الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من مستقبل للعلمانية

احمد عسيلي

2012 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت جريدة الشرق الاوسط في عددها الصادر يوم الثلاثاء 11 ايلول الفائت مقالة للكاتب الامريكي ديفيد اغناتيوس بعنوان(عالم اكثر تدينا) و يذكر فيه مثلا ذكر اسم الله في بيانات الحزب الجمهوري و الحزب الديمقراطي اكثر من 12 مرة.....و ايضا يذكر دراسة لمركز بيو للأبحاث حول واقع التدين في المجتمعات العالمية و فيه ارتفاع ملحوظ جدا لنسبة الاشخاص المتدينين حول العالم و في مختلف الاديان
و في اليوم ذاته..اي في 11 ايلول الفائت نشرت صحيفة الحياة تحقيق بعنوان(ليلة اغلاق النوادي خطوة على طريق الدولة الاسلامية) و فيه تنشر وقائع قيام السلطات العراقية بالتهجم على نوادي بغداد العريقة و اغلاقها لتلك النوادي و الاماكن التي تقدم فيها الخمور في خطوة يبدوا انها على طريق انشاء (دولة الملالي)..و طبعا هذا شيء غير مستبعد في ظل تنامي سيطرة الملالي العراقيين و الايرانيين على الحياة السياسية و الاجتماعية في العراق
...............................................................
اذن هناك و في يوم واحد و هو 11 ايلول (هل من دلالة لذلك؟) خبرين في اثنتين من كبريات الصحف العربية تتحدث عن تراجع كبير في قيم العلمانية و احترام الاختلاف في المجتمعات الغربية و الشرقية على حد سواء....لكن و في اليوم التالي اي في 12 ايلول نشرت صحيفة الحياة استطلاع المؤشر العربي لعام 2012 و فيه ان غالبية الفلسطينيين تدعم الثورة السورية و انقسامات وسط اللبنانيين......طبعا هذه الانقسامات حول الثورة لا تنبع من رؤية سياسية او انسانية بقدر صدورها من رؤية طائفية بحتة بحيث يشير الاستطلاع ان الغالبية المطلقة من الشيعة تعادي الثورة السورية و تقف في صف النظام على عكس الغالبية السنية التي تقف مع الثورة في وجه نظام عائلة الاسد.....و لم اقرأ رأي اللبنانيين عن الثورة في البحرين لكني استطيع ان اجزم ان النسبة ستكون معكوسة بالنسبة لنظام عائلة خليفة في البحرين
.................................................................
اذا اردنا ان نختصر و نجمل الحقائق التي نشرها مركز بيو للدراسات و المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات نستطيع القول ان التدين في طريقه للانتشار اكثر بين مجموع الناس و لكن ليس التدين بمعناه الاخلاقي و التهذيبي للنفس الانسانية بمقدار التدين بالمعنى التعصبي و الاجرامي و الذي يجر المجتمعات الانسانية الى المزيد من الانغلاق و ربما الصراعات الدموية في ما بينها و ذلك على اسس دينية و طائفية....فالشيعة في لبنان و رغم مركزية فكرة الدفاع عن الظلم و محاربة المعتدي الذي اغتصب السلطة و اورثها الى ولده في الفكر الشيعي فان هذا لم يمنعهم من الوقوف الموقف نفسه حين يتعلق الامر بالاعتقاد ان الصراع بين جبهتي السنة و الشيعة في المنطقة و اعتقد ان هذا الفكر موجود ايضا لدى السنة بالنسبة لموضوع البحرين و العائلة المالكة هناك.........
.............................................................
اذا تذكرنا قيام الولايات المتحدة الامريكية بغزو عراق صدام حسين في ال2003 و الموقف من ذلك الغزو بين المسلمين نلاحظ تلك المواقف لم تكن بهذه الدرجة من الطائفية بين مؤيد ومعارض...رغم وجود ذلك بشكل بسيط و خاصة بين المعارضين لذلك الغزو في سوريا على اساس الاعتقاد وقتها ان غزو العراق هو مقدمة لغزو سوريا و ايضا بعض المعارضين لها في دول الخليج على اساس انه حاكم سني سيؤدي انهياره الى حكم الشيعة لكن بالمجمل تنوعت الآراء و الاجتهادات بشكل كبير جدا في تلك الفترة و بشكل نستطيع القول انه عابر للطائفية اكثر مما هو حاليا بالنسبة للموقف من الثورة السورية و البحرينية......
.....................................
بعد كل هذه الوقائع و الدراسات الا يحق لنا ان نتساءل عن مستقبل العلمانية في بلداننا......او ربما نكون اكثر تشاؤما فنتساءل عن مستقبل العلمانية و فكرة فصل الدين عن الدولة ليس في شرقنا التعيس فقط بل في انحاء المعمورة كلها
اعتقد انه ان الاوان ليس على هذا التساؤل فقط بل على دق ناقوس الخطر و بقوة من اجل ان تعمل كل القوى العلمانية لإعادة البريق و الجاذبية لفكرة فصل الدين عن السياسة....و اذا لم نعمل اليوم ربما سنجد انفسنا مكبلين او مشلولين غدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا