الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق حول الفيلم المسيء للإسلام وحول الأحداث المفجعة في بعض دول العالمين العربي والإسلامي

هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق

2012 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أنتجت وعرضت جماعة متطرفة دينياً من غلاة المسيحيين المتطرفين والمعادين للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة فيلماً حول حياة النبي محمد بن عبد الله والمبادئ الإنسانية التي دعا إليها للتغلب على حياة الجاهلية الأولى حينذاك. وقد جاء هذا الفيلم القصير , الذي اطلعنا عليه أخيراً , سيئاً جداً من حيث الإخراج والأداء والتصوير والمضمون واللغة والحوار وبعيداً كل البعد عن القواعد الأساسية في صناعة وإخراج الأفلام السينمائية أو التلفزيونية في العالم. لقد أخرج ونشر هذا الفيلم لتحقيق عدة غايات سيئة أساسية كان على العالمين العربي والإسلامي أن ينتبه إليها وأن يفوت على منتجي هذا الفيلم ما كانوا يسعون إليه حقاً , إذ حقق لهم رد فعل الشارعين العربي والإسلامي ما أرادوا الوصول إليه. فما هي غايات هذا الفيلم السافر في سخفه وسفاهته وعدائه للإسلام والمسلمين وفي إثارته للكراهية والأحقاد؟ يمكن تلخيص ذلك بما يلي:
1. إثارة العاطفة لدى العرب والمسلمين المتميزين بالعاطفة الشديدة قبل التفكير العقلاني بما يراد لهم من خلال هذا الفيلم.
2. إظهار المسلمين كافة بمظهر همجي متخلف وعدواني أمام العالم من خلال ردود الافعال السلبية التي يقوم بها البعض في بعض دول العالمين العربي والإسلامي كردة فعل انتقامية.
3. إثارة الصراع الديني بين المسلمين والمسيحيين في العالمين العربي والإسلامي وإثارة البغضاء والرغبة في الانتقام من المسيحيين كافة وفي جميع أنحاء العالم وكأن المسيحيين قاطبة مسؤولون عن عمل حفنة من الرقعاء من أمثال منتجي هذا الفيلم.
4. تشجيع هجرة المسيحيين من العالمين العربي والإسلامي إلى الدول الغربية واتهام جميع العرب والمسلمين بالعداء للمسيحية والمسيحيين.
5. تشديد العداء ضد الدول الغربية واتهام سكانها بالعداء ضد العرب والمسلمين والاستفادة من الصعوبة الملموسة لدى العرب والمسلمين في التمييز بين المجتمع والأفراد والحكومات , وكأن الحكومات الغربية كلها مسؤولة عما يمارسه افراد المجتمع من تجاوزات على الديانات والمذاهب الأخرى.
6. تأجيج الصراع داخل المجتمع الأمريكي والغربي عموماً بين المسلمين والمسيحيين وتحويل حياة المسلمين في الغرب إلى جحيم لا يطاق تماماً كما فعلت تفجيرات تنظيم القاعدة الإجرامي في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية.
7. إبراز رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما وكأنه ضعيف وعاجز عن مواجهة الحملة المضادة للغرب وسفارات الولايات المتحدة في الدول العربية والدول ذات الأكثرية الإسلامية , وهي خدمة مباشرة للحزب الجمهوري ومرشحه الذي بادر مباشرة إلى الطعن بقدرة باراك أوباما على معالجة الوضع الراهن لاستثمار ذلك بخسة في حملته الانتخابية الجارية حالياً.
لقد كان رد الفعل العربي والإسلامي خاطئاً جداً ومضراً وخطراً في آن , ويقدم فائدة مباشرة لقوى الإسلام السياسي السلفية والمتطرفة والإرهابية , وخاصة قوى تنظيم القاعدة الإرهابية التي حمل بعضهم أعلامها السوداء , التي تحاول الآن تجنيد الشبيبة لصالحها وضد الغرب على أساس انه "المسيحي الكافر"! حسب زعمهم!". إنه الإصرار على عدم تحكيم العقل في مواجهة مثل هذه الأفعال الدنيئة لعدد ضئيل من المتطرفين الذين نجدهم في مختلف بقاع العالم وفي صفوف أتباع الديانات والمذاهب الدينية كافة في العالم.
لقد حقق منتجو الفيلم هدفاً مباشراً هو إبراز العالمين العربي والإسلامي وكأنهما ما زالا يعيشان في القرون الوسطى حيث يسود العنف والقتل والتدمير وحرق السفارات والبشر من جهة , كما حقق من جهة أخرى تعبئة الناس حول القوى المتطرفة في العالمين العربي والإسلامي , إضافة إلى توتير الأجواء والإساءة إلى الثوار العرب وغير العرب في الدول العربية في انتفاضاتهم الشعبية لصالح التحولات الديمقراطية في دولهم,
إن الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية:
1. إذ تدين هذا الفيلم البائس والمشين وتعتبره بعيداً كل البعد عن حرية الرأي والتعبير , إذ إنه يدخل ضمن باب إثارة البغضاء والكراهية والأحقاد بين الناس وليس ممارسة النقد البناء للفكر الديني , وتطالب بمحاسبة منتجي هذا الفيلم,
2. تدين في الوقت نفسه أعمال العنف التي تفجرت في كل من ليبيا ومصر واليمن والسودان وغيرها من الدول العربية والتنظيمات الإسلامية السياسية المتطرفة التي تقف وراءها والتي راح ضحيتها العديد من الأمريكيين والعرب, وكان وما يزال بالإمكان التعبير عن رفض هذا الفيلم عبر مظاهرات سلمية وديمقراطية وتأكيد الرفض الصارم للمضامين السيئة التي يجسدها الفيلم والعواقب السلبية التي يحملها معه والرسالة غير الإنسانية التي يبعثها إلى العالم كله.
3. كما تحذر من إمكانية استثمار هذه الأحداث المأساوية من جانب بعض الحكام أو من جانب قوى سياسية إسلامية متخلفة لتدفع إلى المزيد من مصادرة الحريات العامة والتضييق على أتباع الدينات الأخرى أو تشديد التمييز القائم أصلاً ضدهم. فهؤلاء هم المستفيدون دون غيرهم من مثل هذه الأفعال المسيئة للإسلام ومن ردود الفعل العاطفية غير العقلانية وغير السليمة.
إن الأمانة العامة تدعو إلى الهدوء والتعقل في مواجهة مثل هذه الأحداث وعدم نسيان المشكلات الكبيرة التي تعاني منها مجتمعات دول العالمين العربي والإسلامي في المرحلة الراهنة , بما في ذلك الالتفاف على أهداف انتفاضات شعوب الربيع العربي من جانب حكومات الدول العربية , والتي تستوجب توجيه الجهد إليها لمعالجتها , إضافة إلى التمعن في ما تسعى إليه مثل هذه الأفلام بما في ذلك تقديم خدمة كبيرة لأطراف الاسلام السياسي في سعيها لإضعاف القوى المدنية والحياة الديمقراطية , من أجل تفويت فرصة النجاح لمثيري الكراهية والأحقاد بين أتباع الديانات والمذاهب الدينية في دول العالمين العربي والإسلامي , ومنها العراق.
الأمانة العامة
هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق
كتب في 15/9/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإساءة للرسول
نعيم أبو الفحم ( 2012 / 9 / 16 - 19:45 )
المخابرات السورية طلبت من حسن نصرالله أن يشعللها في لبنان استنكاراً للإساءة للرسول من أجل التغطية على جرائم النظام السوري
أيها المسلمون اللبنانيون لا تصغوا للضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن نصرالله

اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-