الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيرتي الجنسية 2

علال البسيط

2012 / 9 / 15
الادب والفن


حالي مزرية ليس في جيبي فلس واحد. سروال جنس أزرق باهت عاثت فيه الفتوق والرقع. صار كشبابيك الأرابسك تهدلت منه الخيوط. حذاء جلدي-قماشي مغبر لكنه متين و قميص أسود مكتوب على صدره بحروف متعرجة بيضاء اسم معهد التصوير(trazos)* من أيام دراستي فيه في plaza españa. في يدي اليمنى حقيبة جلدية بنية مهترئة فيها كتابان. أوراق. قلم حبر من أقلام الفنادق كتب عليه بلون ذهبي Tiara Hotels. قلم شمع أصفر. قداحة صينية قطعة دومينو. مربع بخمس دوائر بيضاء ومربع أسود. سيارة صغيرة. في جيبي كُرتان صغيرتان من البلور ( البّي الذي يلعب به الأطفال). عسلية كالشمس عند الغروب، والأخرى زرقاء مخططة. تبدو كما تبدو الأرضا من الفضاء. يدي الأخرى مضمومة على حزمة من أعقاب السجائر. أرسل ذقنا يشبه ذقن لينين تفننت في حفه وتشكيله. أعجبني شكلي الجديد. سأطيل شعري. أكره الروتين. أبي لم يحف شاربه منذ عشرين سنة. فكرت :ماذا أريد من الدنيا في هذه اللحظة؟ مقص أظافر. لا أحب أظافري حين تطول. أشعر بأنني مسخت ظفرا طويلا متسخا. قصصتها بأسناني. فكرت في خيالي:
-تقحب بنا هذه الدنيا.
- تهز رأسها..
-لماذا لا نعود إلى الغرسة.هناك حيث أناك القديمة مستلقية على العشب. نهداك يعانقان السماء وفخذاك يداعبان وجهي. نطير معا إلى الغرسة ثم نعرج على نهر El manzanillo الذي يخترق مدريد. هناك على ضفته جلست أتلو في روعها آيات وآيات. نفخت في روعها بقول شهي لشاعر مصري:

(يا للعذوبة يا حبيبي حين أهبط لنهر..
كم أستحم وأنت تمعن في مفاتني النظر..
لودت لو أني أمامك قد جلوت محاسني..
بغلالة مبتلة.. كشفت جميع مفاتني..
أهوى إلى الماء الهبوط..وأشتهي أن أتبعك..
وأشد ما أهواه منه..صعودنا وأنا معك..)


لماذا تسمن المرأة عندنا بإفراط بعد الزواج؟ أزمة ثقافية طاغية. عادة الناس أن يزيدوا وينقصوا. تاريخيا السمنة حيوية ومطلوبة في ثقافتنا الجنسية . سمعت أن بعض القبائل تفاخر بأرداف نسائها. وبعض الصحراويا يتناولن أقراصا هرمونية. نجد في ثقافتنا الفلكلورية الشيخات. راقصات أطلسيات بلباس تقليدي. يغنين في (الأفراح والليالي الملاح) الأهازيج الأمازيغية والبدوية. في رقصة تجسد الفرس في معركة تكر وتفر متوثبة مرقصة أصابع يدها تهز عجيزة مكتنزة .تصطفق داخل ثوبها الأبيض الموزني الموشى بحلق لامعة. مشدود إلى وسطها المتموج. مؤخرتها محاطة بحزام مهدب يشبه لجام الفرس. يتدلى مشكلا بتفاصيل خيوطه ما يشبه بكيني واسع فضفاض. كنت صبيا أدخل مع قريباتي حمام النساء. فرق شاسع بين الشابات الصغيرات والمتزوجات. تشيخ النساء في بلادي قبل الأوان و مع أول مولود تطمر جمالها وفتنتها في دولاب غرفة النوم.


***

تضاءلت بشرى في خيالي. تبدو لي الآن كشمس منطفأة كنقطة سوداء في عتمة الأفق القاتم.لا نور ولا نار. انعطفت يمين شارع alcala إلى حديقة رحيبة تحتل رقعة شاسعة. أشجار مختلفة الأنواع، صنوبر نخيل صفصاف. ورود ورياحين تعطر الأرجاء. تناثرت في جنباتها المقاعد الخشبية. على امتداد ممرها الرئيسي انتصبت نافورات أندلسية وتماثيل حجرية. جلست في مقعد منزو قرب تمثال يجسد ملكا يوشك على السقوط وخيالي يفكر: هل كانت جدتي تتمتع جنسيا؟ تشبع رغبتها كما أنا؟ هل كانت تستمني؟ كان جدي يجلدها. ويهجرها طويلا.كان صعلوكا لا قلب له.يحلق رأسها وحاجبيها. يتهمها بالدعارة في فندق الصينين. يشك في بناته. كان جزارا وبخيلا يأكل اللحم لوحده. لا يعبأ بهم. هكذا سمعتهم يحكون عنه. أمي تشبهه في كل شيء.
في الصغر لم أكن أعرف أن للمرأة لذة في الجنس مثل الرجال. إذا قطعا لا تستمني. ليس معها قضيب. من ليس معه قضيب لا يتلذذ. هكذا كنت أسمع. كنت أطالع بشغف الرسوم البيانية لمهبل المرأة. الأسماء والمصطلحات الجنسية في المقرر الدراسي تقرع أذني برنين عجيب. تبعث في نفسي شوقا وقشعريرة محفوفة بنشوة مختلسة. كانت مادة موجودة لكنها مهملة. لا يطرقها شرح المعلم إلا خفيفا إن هو طرقها. وقعت بيدي مجلة بورنو. اعتبرتها كنزا عزيزا. أخفيتها عن الأعين. حين يرخي الظلام أستاره وتنطفئ الأضواء والسرج ويسكن كل حي إلى مخدعه، ألزم فراشي. أستلقي على جنبي مواجها الحائط. أستل المجلة وأستمني على ضوء القمر.الصور في مخيلتي تلعب أدوارا. حية تحوك أشكالا من الإغراء والأمنيات المغتلمة. للشقراء فتنتها وغنجها وللسمراء سحرها وعبثها وللسوداء حرارتها ولهيبها.

***
يتبع..


* عنوان صفحتي على موقع فليكر flicker. معرض لبعض الأعمال الفتوغرافية الشخصية والتدريبية: http://www.flickr.com/photos/kilometr40








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا