الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الفيلم لا يسيء إلا لمنتجيه..

جاسم المطير

2012 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


شاهدتُ قبل قليل الجزء المبث من الفيلم السينمائي المشهور بإساءته للمسلمين ونبيهم محمد بن عبد الله، أعظم دعاة الحرية والإنسانية قبل 15 قرناً. فيلم لا تربطه أية رابطة لا بالفن السينمائي ولا بالفكر الإنساني، بل هو فيلم سفيه من إنتاج وإخراج وتمثيل مراهقين سفهاء لا يمت إلى حرية التعبير بأية صلة ولم يناقش أي قضية عقائدية على الإطلاق .
لغة الفن ركيكة، جاهلة، هدفها الأول والأخير الإساءة للتراث العربي – الإسلامي والإساءة بشكل خاص إلى ثورة النبي محمد عليه السلام ، الثورة التي كانت وما زالت من أهم الثورات العالمية من اجل الحرية والإنسان . كانت منذ انطلاقتها على يد النبي محمد وصحبه الكرام ثورة ضد العبودية الجاهلية وضد القيم البالية التي اضطهدت الإنسان على مر العصور، ثورة كبرى لتحرير العبيد. لقد حاول منتج الفيلم الإساءة إلى العالم الإسلامي ليس مصادفة ، في هذه الأيام بالذات ، وليس بسبب اختلاف سياسي أو ثقافي بين المسلمين مع العالم الغربي، وليس بسبب وجود مشكلة بلا حل كالقضية الفلسطينية، بل أن الأساس في إنتاج هذا الفيلم هو استفزاز ثورات الربيع العربي التي كانت وما زالت تحفز الفقراء والمضطهدين في كل مكان من بلدان العالم ، خاصة البلدان الإسلامية على مكافحة الاستبداد والظلم والظلام ، حيث ينتشر الفقر والجهل والمرض وهي أوضاع محفزة على الثورة عاجلا أو آجلا ، خلال الشهور أو السنوات القادمة .
يريد منتج الفيلم حرف ثورات الربيع العربي عن أهدافها الحقيقية بسبب أن هذه الثورات بمجوعها ( التونسية والمصرية والليبية واليمنية) قد مكـّنت القوى والأحزاب السياسية الدينية من الصعود إلى قمة الدولة، لأول مرة في التاريخ الحديث، وهي تواجه، الآن، في تونس ومصر وليبيا ، امتحانا عسيرا بين انتهاج طريق الديمقراطية وبناء دولة مدنية مؤسساتية أو التيه في ظلام التشكيك بقدرة الديمقراطية على إنقاذ الإنسان من الفقر والجهل والمرض وتحقيق التقدم والرقي والسمو في هذا العالم الذي نعيش فيه. وهو عالم جديد مسالم يحقق منجزات علمية كبرى ، في ظل السلم العالمي المنشود، من اجل خدمة الإنسان خدمة حقيقية وهو نفس الهدف الذي قامت من اجله ثورة محمد بن عبد الله قبل حوالي 15 قرنا من الزمان .
لا ادري مـَنْ هي الجهة الغبية التي تقف وراء هذا الفيلم الذي لم أجد نعتا مناسبا له غير القول انه من الأفلام السخيفة غاية السخف . لغته سخيفة هي ليست لغة القرآن ولا لغة قريش ولا لغة طيء ولا لغة هذيل ولا لغة حمير ولا لغة سريانية. (اعني باللغة هنا المفردة والصفة والمعنى في الزمان والمكان).
كما أنه من الناحية الإنتاجية – الفنية سخيف وسطحي أيضاً. بل كان الفيلم في غاية الابتذال مما يعني أن منتجيه لا علاقة لهم بتجربة هوليوود السينمائية . كما باستطاعتي الاستنتاج أنها ليست من صنع الفن الإسرائيلي فلغته الفنية ليست مقبولة إسرائيليا ، ولا هي من تجارب السينما الإسرائيلية المتطورة فنياً . المستوى الفني لهذا الفيلم لم يكن سوى صيحة مجنونة متعمدة في الإساءة إلى المسلمين من جهة، والى حرف نضالهم المعاصر من جهة أخرى، عن أساليب الوعي الاجتماعي – الإنساني – العقائدي العالي المستوى ودفعهم إلى انتهاج أساليب غوغائية متدنية قائمة على إشاعة العنف والفوضى والقتل العشوائي في الشوارع والمدن. وهو أسلوب همجي لا يرضي إلا مخططي أساليب تنظيم القاعدة التي اندثرت إلى حد كبير بعد مقتل أسامة بن لادن يراد إحياؤه من جديد .
منتج الفيلم لم يستطع بمشاهدهِ السينمائية الرخيصة كلها أن يسيء للنبي محمد ولا للدين الإسلامي ولا للمسلمين بل أساء بالدرجة الأولى والأخيرة إلى نفسه والى بلده والى شعبه والى الواقفين خلفه وأمامه من أصحاب العقول الناقصة .
اعتقد أن منتج الفيلم رجل متطرف، معتوه، فوضوي، عدواني في سلوكه وجنونه، لا يحمل لا قيما فكرية ولا سينمائية، بل يحمل عقدا نفسية وجنسية وهو كما يبدو من جبناء هذا الزمان فلم يعلن عن نفسه وعنوانه وجنسيته وهو مختفي عن نظر الناس حتى في بلاده ، بلاد الحرية الغربية . هدفه الرئيسي، في هذه الفترة ، خلق فتنة كبرى بين المسيحية والإسلام لتعجيل هجرة المسيحيين من البلدان العربية بما يماثل تماما الفتنة التخريبية التي قام بها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين التي أدّت إلى هجرة مئات الآلاف من المسيحيين العراقيين . كما أن الهدف الجنوني لمنتج الفيلم هو وضع الحجر والعصي أمام أحزاب وتنظيمات الإسلام السياسي كي ينساقوا ، لا نحو طريق النضال الصحيح، بل نحو طريق العنف وقتل الأبرياء من الناس كما حصل في الغوغائية الفوضوية بمظاهرات مدينة بنغازي الليبية التي راح ضحيتها 4 دبلوماسيين اميركان لا علاقة لهم بإنتاج الفيلم السيئ الصيت والمعنى والمبنى ، كما راح ضحية الفوضى والعنف عدد من الناس الليبيين الأبرياء.
لتفاهة هذا الفيلم فأنني أجد أن المعركة ضده ليست معركة دينية ، معركة لا تحتاج إلى العنف في الرد على منتجيه ، لا تحتاج إلى شتم وسب واتهام الرأي العام في العالم الغربي ، الذي وقف خلال العامين الماضيين مع ثورة الربيع العربي للخلاص من الحكام المستبدين. تلك الثورة التي وضعت تجارب رسالة المسلمين على رأس السلطة الحاكمة في ثلاثة بلدان عربية – إسلامية لها ثقلها ووزنها في العالم كله .
إن الاحتجاج السلمي عن طريق المظاهرات والاعتصام والمذكرات والبيانات الجماعية أمر مطلوب وضروري لإدانة المهووس الذي أنتج فيلما من هذا النوع التافه والمطالبة بمحاكمته لعدوانه على القيم الإنسانية وعلى قيم الحرية والديمقراطية الغربية ذاتها .
كما من الضروري أن تتعاون الشعوب والدول الإسلامية معا من اجل الضغط على بلدان الغرب ذات الحرية الواسعة من اجل سن قوانين خاصة تحرم تحريما باتا مس العقائد والأديان من قبل مواطنيها . من ناحية أخرى هناك حاجة ماسة في الدول العربية والإسلامية إلى ثورة ثقافية كبرى، ثورة سلمية، هدفها الأول توعية الناس من مخاطر العنف والإرهاب وردود الأفعال ضد المذاهب والأديان والعقائد الأخرى . مثل هذه الثورة الثقافية قادرة وحدها على عزل المعتدين على النبي محمد وعقائد المسلمين وإحباط محاولاتهم الدنيئة .
بهذا يظل فكر النبي محمد بن عبد الله فكرا أبديا للتحرر من العبودية والظلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ جاسم المطير
مروان سعيد ( 2012 / 9 / 15 - 10:10 )
تحية لك وللجميع
ان مجمل كلامك صحيح انه فلم ركيك ومقزز ولا يستاهل كل هذه الضجة والدعاية اما كلاامك بان
هدفها الأول والأخير الإساءة للتراث العربي – الإسلامي والإساءة بشكل خاص إلى ثورة النبي محمد عليه السلام ، الثورة التي كانت وما زالت من أهم الثورات العالمية من اجل الحرية والإنسان . كانت منذ انطلاقتها على يد النبي محمد وصحبه الكرام ثورة ضد العبودية الجاهلية وضد القيم البالية التي اضطهدت الإنسان على مر العصور،
فهذا خطء الاسلام هو دين اوحزب سياسي لاانشاء دولة ارضية فقط وليس له علاقة بتحرير العبيد او ازالة القيم القديمة بل عزز وثبت القيم القديمة وجعلها من عند الله ومنها تعدد الزوجات وملكات اليمين واهانة المرئة واستعبادها
واقول لك بان قصة الفلم ماخوزة بحزافيرها من السير النبوية في اثبات الوحي وفي ظبت النبي مع ماريا القبطية على فراش حفصة
لايحق للمسلمين ان يفعلوا هذه الضوضاء وان هذه القصص في كتبهم موجودة ويوجد اكثر وافظع من ذلك عندكم تصور لو عمل فلم على جنة الاسلام لكان كارثة بكل المعاني
ومودتي لك وللجميع


2 - قيّم الركاع من ديرة عفك
أبو زينب ( 2012 / 9 / 19 - 06:52 )
أخي جاسم : في الإبتدائية علمونا أن الجمع يكون للأشياء المتشابهة فكيف تجمع ثورة النبي محمد مع - الربيع العربي - وكيف ملأت يدك من الربيع العربي وإعتبرتها ثورة . الثورة التي تحققت قبل 1400 سنة لا يمكن نكرانها ، ولكنها من بعد ما لا يزيد عن خمسين سنة إنحرفت عن أهدافها التي جاءت بها . ثم أن ثورات الربيع العربي و بدون أي ريب هي من صنع أمريكا ولا يمكن أن يكون مثقف من مستواك لا يعرف هذه الحقيقة ، فإذن لِمَ التحريف وواجب المثقف توعية الناس على الحقائق . وهل أنت على يقين أن أمثال محمد مرسي ومن مثله في تونس أو ليبيا أو اليمن سيبنون نظاماً يخدمون به الشعب وبنون له حياة أفضل . عندك نموذج العراق فهل أنت فخور به وقد مرت عشر سنوات على ربيعه الذي هو أظلم من ليلة شتاء قارسة البرد ؟

اخر الافلام

.. كيليان مبابي يودع باريس • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ويليام بيرنز.. من مبعوث إلى لاعب رئيسي في ملف مفاوضات غزة




.. حرب السودان.. لماذا يستميت الخصمان للسيطرة على الفاشر؟


.. تهدد شبكات الطاقة و-GPS-.. أقوى عاصفة شمسية منذ عقدين تضرب ا




.. مراسلة الجزيرة: صفارات الإنذار تدوي في مدينة عسقلان ومحيطها