الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد تحظر البيرة (المشروبات الكحولية).. لماذا يٌشكل هذا الحظر الجديد.. نذير شؤم!؟

عبدالوهاب حميد رشيد

2012 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


غارات غير متوقعة على حانات بغداد، علاوة على ضرب زبائن هذه الحانات. هذه الممارسات خلقت صدمة محلية الأسبوع الماضي. ولكن ليس فقط مَن يرتاد هذه الحانات يشعرون بالصدمة، بل يقول النشطاء أنها آخر خطة/ بدعة للحكومة بٌغية الحد من الحريات الشخصية، بينما أعضاء البرلمان المشغولون بإعادة الانتخاب في بلد (مسلم) لم يتفوهوا بكلمة!

في الأسبوع الماضي، داهمت قوات الأمن الحكومية عدداً من الحانات والنوادي في بغداد دون سابق إنذار، وقامت بإغلاق العديد منها في نفس ليلة الهجوم. يظهر أن استهداف النوادي انطلق بسبب بيعها للمشروبات الكحولية، ولأنها استضافت عدداً من الرموز الفكرية intellectual cliques. وبالنتيجة فالهجوم خلق العديد من المخاوف على الحريات الشخصية، والقلق بأن الأحزاب الإسلامية تحاول فرض آيديولوجياتها الدينية على العراقيين كافة.

رغم أن العراق بلد مسلم في أغلبيته، ويُحرّم تناول الخمور، هناك أيضاً أقليات متنوعة في البلاد تسمح معتقداتها بتناول المشروبات الكحولية. وفي الغالب أن أعضاءً من هذه المجموعات تقوم بإدارة الحانات أو محلات الخمور.

ففي الرابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، تعرض عدد من النوادي، البارات، والمطاعم في أحياء بغداد الراقية- الكرادة والعرصات- للمداهمة. تعرض العديد من رواد هذه المحلات للضرب والإصابة بجروح، من بينهم منتسبون للأمن ومسئولون آخرون.

أحد شهود العيان أخبر NIQASH أن المداهمة كانت عنيفة. "إنهم تصرفوا بوحشية.. دخلوا وأخبرونا: أخرجوا حالاً.. ثم اتجهو نحو نحو الطاولات والكراسي وكل التجهيزات بتحطيمها، أخذ حراس الأمن في المدخل بضرب الناس ممن بدأوا بترك المكان باستخدام العصي وأعقاب البنادق."

ذكر أحمد عتيبي Ahmed al-Utabi- الشاعر المعروف- وكان حاضراً في نادي اتحاد الكتاب عندما قامت قوات الأمن باقتحامه: "في البداية، تصورنا أن هناك قنبلة أو عبوة ناسفة داخل النادي، لذلك طلبت منا قوات الأمن مغادرة النادي، ثم أخذتنا الدهشة عندما رأيناهم يُحطمون كل شيء داخل النادي."

منذ العام 2003 بعد الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق، تعرض أصحاب منشآت بيع الكحول للهجمات العنيفة. وخلال فترة السبعينات والثمانينات كانت السهرات الليلية ومحلات الكحول نشطة، لكن حملات النظام العراقي السابق الدينية أوقفت هذه الأنشطة إلى حد كبير في التسعينات. وبعد الاحتلال انبعثت بدرجة ضئيلة محلات بيع الكحول. توقف هذا الانبعاث إلى حد كبير في سياق سيطرة التوجهات الدينية على السلطة. وحتى الوقت الحاضر، فإن أصحاب محلات بيع الكحول والنوادي معرضون للهجوم أو القصف من قبل المليشيات الدينية المتطرفة في العديد من المدن العراقية، بما فيها بغداد. وعلى أي حال، فهذه هي المرة الأولى لمداهمة قوات أمن حكومية للحانات والنوادي الاجتماعية.

في أواخر العام 2011، اتخذت الحكومة المحلية للعاصمة- مجلس بغداد- قراراً بإغلاق جميع محلات بيع الخمور في العاصمة. لكن هذا القرار استمر مفعوله لفترة قصيرة في سياق الاحتجاجات الواسعة النطاق ضده باعتبار أن واحدة من المؤسسات التي كانت مستهدفة هي نادي اتحاد الكتاب الذي يرتاده المثقفون من الكتاب ووسائل الإعلام المحلية.

وعلى أي حال، ففي هذه المرة أبدى المجلس عدم معرفته عن غارات الأسبوع الماضي: "رغم حقيقة أنه كان ينبغي إبلاغنا عن أي تحركات لقوات أمن العاصمة، فالمجلس لم يٌبلغ بخصوص هذه الهجمات،" حسب قول عضو المجلس- محمد الربيعي- لـ NIQASH، وأضاف: "لكن الحادث مؤسف حقاً، ويعكس إشارة سلبية ضد الحريات الشخصية في هذ البلد،". ووافق على أن "مكونات معينة من المجتمع العراقي كانت محل استهداف هذه المداهمة، وربما المسيحيون، لأنهم هم أصحاب هذه المحلات المرخصة أو يقومون بإدارتها."

شخص محلي- رامي جبار Local man Rami Jabbar- كان جالساً في ناد عندما بدأت المداهمة. "عناصر الأمن ممن داهموا المكان كانوا يرتدون اللباس الرسمي للشرطة الفيدرلية federal police. القوات الاتحادية مسئولة بالتحديد عن الهجوم، وليس الشرطة/ القوات المحلية،" حسب قوله لـ NIQASH.

في الوقت نفسه، بقيت الحكومة الاتحادية صامتة بشأن الحادث، في حين تسربت أخبار من داخلها بوضع اللوم على مسئول أمني كبير في وزارة الداخلية، باعتبار أن عناصر الأمن المهاجمة يعملون بإمرته، علاوة على مسئوليتهم أيضاً عن أمن المقرات الحكومية.

من المؤكد أن الغارات كانت منظمة بدقة. كافة الأندية والمحلات المعنية لديها تراخيص صالحة لخدمة الكحول، وجاءت هجمات عناصر الأمن على كافة تلك المحلات في وقت واحد، وقامت بمصادرة كافة المشروبات في داخل/ مخازن تلك المحلات!!

ذكر أحد أصحاب الأندية لـ NIQASH- طلب عدم ذكر هويته لأسباب أمنية- بأن هذه المداهمة عبّرت
عن حالة من السخرية تماماً، لأن العديد من هذه الأندية لديها تراخيص ومحل رعاية مسئولين كبار في الحكومة والضباط أو رجال الأمن. "في الواقع كان في النادي مسئول عسكري رفيع المستوى عندما هاجمته قوى الأمن.. حاول التحث معهم، وأخبرهم مَنْ يكون.. لم يهتموا وبدأورا بضربه، على أي حال." يبدوا بأن شيئاً من الدوافع الدينية كانت وراء هذا الحدث.

ذكر سامي جرجس Sami Jirji ـ يعمل في أحد الأندية لـ NIQASH: "إن قوات الأمن هاجمت حسين البصري- مطرب معروف- رغم أنه كان يُحاول التحدث معهم لتخفيف التوتر.. بعد ذلك بدأت هذه القوات بمهاجمة الصور المسيحية وإهانة رموزهم الدينية التي كانت معلقة على الجدران."

بعد بضع ساعات فقط على الهجوم، ذكر علي العلاق- رئيس لجنة البرلمان العراقي لشئون الأوقاف- بأن لجنته تنظر في إمكانية سن قانون لـ "مكافحة بيع المشروبات الكحولية."

وعلى الرغم من أن البعض قد يقول بأن المداهمة لم تشمل سوى عدد قليل من الحانات والنوادي الليلية، إلا أن نشطاء المجتمع المدني يرون أنها حادثة خطيرة، ويربطونها بقناعتهم بالجهود التي يبذلها رئيس حكومة (الاحتلال) في بغداد لقمع الحريات الشخصية وحقوق الإنسان في العراق، تحت ستار حماية الدين الإسلامي.

ذكر زياد العجيلي Ziad al-Ujaili - رئيس منظمة حرية الإعلام Media Freedom Monitor organization- في بغداد بأن: "السلطات القائمة تسعى لتقييد الحريات الشخصية بذريعة الإسلام، وتُمارس تخويف الناس بخلق جو من الرعب في سياق استخدام القوة." كذلك أعربت منظمات أخرى للمجتمع المدني عن مشاعر مماثلة، بما في ذلك منظمة حمورابي لحقوق الإنسان Hammurabi Human Rights، ولجنة حقوق الإنسان Human Rights Commission.
مممممممممممممممممممممممـ
Baghdad bans beer: why new Iraqi prohibition is an ominous sign,Mustafa Habib,uruknet.info,September 13 , 2012.
http://www.uruknet.info/?p=m91067&hd=&size=1&l=e








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرام
Ali Ahmed ( 2012 / 9 / 15 - 20:47 )
سيدي البيرة حرام لأننا بعد شرب البيرة سوف نسكر وبعدها نتعشا وننام وهذا ضد تعاليم دولتنا الاسلامية الديمقراطية التي لا تنام دولة القانون الذي بها المواطن يجب ان يكون صاحي لين وراه بوك وتزوير ومحسوبية حزبية وطائفية وكاتم وتكفير وتهميش ومسائلة وعدالة وصفقات وهمية ورواتب مغرية وغش وتزوير شهادات وحوالات خارجية مشبوهة هاي الامور يرادلها انسان غير مخمور ولهذا البيرة حرام


2 - البيرة حرام
Ali Ahmed ( 2012 / 9 / 16 - 17:09 )
بس الرشوة وسرقة أموال الدولة بعقود وهمية والفساد الاداري والمالي في جميع الوزارات ومجالس المحافضات ومراكز الشرطة والغش بمواد الحصة التموينية كلها حلال ولهذا اصبح موظفين الدولة الاسلامية أغنى من تجار البلد ويستطيعون شراء اي عقار او استثمار داخل وخارج دولتنا الاسلامية


3 - مع الاسف
Ali Ahmed ( 2012 / 9 / 16 - 17:21 )
صرنا مجتمع نحترم السارق والفاسد والي يمارس المتعة او المسيار ويأكل أموال اليتامى وحقوق الناس ولا يفي بالعهد وكلما ازداد ملكه او رصيدة وسيارته الفارهة اندكلة تحية ويجوز انبوس ايده وننتخبه لأي نصب يرشح نفسه له حتى لو كان رئيس عشيرة

اخر الافلام

.. أنباء متضاربة عن العثور على حطام مروحية الرئيس الايراني


.. العراق يعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي| #عاج




.. التلفزيون الإيراني: لا يمكن تأكيد إصابة أو مقتل ركاب مروحية


.. البيت الأبيض: تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مر




.. نشرة إيجاز - حادث جوي لمروحية الرئيس الإيراني