الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصلحة من الإساءة للإسلام ؟

مهند البراك

2012 / 9 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من جديد تسعى دوائر اعلامية غربية الى الإساءة الى الدين الاسلامي و الى نبيّه الاكرم محمد في اساءة رخيصة متعمّدة تهدف اهدافاً متعددة في مقدمتها السعي لشق شعوب بلدان العالم الاسلامي و العربي على نفسها و زيادة حالات الفوضى المنتشرة فيها، خدمة لدوائر احتكارية متشددة تسعى الى الفوز في الإنتخابات الاميركية الجارية . . و الى النفط و المعادن النادرة في منطقتنا.
ان من يشاهد الفلم يرى مبلغ الانحطاط الادبي و الاخلاقي و الفني في تصوير شخصية عظيمة كشخصية النبي محمد (ص) الذي استطاع قيادة ثورة عظمى في زمان الجاهلية الاولى، ثورة دعت الى نصرة الضعيف و الانتصار للحق و الى الخطوة الهامة تاريخياً في اعتبار المرأة انساناً له حقوق بعدما كانت شيئاً من ممتلكات الرجل في المنطقة آنذاك، ثورة دعت الى الغاء الرق و الى ان " متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احراراً " ثورة دعت الى الاخوّة بين الشعوب، و الى نبذ التخلف و التحجّر الذي عاشته اقوام شبه الجزيرة العربية التي انطلق منها قبل ما زاد عن الالف و خمسمائة عام . .
ان من صنع و نشر الفيلم و الذي لم يعلن عن اسمه او مؤسسته(*) عرف بشكل شيطاني اخرق . . عالمنا الشرقي الاسلامي الحماسي و العاطفي النزعة، و عرف غلياناته في المرحلة الراهنة من اجل الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية و عرف نزعات شعوبنا الى التحرر، على روح و تطوير ذات المثل التي دعى اليها آنذاك نبي الاسلام محمد و دعت اليها الاديان في دفاعها عن الانسان، في ظروف عالمنا المعاصر و حضارته و ثقافاته المتطورة . . دفاعها عن الانسان الواحد مهما كان دينه او معتقده، قوميته او جنسه و لونه . .
و فيما يأتي الفلم في ظروف كثيرة الحراجة و على مستويات متنوعة : من الانتخابات الاميركية و زيارة بابا الفاتيكان الى لبنان، و الذكرى الاليمة لـ 11 سبتمر ايلول و مقتل الشخصية الثانية في تنظيم القاعدة الارهابية ابو يحيى الليبي و ما جرّت و تجرّ تلك النشاطات المدانة على جاليات الدول الاسلامية و حياتها و طالبي اللجوء منها في بلدان الغرب و العالم . . الى ظروف تواصل ثورات الربيع العربي و المحاولات المستميتة لنهب تلك الثورات من قبل احتكارات دولية و اقليمية لصالح قوى محلية متخلفة تتخذ من الاسلام رداء و دعاية، استطاعت التفاهم و العمل معها رغم اسمائها و ممارساتها المنبوذة محلياً .
يرى مراقبون في ان عمل و نشر الفلم لا يشكّل الاّ محاولة لسد الطريق على القوى التقدمية و الليبرالية و الديمقراطية و القومية التحررية في منطقتنا في نضالها من اجل التحرر و التقدم . . و محاولة لتشجيع القوى الارهابية المتأسلمة و نشاطاتها الداعية الى نشر الكراهية و البغضاء بين ابناء البلد الواحد، و تشجيع القوى الغوغائية على تصعيد اعمالها الهمجية بحجج الانتقام و الثأر و بالتالي تصوير منطقتنا امام العالم و كأنها هي منبع التخلف و الكراهية بين الشعوب و القوميات و الاديان و المذاهب . . و ليس الاحتكارات متعددة الجنسيات مصاصة دماء و ثروات شعوبنا و ابنائنا رجالاً و نساءً.
الامر الذي يسوّغ لتلك الاحتكارات بالتالي، الهيمنة المباشرة على شعوبنا و تسخيرها لأهدافها العدوانية و الاستثمارية . . و يسوّغ لها اشعال حروب دولية جديدة فيها بحجج الدفاع عن التمدن و التحضّر و تحت رايتها المهلهلة (صراع الحضارات) التي تتخذها قناعاً لاخفاء نشاطاتها المدمّرة لشعوبها ذاتها . . و لشعوبنا و تقدمها و رفاهها، و شلّها عن مواصلة حياتها الطبيعية التي عاشتها حتى عقود سابقة .
ان تلك الاعمال تدعو شعبنا و قواه الخيّرة على اختلاف اطيافه الدينية و المذهبية و الفكرية و القومية الى توحيد صفوفه و العمل معاً على اساس التوافق لدرء مخاطر تزايد اشعال الفتن الدينية . . و ان الرد على ذلك لايكمن الاّ بالعمل على تحسين حياة شعبنا بشاباته و شبابه و العمل على تثبيت مبدأ تحريم العنف و التبادل السلمي للسلطة و ايجاد حلول للامن، الفقر و الامية و الجهل و البطالة، درء مخاطر المخدرات، و العمل على توفير المطالب الخدمية الاساسية للشعب في الحقوق المعاشية و الماء الصالح و الكهرباء، و في حرية التعبير السلمي و الصحافة !

16 / 9 / 2012 ، مهند البراك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) دوائر اعلامية تقول انهم خمسة اشخاص اثنان منهم اميركيا الجنسية من اصول يهودية (!) و اثنان اسرائيليان و الاخر اميركي مسيحي . . دوائر اخرى تقول انهم من جماعة القس الذي حرق القرآن علناً ـ علما ان كنيسته عاقبته على فعلته ـ في سعيه لتشكيل حزب او تجمّع متطرف يشارك في الانتخابات الرئاسية الاميركية ضد اوباما . . و دوائر اخرى تقول انه شخص قبطي ارثوذوكسي من اصول مصرية . . للايقاع بين المسيحيين و المسلمين . لاحظ التركيز الاعلامي على الهوية الدينية فقط لتمرير الفتنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ أوروبي قد ينهي هيمنة أميركا وروسيا على الوصول للفضاء


.. -بيريل- يضرب تكساس.. ويقطع الكهرباء على الملايين




.. استمرار المظاهرات المطالبة بعقد صفقة تبادل مع حماس ونتنياهو


.. فرنسا تنجو من قبضة أقصى اليمين.. وماكرون في أزمة! #منصات




.. نزوح للسكان من قرى كردية في العراق مع توسيع الجيش التركي عمل