الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاكم ، جلاد ، لص

عمر قاسم أسعد

2012 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


حاكم ، جلاد ، لص

كثير منا يتذكر لعبة ( حاكم جلاد لص مفتش ) ، كنا نلعبها في طفولتنا وخاصة في المدرسة أثناء حصص التربية الفنية ،
اللعبة لمن لم يتذكرها أو لم يمارسها عبارة عن أربعة أوراق صغيرة كتب على كل ورقة ( حاكم ، جلاد ، لص ، مفتش ) ترمى الأوراق على الطاولة ويختار كل منا ورقة يفتحها ، اللاعب ( الحاكم ) يسأل : أين المفتش ؟ يجيب اللاعب ( المفتش ) بحضرتك ، يأمره اللاعب ( الحاكم ) بالقول : إعرف لصك ، ويكون أمام المفتش خياران بين لاعبين أحدهم ( لص ) ولاخر ( مفتش ) وإن توفق المفتش بمعرفة اللص يأمر ( الحاكم ) ( الجلاد ) بضرب اللص عدد محدد من الضربات التي يحددها ( المفتش ) ، وإن لم يوفق المفتش بمعرفة اللص يامر ( الحاكم ) ( الجلاد ) بضرب المفتش بعدد من الضربات يحددها اللص ، وعادة ما تكون أداة الضرب ( المسطرة ) أو ما تيسر من أداة تفي بالغرض .
هكذا طفولتنا بكل برائتها وفرحها ، نمارس ألعاب لم نكن نظن أنها ستحاكي واقعنا المستقبلي ، كبرنا ولم نعد نمارس الحكم ولا الجلد ولا التفتيش ولا اللصوصية ،كبرنا ومورس علينا دور الضحية ، وليس لدينا خيار إلا أن نبقى كذلك ،
دورنا الواقعي فرض علينا من قبل حكام ولصوص وجلادين ومفتشين ، كبرنا وظننا اننا خرجنا من اللعبة إلا أن الحاكم بقي حاكم ، واللص بقي لص ، والجلاد بقي جلاد ، ومحاكم التفتيش ما زالت تفتش عن أحرار لجلدهم ،
بقينا مواطنين يحكمنا ذات الحكام وذات اللصوص وذات الجلادين، هم يتبادلون الأدوار كما يحلو لهم ويضعون قواعد اللعبة طبقا لأهوائهم ، ونحن كما نحن يمارسون علينا أدوارهم .
كبرنا وأدركنا أن كل من حولنا حكام وجلادين ولصوص ، وبقينا كما نحن بلا سلطة وأننا شعب مسحوق تحت وطئة حاكم أوحد وعصابة من اللصوص والجلادين الذين ينهشون لحومنا ويمتصون دمائنا ويسمسرون على جثثنا في قبورنا ،
كبرنا وما زلنا تابعين خانعين للحكام الذين كتموا على انفاسنا وإن حاولنا التكلم سبقت أحرفنا سياط الجلادين .
ليس هناك أفظع من ان تعيش في وطن يحكمه ( لصوص وجلادين ومحاكم التفتيش ) ،
فهل نعلن أننا لن نمارس أدوار اللعبة غصبا وقهرا ؟، هل نعلن أننا لن نكون ضحية ؟
قد حان الوقت أن ندخل لعبتنا التي سنضع قوانينها وأن نكتب على كل الاوراق أننا حكاما سنمارس سلطتنا في وطن يخلو من اللصوص والجلادين والمفتشين .

عمر قاسم أسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتحان عسير ينتظر إيران بعد وفاة رئيسي.. إلى أين ستمضي طهران


.. إجماع إسرائيلي على رفض قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو بصفت




.. مشاهير يوجهون رسالة إلى زوجة بايدن لحثها على اتخاذ موقف تجاه


.. استشهاد 10 فلسطينيين جراء استهداف الاحتلال منزلا لعائلة الكح




.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، ماهي التبعات السياسية في