الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برافو أميركا :- اللعبة العراقية -بوش- بدئها -وميت رومني- سينهيها

جاسم محمد كاظم

2012 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


وكان سؤال صعب الإجابة في حينه تناقش بة بسرية مجموعة مغلقة عل نفسها " كيف ستنشر أميركا الديمقراطية في العراق والشيعة هم الأغلبية" والإجابة الواضحة لأبسط شخص تكون " أن الشيعة سيمسكون السلطة "
وبهذا فان أميركا ستخلق بنفسها عدوا لها يكون اشد عداوة من صدام حسين .
لكن عقل "هارفدر" وكل التراكم العلمي الفلسفي الاجتماعي الذي يتمتع بة عقل دولة جورج واشنطن يختلف تماما عن تفكير مجموعة مغلقة على نفسها وإجابة السؤال عند جورج بوش الابن ليست هي الإجابة عند اشد المحللين السياسيين معرفة بالتاريخ السياسي للدول .
وان دولة العم تعلم علم اليقين حقيقة ما يسمى بالمعارضة العراقية وما يفكر بة شخوصها من اللاهوتيين ومن يدعون الليبرالية إلى الهاربين من العراق خوفا على حياتهم لخلاف شخصي مع صدام حسين بتفكير سطحي لا تتعدى مطالب عقلها البسيط كالسماح لها بأداء طقوسها ومناسكها البسيطة المحرومة منها بحرية أو الظهور أمام عدسات الكاميرات لنقد الحكومة كما يفعل المعارضون في أكثر الدول المتحضرة و السماح للبعض بأخذ كاس من النبيذ في حديقة مضللة مثلما عبر احد البسطاء بأهزوجة شعرية لخص فيها مطالبة العشيرة السياسية من نوري السعيد قبل نصف قرن بالقول " ملينا من خبز الطابك " فما كان رد نوري السعيد أن قال "بسيطة ابني لنفسك تنورا من الطين " وليس لديمقراطية الطبقات الأوربية القادمة من صراع الطبقات المنتجة فهم يتعدى هذا الفهم البدائي في عقول تلك المعارضة .
ووصلت أميركا إلى قناعة تامة بان هذه المعرضة بكل أطيافها لا تعرف معنى الدولة الحديثة في عالم العولمة والاقتصاد الحر والسوق الاستهلاكي وان الدولة العراقية التي أرجعها "جيمس بيكر" بفخر إلى العصر الحجري مع لابسي "الصايات والعقال " وان القانون المدني الذي ظهر مع الزعيم عبد الكريم قاسم ذبل وحلت محلة "الكوامة .النهوة .العطوة " بعد انحسار الإنتاج والمؤسسة وانهيار العملة التي ذبحها الحصار من الوريد إلى الوريد وانتشرت بدل منها الثقافة الدولارية الجديدة المكتسحة كغسيل أولي للمخ العراقي الذي بقي عصيا على دولة العم سام طوال عقود مضت .
لذلك وصلت عقل العم سام إلى قناعة تامة بعد أكثر من عشر سنوات من حصار خانق إلى تدمير هذا الهيكل البعثي بضربة أبرامز واحدة .
وابتدأت أميركا من جديد بسيناريو طويل الأمد يضاهي فترة الحصار السابق أو يتفوق عليها بعملية غسيل جديدة بعد تدمير آخر بقايا الثورية المتهرئة وتذويب المنادين بالاشتراكية إلى ترويض العقل الديني الذي ظهر إلى الواجهة بقوة بإغراقه في مستنقع الدولار وتدمير البنية التحتية المنتجة وإعادة الوضع الاقتصادي هذه المرة إلى عصر الجمع والالتقاط .
وبضربة معلم كشف الدين عن أسراره بسهولة بفهم بسيط يؤدي إلى إشاعة ثقافة الحقد والكرة والتباغض بين الطوائف المتناحرة كما كان التاريخ السالف وشيئا فشيئا بدا هذا المارد الجبار يفقد الكثير من قداسته بعد أن وصل إلى سدة السلطة والمال وان أيدلوجيته المعتمدة على الكلمات توقفت تماما عن السير وأصبحت تتلاشى شيئا فشيئا بعد شوهت عدالته المثالية دنس السلطة الفاسدة بكنوزها الوفيرة كما سماها "أرسطو" من قبل .
و تضاربت كل الإطراف مع بعضها البعض ووصل التناقض العدائي إلى مكونات الطائفة الواحدة بالتطاحن مع بعضها البعض للسيادة وهذا ما سهل مهمة القادم من خلف البحار البعيدة ليتحالف مع الكل ضد الكل بعقد من التطاحن الدموي ذهبت فيه الوطنية مع الريح .
وانتهى المشهد الأول من الفصل الثاني من هذه اللعبة الجميلة بمغادرة جورج بوش الأب لغرف البيت الأبيض لتأخذ أميركا فترة استراحة محارب تريح عضلاتها المنهكة وترمم جروح جسدها الغائرة بفترة هدنة يتولى فيها الديمقراطيين الحكم لتبيع أميركا للعالم في هذه الفترة الكلمات والنصائح وتكتفي بالنظر إلى الشرائح المتصارعة مع بعضها البعض فقط بتاريخ يعيد نفسه بفصول متعددة إلى أن يصل إلى عتبات البيت الأبيض جمهوري متعصب ممتلئ بالحقد من طراز "دوايت إيزنهاور" متعطش للقتال من اجل فرض هيبة حاملة الطائرات من جديد على طريقة الرامبو المدمر .
ومع هذا التحول ستنتهي كل السيناريوهات القديمة وتغلق الملفات القديمة وتفتح بدل منها ملفات أخرى بفصل يختلف عن كل الفصول تظهر فيه أميركا بثوب جديد ملون هذه المرة يعتمد على رسلمة كل شي في العراق بعالم الخصخصة الجديد الذي بدأت معالمه البدائية تتضح شيئا فشيئا وتحويل العراق إلى دولة خدمية بسيطة تبيع مواردها الأولية لكبرى الشركات المصنعة لينتج بالتالي جيل حاكم ليبرالي في شاكلة رأسمالي في مضمونة ينهي حكم الطوائف المتقاتلة مع بعضها البعض بعد أن يلبس الدين جبة الرأسمال وتنفصل القمة عن القاعدة ويصبح رجالاته وقادة أحزابه من المثاليين وكلاء للشركات العابرة والمصنعة ولن تستطيع قواعده مهما فعلت من التأثير بعد أن خذلها القمة لان الفصل القادم تكون فيه حاملات الطائرات قد دكت كل قواعدها التي تتكئ عليها وفصلتها عن كل حبالها السرية المغذية في مختلف الجوانب والجهات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها