الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي شوّه ولوّث انتفاضة الشعب السوري !؟

محيي المسعودي

2012 / 9 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من الذي شوّه ولوّث انتفاضة الشعب السوري !؟
كأي شعب في العالم, يحق للشعب السوري ان يختار نظام حكمه بنفسه, وان يفوّض من يراه مناسبا لادارة دولته وترأس حكومته , هذا الحق كفلته القوانين الدولية المعاصرة . ولكن الغريب ان حراك الشعب السوري في هذا الاتجاه بات مشوها وملوثا بشكل صارخ , فمن لوثه وشوهه بهذا الشكل ؟ ليس بمقدوري, ولايحق لي ان اصنف الواقع السوري واصفه باية صفة , ولكن المعطيات المادية على ارض الواقع تقول ان سوريا في حالة تدمير للذات - دولة وشعبا وحكومة – واذا كان النظام مسؤلا عن حماية الشعب ومصالحه , فانه بالمقابل يملك الحق بفرض النظام الذي يراه مناسبا لمصلحة هذا الشعب . وما دام الشعب راغبا بتغيير النظام فذلك حق له , وفق اساليب وطرق شرعية افضلها التغيير السلمي واسوؤها التغيير بقوة السلاح . لن اتعرض للحال التي وصل اليها الشعب السوري والتي جعلته يختار السلاح كاداة لتغيير النظام والدولة, ففي ذلك رأيان متوازيان وصحيحان , الاول هو رأي المعارضة الذي يقول ان النظام رفض التغيير السلمي . والرأي الثاني هو رأي الحكومة القائل ان التغيير بدأ بالسلاح منذ اول يوم ووفق اجندة خارجية . وبما ان المعارضة هي الراغبة بالتغيير - باية طريقة - ورافضة للنظام بالمطلق , لنفترض هنا "جدلا" انها تمثل غالبية الشعب السوري , وانها حريصة على مصالح هذا الشعب وهي كافلة للحقوق والحريات بشكل عام وحقوق وحريات الاقليات بشكل خاص . ومن هنا فان على الجميع ان يكون معها الى حد معين, الى حد لا يسمح لها باستباحة الدم السوري وتدمير الدولة, والا فهي تمارس ما تتهم به النظام, ودعونا نتجاوز هذه الحدود فقد انتهكتها المعارضة بشكل واضح تماما, بشهادة اصدقائها ومن يساعدها .. دعونا نتجاوزانتهاكات المعارضة والجرائم التي ارتكبت من قبلها او باسمها ونقف معها ونفترض انها معارضة وطنية شريفة نقية وعادلة ومخلصة للشعب السوري وهي تمثله بصدق , وننظر اليها بتجرد وحياد . ولكن بالمقابل تعالوا ننظر بواقعية وموضوعية لوجه هذه المعارضة من قِبل قسم كبير من الشعب السوري والشعوب العربية والاجنبية ناهيك عن بعض الحكومات, لقد بدت هذه المعارضة مشوهة وملوثة بشكل واضح جدا , فمن الذي شوهها ولوثها واختطفها ؟
تشويه المعارضة من الداخل
يُاخذ على المعارضة السورية انها تظم في صفوفها تنظيم القاعدة الارهابي التكفيري وفصائل اسلامية اخرى لا تقل تطرفا على القاعدة , ويُاخذ عليها ايضا انها تستهدف الاقليات , وانها ترتكب مجازر بشعة وانها لا تعرف لغة الحوار. من هنا يتبادر الى اذهاننا السؤال التالي: اليس القاعدة واخواتها بكل افعالها الارهابيىة وسمعتها السيئة قد ساهمت بتشويه المعارضة ؟ وتشويه حراك شعب يتوق للحرية والديمقراطية ؟ خاصة اذا علمنا ان القاعدة لا تؤمن بالحريات والديمقراطية وانها ذات فكر متطرف يقوم على قتل الاخر ويهدف الى قيام خلافة اسلامية في القرن الواحد والعشرين . اضف الى ذلك ان انتماء بعض اطراف المعارضة الى جهات خارجية مشبوهة وتفويضهم لها للحديث باسمهم وتلقيهم منها الدعم المادي والمعنوي قد ساهم بتشويه وتلويث سمعة وشرف المعارضة ووطنيتها ,
خلاصة القول ان المعارضة السورية بابت اقبح من النظام في الداخل لان القاعدة والفصائل الاسلامية الارهابية هم يقود يقودها وقد ارتكبوا باسمها مجازر وحشية بحق الشعب السوري المسالم . وهي اقبح من النظام في الخارج بسبب ان حلفائها العرب هم من مشايخ بترول الخليج الاكثر تحلفا وتطرفا وعمالة للغرب . ناهيك عن راع المعارضة الرسمي – امريكا - وهي الدولة الاكثر اعتداء على شعوب العالم وهي الحارس والحامي لمغتصب ارض فلسطين ومقتّل شعبها ومهجره – الكيان الصهيوني -

تشويه المعارضة من الخارج
من المعروف والذي لا خلاف عليه ان امريكا والغرب يقفون مع المعارضة السورية . وهؤلاء كانوا الاكثر تشويها للمعارضة, لان امريكا والغرب لم يكونوا ذات يوم مع الشعب السوري ولا مع الشعب العربي, بل كانوا دائما وابدا مع عدو سوريا والعرب الابدي – اسرائيل – اذن فان عدو الشعب السوري لا يمكن ان يسعى لتحقيق اهداف هذا الشعب لان هذه الاهداف تتعارض مع اهدافه ومصالحه. ومن هنا فان الموقف العدائي الستراتيجي مابين الشعب السوري والعربي من جهة وامريكا والغرب واسرائيل من جهة اخرى قد جعل وقوف امريكا والغرب مع المعارضة يشوّه تلك المعارضة ويظهرها حليفة لاعداء الشعب السوري والشعوب العربية .. والا كيف نفسر مواقف امريكا والغرب اتجاه الحقوق العربية في فلسطين – على اقل تقدير - اما الانظمة العربية التي تقف مع المعارضة وتدعمها بالمال والسلاح وتمدها بافواج تنظيم القاعدة فهي الاكثر تشويها وتلويثا للمعارضة . فليس من المنطق ولا من المعقول ان تكون دولة مثل قطر والسعودية تحكمها العشائرية والعائلاتية وليس لديها اية دميقراطية ولا دستور ولا توجد فيها اية حقوق انسان , لا يُعقل ان هذه الانظمة تدعم الشعب السوري من اجل تحقيق الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان , فسوريا التي اسست للنظام العربي الحديث بمفكريها الاوائل , وسوريا التي تتمتع بها المرأة بحقوق واسعة, لا تحتاج الى سلفية السعودية وعشائريتها التي حرمت المرأة من الانتخاب والترشح بل وحبسها اذا قادت سيارة او خرجت دون محرم في نزهة او سفر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإقالة الحكومة في تل أب


.. الشرطة الإسرائيلية تفرق احتجاجات في تل أبيب ضد الحكومة ونتني




.. آلاف المتظاهرين يخرجون في شوارع تل أبيب