الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم الامازيغي قابل للتطبيق

كوسلا ابشن

2012 / 9 / 15
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


ّ لا ارى في هذا الوجود الا الحرية وكل ما سواها باطل ّ محمد عبد الكريم الخطابي
تعرض الامازيغ لابادة هوياتية , بين الارمنة والتعريب والتتريك والفرنسة , تتغير الهوية بتغير هوية المستعمر (كسر الميم ) , حسب ابن خلدون ّ ان المغلوب مولع ابدا بالاقتداء بالغالب ّ , الا ان الاقتداء بالغالب والقوي قد يكون في الملبس والتسيير وليس في تغييرالانتماء الهوياتي والعداء للذات , فهذا الفعل الاجرامي , وخصوصا مع الاستعمار العروبي , نتج عن التأثر بالاديولوجية الدينية الاسلاموية الزائفة , ربط اللاهوت بهوية القوم , الاسلام والعروبة وحدة لا تتجزء , الله عربي والعربية لغته والجنة عربية ومحمد عربي , والكافر العربي بعد المحاسبة المؤقة سيدخل الجنة , رحمة الاله العربي على عرقه, فالعرق العربي فضله الله على جميع الاعراق , ّ كنتم احسن امة اخرجت للناس ّ هكذا استطاعت ايديولوجية الدمار الشامل التأثير على العقل الهش وجعلته يتخلى عن انتمائه الهوياتي لدخول الجنة العربية .
الوجود الاستعماري فرض على الفرد والجماعة المحلية ثلاثة خيارات مختلفة , اما التكيف مع الاستعمار وثقافته , او الرضوخ له تحت الاكراه او رفض وجوده ومقاومته , وعلى هذا الاساس انقسم المجتمع الامازيغي بين برابرة ادوات السيطرة الاستعمارية و بين الساكنة المهادنة القابلة للرضوخ والطاعة للمحتل وبين احرار ايمازيغن رافضي الاستعمار والاضطهاد القومي والاجتماعي .
الغزو العروبي المشؤوم للشمال الافريقي وما نتج عنه من مجازر وسبي واستعباد واضطهاد ونهب وتدميرلقيم الثقافة المحلية العريقة , أثر سلبيا على المجتمع الامازيغي و ولدت الاعمال اللاانسانية للمحتل لدى احرار الامازيغ روح الرفض والمقاومة . واقع التمرد والمقاومة ( الشرعية ) من جهة ومن جهة ثانية اعمال الوحشية للمحتل من سفك الدماء والاضطهاد ادخل المجتمع الامازيغي في حالة الفوضى واللااستقرار والتمزق والانقسام , الى ان توحدت بلاد الامازيغ ( مع ضم الاندلس ) على يد الامبراطوريات والمماليك بنو مازيغ من القرن الحادي عشر الى حدود القرن 17 .
انهيار الدول الامازيغية , بنو حفص في تونس وليبيا وبنو عبد الواد في الجزائر والدولة السعدية في الماروك فيما بعد , مهد الطريق للتدخل الاستعماري في شمال افريقيا , احتلال الساحل الشمال الافريقي من القوى الاستعمارية , البرتغال واسبانيا والدولة العثمانية , وتعرضت فاس للاحتلال الارتزاقي العلوي ( القرن 17 ) .
بلاد الامازيغ تسقط في ظلام التخلف والانحطاط والطغيان والنهب والاضطهاد بعد ان عاشت حقب تاريخية من الازدهار الاقتصادي والثقافي والوحدة السياسية , وتذكر المراجع التاريخية المستوى المتطور في الفلاحة واساليب الري وازدهار الصناعة , وهذا التطور نتج عن الاستقرار السياسي والذي سيلعب دورمهم في الازدهار التجاري , كما ازدهرت العلوم والفقه والادب , قد عرفت البلاد الامازيغ , سواء مع الامبراطورية المرابطية او الموحدية او المرينية , التوازن داخل المجتمع والرخاء الاقتصادي بفضل حسن التسيير وتدبير امور العامة .
الاستقرار والحرية والرخاء انتهت في الوسط الامازيغي بانهيار انظمته السياسية وصادرتها الانظمة الاستعمارية ، العثمانيين ( من القرن 16 ) , من ليبيا الى الجزائر , المرتزقة العلويين في دار المخزن , ومن بعدهما الاوروبيين بين القرن 19 واواسط القرن 20 , والذين بدورهم سيهيبون البلاد لبيادقهم واتباعهم من المرتزقة , بعد القضاء على المقاومة المسلحة الامازيغية .
صفحة جديدة سترسمها الكولونيالية الجديدة تعبيرا على رسالتها التمدنية وسمو حضارتها , مجازر جماعية بالجنوب الشرقي 1957 والريف 58- 59 بالماروك , حملة ابادة في الجزائر بين 1963 و65 , ابادة هوياتية في ليبيا وتونس , استبعاد للمناطق الامازيغية من المشاريع التنموية ومصادرة اراضي الفلاحين الامازيغ وممارسة التمييز العنصري والاضطهاد ضد اصحاب البلاد الشرعيين .
عملية التهميش والاقصاء من زهقت ارواح 26 طفل وطفلة في بلدة انفكو , عنصرية السلطة الكولونيالية من قتلت 72 مواطن بتيزي نتيشكا (4 سبتمبر الاخير ) , شهداء التهميش , غياب البنية التحية في كل المناطق الامازيغية , الاقصاء الشامل اجتماعيا وثقافيا وسياسيا .
الوجود الاستعماري في بلاد الامازيغ دمر القيم السوسيو- ثقافية المحلية , دفع بالتطور الاقتصادي لقرون للوراء , وارتكب مجازر وحشية في حق الساكنة المحلية .
الامة الامازيعية كتب عليها التاريخ , الاضطهاد الاستعماري و المقاومة التحررية , تاريخ ملئ بالمأسي والبطولات , عاش الامازيغ مراحل البناء الحضاري ومراحل الاضطهاد الاستعماري , بين حالة سلم وحالة حرب , في انتظار الحلم الموعود , حلم احرار الامازيغ في الحرية والاستقلال وتقرير المصير والبناء الحضاري .
الحلم الامازيغي لا يتحقق بارادة الاهية ولا بهيبة استعمارية , تحقيقه سيتم فعلا بارادة شعبية الرافضة للمساومة والاحتواء , بالنضال التحرري المؤطر بالفعل السياسي المنظم والمسترشد بالنظرية الثورية يمكن تحطيم حصون الاستعمار ونيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير وحكم الشعب الامازيغي نفسه بنفسه .
الا تستحيق هذه الامة التي عانت الكثر بمأثم الاستعمار الدموية والاضطهاد العرقي والاجتماعي والثقافي , ان ينصفها التاريخ ويساند المجتمع الدولي المدني نضالها التحرري المشروع من اجل الاستقلال وتقرير المصير .

كوسلا ابشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن