الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أيها الجالس على عرش مصر.. حذار

رفعت السعيد

2012 / 9 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



الأستاذ الدكتور محمد مرسى. لك احترام واجب وجوب استمرار معارضتى لك ولحزبك ولسياساتك. وأعرف جيداً أن ابتسامتك المنتشية بما لم تكن تحلم به قد تغريك بعدم الاهتمام بتحذير أسوقه لوجه الوطن، وخوفاً على الوطن. فتحذيراتى جدية فاحذر من تجاهلها. ولا يغرنك تحكمك المتواصل فى المفاصل والمناصب فكل ذلك قد يستحيل كما استحال سابقه فى لحظة انتفاض شعبى. وأبدأ:

أحذرك من أن الأمريكيين وبرغم ما يبدونه نحوك ونحو جماعتك من حماس وحنان ودعم ويحفرون تحت أقدامك غير الراسخة سعياً لمخطط يستهدف مصر ذاتها، لتفكيكها فتصبح دولة ولا دولة، وحكومة ولا حكومة، وبرلماناً ولا برلماناً، وتردياً فى الأمن، وفوضى تتصاعد. ويبقى العرش عرشاً ولكن على خواء.. ونموذج العراق جاهز.

واحذر من أن جيش مصر مستهدف فى وحدته وقدراته وتماسكه فهو آخر ما تبقى لمصر وللعرب، وتأمل جيوش تونس، ليبيا، والسودان، سوريا والعراق.. فكل منها بشكل أو بآخر تمزق وأصبح ولا شىء، ولم يبق سوى الجيش المصرى فإن فعلوها به أصبحت إسرائيل سيدة وحاكمة ومتحكمة بلا حرب. وتمزيق الجيوش الأخرى تم التخطيط له أمريكياً.. فاحذر لئلا يكون زمانك هو زمان دمار مصر وخضوعها.

وأحذرك من إغواء جماعتك بدفعك للمساس بالدولة المدنية وحقوق المواطنة وحريات الصحافة والإعلام والإبداع والخلق الفنى والأدبى. أو مواصلة أخونتها فذلك سيزيدك ضعفاً وعزلة وسيسهل على الأمريكيين مؤامرتهم لضرب الجذور المصرية التى ظلت راسخة قروناً، فاحذر أن يكون زمانك هو زمان الهيمنة الأمريكية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً على ركام مصرى لا يستطيع المقاومة أو حتى النهوض. وأحذرك من قنبلة دائمة ومؤهلة بسبب جلوسك أنت وجماعتك على عرش السلطة للانفجار.

إنها قنبلة الإخوة المسيحيين الذين طال زمان تجاهل حقوقهم.. وحانت بسبب وجودك ساعة استيقاظهم للمطالبة بها جميعاً. وإخوان جماعتك وحلفاؤك السلفيون لا يهتمون إلا بنص منتزع من قول فقهى قديم يختلف عن أقوال أخرى.. ومع ذلك يدقون به مسامير فى نعش حقوق المواطنة المتساوية تماماً، فى كل شىء.. تماماً فى كل الوظائف ودور العبادة وغيرها. وحذار من المماطلة أو التجاهل فالأمر أكثر تعقيداً وخطورة مما يهمس به رجال جماعتك المحيطون بك.

وأحذرك من فقر الفقراء. وأنت يلهيك عنهم أحاديث ترفض الحد الأدنى للأجور بزعم نقص الموارد وترفض الحد الأقصى للأجور بزعم عدم إغضاب الكبار وترفض الضرائب التصاعدية بزعم تشجيع المستثمرين ويحقنونك كل يوم بوهم أن الأمور ستهدأ وأن العمال سيمتنعون عن المطالبة بخبز لأطفالهم لمدة عام وهو ما لن يحدث.. فهل يصبر أب على جوع أطفاله لمدة يوم واحد وليس عام كامل؟

ثم تتمادى عمليات إفقار الفقراء لتصل إلى تجويع الفقراء فيغريك خبراء جماعتك برغيف العشرة قروش فحذار.. حذار من أن تمس رغيف الخبز. واحذر ثورة الجياع فلا أنت ولا جماعتك ستقدرون على مواجهتها.

يا د. مرسى إن نصيحتى تأتى من خوف على مصر وليس عليك. ومع ذلك أتمنى أن تأخذها مأخذ الجد.. فمصر العظيمة قد تنهار بسبب نشوة الاستحواذ وسوء الحكم والتحكم، لكنها ستنهض لتعيد كتابة تاريخها، وساعتها لن يبق للمسؤول عن ركوعها سوى «عار الزمان وسبه للأبد».. فحذار مرة أخرى وليست أخيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح جدا ولكن..
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 9 / 15 - 13:28 )
أستاذنا وأستاذ من هم أعلم وأخبر منّا
تحيّة معطّرة وبعد
ولكن لِمَ لم نقرأ مثل هذا المقال في العهد السابق لتحذّروه مما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال إستمرار السياسة التي إنتهجوها ؟
لِم لم توجّهوا مذكّرة تفصيليّة عن الأوضاع التي كانت سائدة إبّان العهد السابق بل كان من المتوقّع من حزب مهم وطليعي من مثل حزبكم وريث الأهداف الشعبيّة ان يُقدّم أكثر من مذكّرة رسميّة وبرلمانيّة وحزبيّة وشعبيّة..
فلو كنتم فعلتم كنتم حقّقتم أهدافا كثيرة في آن واحد منها تعزيز شعبيّة حزبكم وتحقيق تعبئة جماهيرية ومنها تعزيز مصداقيتكم عند الجماهير في مثل الأحوال الحاليّة واللاحقة لِم لم تُحذّروا حُسني مبارك من مثل هذا التحذير؟
حتّى حمل الرسالة مجموعة من الشباب لم تكن تتوفّر لديهم الخبرة السياسيّة وأفسحتم المجال للأخوان والقوى الإسلاميّة السياسيّة لكي تبرهن على هيمنتها على الشارع السياسي؟
لم نسمع ولا حزبا ولا شخصا واحدا يُحذّر ساسة العهد السابق من مغبّة الإستمرار بسياساتهم التي لم تُفضِ إلاّ إلى الإنحدار والإنهيار؟!
أرجو تقبّل رأيي برحابة صدر وأنتم أهلا لذلك بسبب قامتكم وقامة حزبكم التقدّمي
مع خالص إعتباراتي


2 - أين الموقف من القوى الظلامية
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 9 / 16 - 10:48 )
مرة أخرى وبذات السبب حب الوطن أو حب مصر أو حب الحب..يغيب الموقف السياسي ويغيب التحليل العلمي وصراع المصالح الطبقية والموقف السياسي من الاعداء الطبقيين الذي يسترشد به المرء..ويغيب نتيجة لذلك منطق الفضح وموقع المواجهة وهو هو موقع الجماهير الشعبية في مصر الحبيبة التي من المفترض ان نخوض صراعنا ضد جماعات الظلام الحاكمة والمتحكمة فيها من موقع تلك الجماهير وبالاستناد عليها ..وليس على موقف النصح والنصيحة ولو اتخدت او تمنى صاحبها طابع التحذير ...كيف تتحول ممارسة من يطمح لقيادة نضالات الشعب المصري إلى مقدم نصائح للحكام ...خوض الصراع على مختلف واجهاته والرهان على الشعب وليس على ضمير حاكم هو الطريق الذي إن ضاع ، ضاع معه المبدأ والوضوح وحضرت الانتهازية والتملق والانبطاح ولو كان من موقع معارض...ختاما ..هل هناك شيء إسمه نصح الحاكم ، هل العلاقة مع الظلامية المتأسلمة علاقة تناصح وتحذيرات ...مبارك كان بفعل ذات الشيء مع الظلامية المتصهينة في فلسطين المحتلة

اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا