الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


5 قصائد

نصيف الناصري

2012 / 9 / 15
الادب والفن


يرث الحيّ تابوته عن ضرر عظيم

لا يَعْكس النسيم الوجيز لعمود الفضيلة القائم بذاته
بين الرجاء والغفران ، أيّ أمل لنا في اتحاد الماضي
بالحاضر . نهاية محتومة لمصير لا يتعزّى بين الأروقة
المنوّمة للتاريخ . ما نُسلّم له أسرانا التي نهْدرها في
مرضنا ونحنُ نَتخّفى تحت السهاد الهائل للديمومة ،
هو تطوّر عاطفتنا في الامتعاض من الصلاة الى الفعل .
مذنّبات كثيرة مرَّت في قيظ السنة الماضية ، وطاردنا
تحتها الأنين الأمومي للسيول ، لا الطوفان جاء ، ولا
نحنُ رجعنا الى حلمنا المعلّق فوق شجرة الأضحية .
خسائر تتعاقب في الأحجية السهرانة للصواري ، والغناء
لا يُشفينا من الجروح المتحرّكة لخرائبنا المعفّرة بميتتنا
المطمئنة . يرث الحيّ تابوته عن ضرر عظيم ، ويحمل
حيف شيخوخته ، ويغوص بمجهود الحمقى
تحت شجرة التفّاح .




الجانب الآخر من الهاوية





بروق صامتة في انحدارها على الظهيرة العتيقة للعالم ، نُردّدها
في مزاحمتنا للموتى ونحنُ نتهيأ للإبحار صوب الأرض المخْفيّة
لليل . الموتى الذين انتحروا وانفصلوا عن المحارم ، يتلّمسون في
نومهم وهم يتعانقون ، اللحظة المُطهّرِة التي تواسي الفاني . موت
كثير يتمطّى في أشجار السنوات التي نغفو تحت أفيائها الخائنة .
أيّة مَضرّة تغدق علينا ميتتنا الخديجة ، تحت مطر خبراتنا القابلة
للابتزاز ؟ مُقدَّرٌ لنا في الطاعة المرتعشة ونحنُ نحاول الامساك
بالكينونة ، أن نقبض على الحيّ ونقيضه ، المحسوس واللامرئي .
حياة معتلّة تعوزها الرأفة في الفجر الأسود للوجود ، نتنفّس رمادها
ونرتحل الى الجانب الآخر من الهاوية .




الى الشيوخ الحمقى




رياح هائلة تتواطىء مع تأسفاتنا المزّنرة بالألم ، وتُسلّمنا الى
المهزلة الموَّطدة للشيخوخة . أعضاؤنا المتصدعة تعتليها
السهام الصدئة للأمراض ، وريش وسائدنا في الأجمات التقية
التي نسهر فيها ، تُشرَّطه الأغصان المرعوبة لصمتنا في الصيف
القائظ . سلالم يتكثف فيها الوهن ، نصعدها بانهاك عظيم ، ولا
يرافقنا في لهاثنا الوميض . حاضر ينزف آباره بطيش خلف
الأبواب الموصدة للثمرة التي انتظرنا إزهارها بين عفّة الجروح .
الغيوم اللاواعية تتعاقب فوق شجرة رأس الميت ، واللحظة التي
تحرّك الأصوات في سهاد السنبلة ، تُفجّر نفسها بين الثلوج السود
لبحيرات ربيعنا الرهيب . لا يمنحنا الإلهي تعزية ما ، وأعمالنا
كّلها سدى في بؤس حياتنا المخزية ، والأمل لا يعيننا على التنفس
في مناجمنا المشعّة بالموت وفؤوسه المرتجفة . كثيرون صعدوا
في الشلل وظلّوا يكافحون ثقل احتضارهم من دون نبض يتلوى .






مجابهة الرهائن





دفنوا في الطقس الجاف ، الصارية المرهقة للميت ، وتوّغلوا في
النجود المظلمة بلا حماسة تضرم النسيان على من رحل بصمت .
تتعجّل الشمس التمزقات الخضر للغيوم الهيفاء ، وإغاثتهم لضفة
الشاطىء التي تنحرف باتجاه الماضي . إشارة منقبضة لترحاب غير
مجدي للشيء الذي يغيب . إختيارهم للعصيان في بلوغهم النهاية
الحتّمية لزمنهم ، لا يُنزههم من الرماد المنسدل على ندمهم . رنّات
مباغتة لمرايا الشموع ، تُخلْخل الجرح السليم في حركته المتريِّثة .
صلابة عدل عديم القيمة ، يحطّمها الفاني ، وينسى صخرة أمله في
مجابهته للرهائن . الأسرار تتلكأ في هدمها لفراغ المُضحّى به ، وكلّ
بشارة تتسلّط علينا في أمان تجارتنا ،
نتفحّصها بجزع يهدّم يقين التجربة .







الفناء في شموله الحيوي




نحاولُ في شدوّنا بين الجروح المتضوّعة ، الهدنة مع الألم
الذي يتعذّر الشفاء منه . حياتنا المهيبة ، يخلخل فيها السهاد
براعة الفراغ ، والفناء الماثل أمامنا في روائحه العتيقة ،
نحسّه لحظة أمينة لخلاصنا . الفناء في شموله الحيوي ،
إدراكنا الحميم للمتاهة ، أنانية معيّنة نضيّع في فتحات
تفرغها للرذائل ، التململ الحادّ للسنوات التي عشناها بين
الجزر الشاحبة للأحلام . مقابر متلألئة في معجزاتها ،
ترّحب بنا أصيافها وتنزلنا الى المخالب شديدة الافتراس .
يتكلَّم الآدميّ مع شيخوخته المقوّضة لحلمه ، في إسباله
لحياته على الفراغ ، ولا شيئ يكرّمه في النفحة القصيرة
التي تمضي . شعور تراجيدي بالخسارة ، يتعذّر العيش
معه ، والحركة تقصد ما له اعتبار في الأجساد التي يهلكها
الأثير في الحديقة الخائنة للوجود .
15 / 9 / 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب