الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل خراب مالطه

سامي العباس

2012 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


سي مرسي يحاول ان يمسك بطيختين في يد واحدة: هل هو يحاول فعلا ام انه يتصنع ذلك ليعبر مخاضة الامساك بالسلطة؟
في ظل الاستيقاظ المتنامي للقوى الحديثة على فداحة الخطر الذي انجرت اليه وراء الربيع الديمقراطي تلد في كل من تونس ومصر اصطفافات مغايرة لما كانت عليه الامور بداية الحراك . ليس أفضل لمن التقط السلطة من ممارسة البروبغندا طالما أنها تضع الخصم المنافس في منطقة العماء الايديولوجي ,وتمنعه من بلورة مشروعه البديل مقدمة للتغلب عليه بتثبيت الكتفين . ما يمارسه سي مرسي "فهلوة" من طراز صعيدي . تستحق ردا كوميديا من عادل امام . فهل يفعل؟
الموضة الدارجة منذ سنوات في الفكر السياسي العربي تقديم شرط الحرية على شرط العدالة
.هذه الموضة نشأت كردة فعل على التجربة السوفييتية ومن نسج على منوالها في العالم العربي .أظن أن الحرية مشروطة بنجاح العلمنة .إذ من دونها تصبح حرية العودة إلى ماقبل الدولة ..التعقيدات الراهنة في المشهد السوري ,وليدة تصور الحرية كمارد يجب تحريره من القمقم ,كي يلبي كل مايطلبه السوريون ,مع أنه في الشروط المحلية الراهنة .لن يخرج من القمقم غير الأحزاب الدينية التي لن تكون في السسيولوجيا السورية غير أحزاب طائفية.
- العلمنة التي تراجعت مسيرتها منذ الثمانينات تحت تداعيات الإسلام السياسي الذي زود بوظائف استراتيجية "أمريكية " ووضعت الوهابية كل ثقلها النفطي والعقائدي في سبيل تعويمه على السطح السسيولوجي السوري ,أوصل اجتماعنا السياسي إلى هذا المأزق . ووضع الوطنية السورية في مخنق . ليس مرئياً بوضوح المخرج من هذا المخنق .لكنه قطعاً ليس ما يظنه الناشطون السياسيون "العلمانيون " :إسقاط النظام ولكل حادث حديث
لأن الديمقراطية مولود برجوازي ولأن راسمالية الدولة طريق التفافية حول معضلة التحول الرأسمالي في عصر الامبريالية. لذلك تتصاعد الحاجة للديمقراطية- التي طوي ملفها لعدم الحاجة اليه في ظل غياب او ضعف حاملها البرجوازي – بتصاعد حجم القطاع الخاص المنافس لقطاع الدولة في النشاط الاقتصادي . يطوي اليسار الاشتراكي هذه الحقائق ويتشارك مع الاسلام السياسي في بروبغندا تصور الديمقراطية كجنة سيدخلها الشعب بقدمه اليمنى . الحاجة الى المشاركة السياسية كثمن للمشاركة الاقتصادية هي ديناموا التحول الديمقراطي . الا ان نضوج هذا الشرط الموضوعي يحتاج لنضوج في الوعي يرافقه او يتقدم عليه ويتحول الى ادلوجة مهيمنة . لايكون الكوكتيل المتعدد الجنسيات للاسلام السياسي بأطيافه ولليسار ايضا بأطيافه بيئة صالحة لانبثاق مثل هذا الوعي . لذلك يتعثر التحول او يزحط الى مخارج جانبية تعيد انتاج الاستبداد بتقنيعه. .
على الفيسبوك وعلى الفضائيات يظهر معارض لاتعرف : صوته من فمه أم من مكان آخر . وتعثر على اصطفافات حادة لا تقبل في حقها كلمة لو . فلا فارقا نوعيا في مستوى اليباس العقلي بين المتأسلم أو ا لمتمركس . الكل مصاب بما أسميه :صرما لوجيا .أي حالة تثبت الرؤوس على فكرة حتى ولو أكلت مليون صرماية . وهناك أيضا الكثير من الثوار ظل لسنوات كالعلقة على جسد النظام . امتص ما طاب له ....وهو الآن ينقل الولاء الى من يظن انه صنبور المنافع . هذا الكوكتيل -بعون الله- سينقل سورية الى واحة الديمقراطية بضمانة الثنائي حمد وموزة.
هناك فتح الباب لممارسة الديمقراطية .وهناك القدرة على ممارستها . بمن نبدأ ؟ هذا سؤال يشبه :من الأول البيضة أم الدجاجة . الآن حسمنا أمرنا وبدأنا فتح الباب وعلى الجميع أن يباشر التعلم . نحتاج لوقت ؟ نعم . ونحتاج أيضا لتكتل كل القوى التي لديها شيئا من الوعي الديمقراطي لحماية التجربة . هذه ما يمكن تسميته بالمرحلة الانتقالية ,وليس مجلس استنبول الانتقالي . هذا مجلس لنقلنا ان استطاع الى الاستبداد الديني . أي من الدلف الى تحت المزراب . ولنا فيما حولنا اسوة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة