الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقالة الرابعة

اسماعيل موسى حميدي

2012 / 9 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




كان بضيافتي قبل ايام احد الاصدقاء المقبل من احدى محافظات الوسط وقال لي انه لم يدخل العاصمة بغداد منذ عشر سنين بسبب اوضاعها وسمعة الخوف التي تحيق بها وعند تجوالنا في شوارعها قال لي بالحرف الواحد" انا لا اصدق عيني هل هذه بغداد حقيقة التي كنا نعرفها انها كالمدن المهجورة الا توجد هنا امانة او رقابة الا يوجد مسؤول يتجول حتى يرى شوارعها وعمرانها الا يوجد من قلبه يحترق على العاصمة في هذا المكان ".

وهكذا قد اسدل الستار حول الف ليلة وليلة أمانة بغداد وامينها وباستقالته الرابعة، غادر منصبه الذي احدث اهتزازات ومماحكات سياسية ونزاعات عشائرية وانقسم السياسيون على انفسهم بين مؤيد للعيساوي ورافض له وكان السيد الامين طيلة وجوده في المنصب ورقة رابحة لبعض وخاسرة لاخر في معارك الجر والعر،ويا حوم اتبع لو جرينا .
.اقدم الامين ثلاث مرات على ترك منصبه باستقالاته العددية التي هي بعدد سنوات عمر الحكومة حتى تكللت الاستقالة الرابعة بالنجاح عندما قوبلت بالتأييد من لدن رئيس الوزراء وبهذا النصر نبارك لكثير من السياسيين تحقيق هدفهم ،ومن يدري لعل هناك استقالة خامسة تنتظرنا فالامين ما زال يمارس مهامه حتى الساعة .
ما معنى ان مسؤولا يقدم استقالته اربع مرات ،أغلب المواطنين يفسرون الحالة بوجود ازمة كارثية بحجم الفشل في اروقة السياسة خصوصا ان بغداد التي ابتليت بامينها تبدو اليوم للعيان خربة ومتهالكة .سوى اثار اعمار وضيعة او مضحكة في بعض الاحيان، واننا بدون ادنى شك نحمل السيد الامين المسؤولية الكاملة لذلك فهو المؤتمن ،وربما كان لديه ما يبرر له ذلك فهو اقدم على الاستقالات العددية وجوبهت بالرفض، وربما لسان حاله يقول في ذلك "ياناس خلصوني من الامانة اني ما اكدر اشتغل"
بسبب ضعف سيطرته على مجريات العمل او بسبب تعسف العملية السياسية بظلالها التي القيت على مشروعه الخدمي..

.غالبا ما تولي الدولة اهمية خاصة واستثنائية لعواصمها لانها وجه الدولة وحاضرها وعنوانها في خاصرة التاريخ فتخصص لها ميزانية خاصة دون المدن الاخرى لاعمارها وتزيينها وتشييد المعالم العمرانية فيها فضلا عن احترام النظام فيها بصورة خاصة وتفعيله والتشديد عليه، وعاصمتنا بغداد تعد اليوم من اسوأ المحافظات خدماتيا وعمرانيا.نتمنى لو تبعد العاصمة بغداد من مماحكات السياسة ومقاولات اقرباء السياسيين وتخصص لها ميزانية استثنائية وتسلم لامين او الى لجنة الامناء حتى لا يضيع حقها وتحت الرقابة المشددة من النزاهة والقضاء ولجان تنتخب من البرلمان.
يافخامة رئيس الجمهورية ويا دولة رئيس الوزراء اختاروا لبغداد امينا آمنا كفوءا مهنيا يخرج الى الشوارع يتفقد العمل والعاملين يحاسب المقصرين ويتابع أثار العمل اولا باول ،اختاروا لبغداد امينا يكره السياسة ولا يحب السياسيين ولا يتصدى للمناصب وينأى عن الاحزاب حرفي بغدادي شهم غيور لا يطمح لمنصب اكبر من منصبه .
لعله بالمرحلة المقبلة يستطيع ان يبني مالم يبنه امناؤها السابقون او يرجع لها جزءا من هيبتها التي لايمكن ان تتكامل الا بتطبيق النظام الذي تعثر كثيرا بسبب آفات المحاصصة والفساد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هولاكو
Ali Ahmed ( 2012 / 9 / 16 - 20:02 )
سيدي العزيز بعد ان عمر بغداد هارون الرشيد وجعلها جميلة ومفخرة للدنيا الله وهبى لنا حفيده الأمين العيساوي ليكمل ما بناه جده ويستمر بخطى جده بس المالكي قبل استقالته وبهذه الأستقالة سوف تدمر من بعده كما دمرها هولاكو


2 - شهرزاد
Ali Ahmed ( 2012 / 9 / 16 - 20:29 )
سوف يكتشف العراقيون بعد هاي الخسارة الكبيرة لامين بغداد انهم بعد مايشوفون شهرزاد ابو نواس ولايسمعون فيروز الصباح ولا اسد الزوراء ولا زهورها ولا حورية دجلة والفرات بل سيعيشون بجو مترب يسوي ربو ومجاري راح أطوف علينا وكل اللعنات السماوية سوف تحل بينا القمل والجراد والضفادع والدم


3 - ناسا
Ali Ahmed ( 2012 / 9 / 16 - 20:46 )
نعزي وكالة الفضاء الامريكية ناسا بخسارتنا الكبيرة لاستقالة ولدها البار العيساوي ونسالهم الصبر والسلوان علا هذا المصاب الجلل سائلين الباري ان يعوضنا بواحد مثلة لخدمة بلدنا العزيز

اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل