الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع الفنان فلاح صبار عن النشيد الوطني الجديد

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2005 / 2 / 26
مقابلات و حوارات


الفنان فلاح صبار: حاولت تقديم عمل يحلق في ملكوت الحداثة !
أجرى اللقاء : محمد ناجي

قد يبتعد العراقيون عن أرضهم وتتوزعهم زوايا الكون ، إلا انهم ، دائما ، يحملون العراق في ثنايا الروح ، ليعودوا اليه ، بعد ان يحلقوا عاليا ، مثل الفنان ( فلاح صبار ) الذي يحمل الناس ، في مدن المهجر، على أوتار روحه العذبة ليطوف بهم فوق ملاعب الطفولة ، وليصحبهم معه كشمعة تسبح فوق ماء دجلة والفرات ، تحمل نذورا وأملا بلقاء الأحبة ، وحلما بيوم جديد فيه للناس المحبة والفرح والسلام . في مدينة مالمو السويدية التقينا الفنان ( فلاح صبار) الذي انتهى ، مؤخرا، من تأليف النشيد الوطني العراقي وقدمه كمساهمة في مسابقة وزارة الثقافة العراقية ، وسألناه :

** بعد غيبة طويلة ، زرت العراق مؤخرا، ما هي انطباعاتك وكيف كان اللقاء ؟

- بعد 31 عاما بعيدا عن رائحة الطلع وعطر المزارات ، وبساتين الدفء والعشق المقدس لمكونات العراق ، بزغ فجر جديد على وطني ، فجر كان لابد له أن يأتي لتبدأ مرحلة وسفر نريد أن يكون متألقا .. مليئا بالمحبة والعطاء والتآخي .. نعم ، بعد هذا الغياب الطويل عدت الى مرتع صباي ، وكانت الأحلام والذكريات تتداعى لتغمرني بالفرح والنشوة العارمة . ولكن ، آلمني حجم الخراب الذي لف مدن العراق .. خراب حزين على ما وصل له الخراب نفسه ! في بلد الرافدين مهد الحضارات . الأنسان والمدن والشوارع في حالة يرثى لها ، وفي أمس الحاجة لمن يمد لها يد العون .
قابلت الأهل والأصدقاء ، وتحدثنا بلغة المحبة لكي نبدأ عملية البناء الجديد في عراق خال من الحروب والأضطهاد ، يحفظ كرامة كل ابناءه ويمنحهم مكان تحت الشمس ، التي رأيتها بلون آخر جميل يدعو للصلاة في محراب الوجد والامل .

** هلا حدثتنا عن العمل الذي شاركت به في المسابقة ، كيف تم اختيارك النص ؟

- في الحقيقة أخذ مني التفكير في كتابة مشروع النشيد الوطني مايقارب الشهر، وكانت الأفكار في رأسي متزاحمة ومتلاطمة ، لأن مجرد التفكير في الاقدام على عمل كبير كالنشيد يحمل معاني وروحا عظيمة ، مسؤولية كبرى بل مغامرة .. ولكنها مغامرة مدهشة بديعة تستحق الأهتمام والأقتحام . كان لابد لي من اختيار اسلوب ومضمون النشيد .. فإبتعدت عن ايقاعات الطبول والمارش العسكري الصارخ المقيت ، وكذلك تغاضيت عن فكرة استعمال الألات الهوائية كآلات أساسية ، إضافة لعدم إستخدام المقام الكبير" ماجور" الذي إعتاد عليه أغلب المؤلفين الموسيقيين عند كتابة الأناشيد . لقد إستثمرت في إختتام النشيد روح مقام الحسيني العراقي ، والذي يذكّر بالمقامات البغدادية. كذلك لعبت على مقامات متعددة قريبة للروح ، واستخدمت هذه المقامات من درجات مختلفة، فحمل النشيد روحا عصرية رقيقة ، ساهم في ذلك النص الشفاف والمتين الذي كتبه الشاعر الصديق ( هاشم شفيق ) والذي كان متعاونا بشكل رائع ، كشاعر مبدع أصيل ، لم يفارقه العراق فحمله معه حين غادر أرض الوطن قسرا .


** برغم إن لديك اعمال موسيقية كثيرة ، الا تعتقد بان عملا بمستوى النشيد الوطني سيكون مختلفا، وهو يتطلب مواصفات خاصة تجعله متميزا عن بقية الأعمال؟

- نعم ، كنت ولا أزال أكتب الموسيقى مغنيا لعراق المستقبل ، عراق العطاء والتاريخ ، وكان هذا هاجسي الكبير، كما هو لكثير من المبدعين العراقيين ، وإن اختلفنا في الرؤية وأسلوب وأداة التعبير، وفي أكثر من مناسبة ومكان استطعنا ان نخترق الخوف وطوق الحصار الذي فرضته علينا وسائل الاعلام والمصالح الدولية . اليوم تخلصنا من تلك الحالة ، ونسعى للتواصل مع الناس والوطن ، وكم اسعدتني مبادرة وزارة الثقافة بدعوة الفنانين لكتابة النشيد الوطني العراقي الجديد ، فقد انتفضت روحي وتفجرت كنبع الماء ... وحينها تسائلت هل الذائقة السائدة تسمح للموسيقي ان يقدم شيئا يختلف عما اعتادت عليه الأذن التي افسدتها أغاني الحروب غير العادلة وتمجيد القائد الفلتة .. والاغاني العربية الهابطة ؟ فللنشيد خصوصية ومواصفات مختلفة ، بالشكل والمضمون والأسلوب . كان لابد من المغامرة ، حاولت ، وقدمت نشيدا أعتقده يحلّق في ملكوت الحداثة .

** ألا يمكن لسنوات المنفى والغربة أن تؤثر ، سلبا أو إيجابا ، على العمل الذي قدمته ؟

- بلى ، هناك حقيقة ساطعة .. وهي ان الأحتكاك مع الثقافات الأخرى من شأنه ان تغني معرفة الفنان والمثقف وتجربته ، وتمنحه آفاقا واسعة عريضة من شأنها ان تثري مشروعه الأبداعي ، من خلال الأطلاع على أحدث التجارب الفنية أضافة الى انه يكتسب القدرة على التكيف مع واقع جديد . لقد إطّلعت على ثقافة الآخر والعصر الذي نعيش به وتعلمت منه ، لذلك عندما كتبت مشروع النشيد الوطني العراقي الجديد ، التزمت بعدم تجزئة النشيد الى مقاطع وعدم تكرار الجملة الموسيقية ، بحيث يصبح النشيد وحدة منسجمة متكاملة ، فتجد فيه الجديد والمفاجأة دائما.

** هل إطّلعت على أناشيد وطنية ، عراقية وأجنبية، قبل تقديمك مشروع النشيد الوطني العراقي الجديد ؟

- في ذاكرتي الكثير من الأناشيد الوطنية العربية ، وقد عاصرت ، وعايشت ، أهم الأحداث السياسية التي عصفت بنا. ومع ذلك فقد أعدت إلإستماع الى عدد منها بقصد حساب الزمن ، فوجدت مثلا أناشيدا تتجاوز مدتها 5 دقائق ، وهو زمن طويل لا ينسجم مع روح العصر أولا ، وكمضمون كانت تتحدث عن قضية التحرر من نير الأستعمار في ذلك الوقت ثانيا، لذلك كان زمن النشيد الذي كتبته لا يتجاوز الدقيقتين ، وهو يتفق مع الشرط الذي حددته المسابقة .

** ما هي آخر أعمالك قبل النشيد الوطني ؟

- في الحقيقة ، منذ عامين تقريبا ، كنت أعمل كعازف موسيقي في إحد المسارح
السويدية ، وبعدها شكّلت فرقة من الموسيقيين السويديين ومن الجنسين
تدعى mundi spiritus تهتم بالشأن العربي ، وتقدم الصورة الحضارية لشعوب المنطقة , الى المجتمع الأسكندنافي من خلال اتحاد الموسيقى العربية والغربية ، وكنت الموسيقي العربي الوحيد ، فكتبت العديد من الأغاني والقطع الموسيقية للفرقة . وقد قدمنا عروضا ناجحة في عمان والبحرين والأردن ، حيث شاركنا مؤخرا في مهرجانات جرش والعقبة . وقريبا لدينا جولة فنية في عموم السويد ، وبعدها في مصر وسوريا ولبنان واليمن مطلع العام المقبل . كما أني أنجزت مؤخرا أعمالا غنائية لنصوص مجموعة من الشعراء العراقيين منهم : علي الشيباني ، هاشم العقابي ، كريم هداد ، قاسم المالكي . وأتمنى من كل قلبي ان نقدم عروضنا قريبا في عراقي الحبيب لاحقا. وبإمكانكم زيارة موقعنا على الأنترنيت ولنا الشرف في ذلك .
www.spiritusmundi.nu

كلمات النشيد الوطني التي كتبها الشاعر(هاشم شفيق) ولحنها الفنان( فلاح صبار) وقدمت في مسابقة وزارة الثقافة

سأغنيك ياوطن النخل والشمس والماء ياوطني
سأغني الرصافة والكرخ معتنقين ..
على ضفّة الزمن
سأغنيك من عمق روحي أيا وطني
شمالا وغربا.. جنوبا وشرقا
بلا محن
فمنك ألعطاء يجئ مجئ السلام
على الحرب والفتن
فسرجون منك.. ومنك ألرشيد
وأبراهيم سيّدنا حاطم الوثن
تباركت ياوطن ألأبجدّية
ياوطنا للوفاق
وتبارك فيك الندى
يا تراب العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح