثلاثين من العمر .. اذا لم تكف عن هذه الاعمال الصبيانيه
سوف ابلغ زوجي وهو يتصرف معك وحارت يدها مكوره على اوراق الشعر وماصي عمرها هرب من مشاريعه الجنسيه
بينما كان المترجم يتاوى في اصواته الناعسه كممثل مسرح في دور الخنثى ...قاطعه ياسر بانفعال وعدسات نظارات الطبيه تحسر وتصد بؤبؤ عينيه المحترقه
قال..يؤسفني انتي يامعلمتي بهذا المستوى
اخذ اوراقه من صحراء الطاوله ونهض وخرج من الغرفه ومشى في الممر المتجه الى الصف وهو يضحك مع نفسه على بياع النقانق الهديه الجديده من قبل مترجم اللغه الذي وقع عليه الاختيار من بين طلبة الاجانب الى المعلمه
بقياجالسين يتهامسون وكانهما ولدوا واحد يكمل الاخر ....والارهاب الداكن لم يمت في الانسان القديم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل


.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض


.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار




.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة