الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إغتيال البراءة

شهد أحمد الرفاعى

2012 / 9 / 18
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


من أيام صافحت عيناى تفاصيل جريمة بشعه ، قاضٍ سعودي يرفض فسخ نكاح طفلة ذات 8 أعوام من رجل خمسيني ،

هكذا كان العنوان و شكل لى صدمة كبيرة إقشعر البدن له ، و التفاصيل أن أب تاجر بطفلته ذات الأعوام الثمانية لسداد دين عليه لرجل فى الخمسين من عمره بزواجها إياه ، و دون علم الطفلة طبعا ، ( وماذا تعرف طفلة عن الزواج و الإيجاب او الرفض !! ؟ ) و بعلم والده الطفلة تقدمت برفع قضية لطلاق طفلتها من هذا العتل ذو الخمسين عاماً ، غلا ان القاضى حكم بقاء الطفلة على ذمة الزوج حتى بلوغها سن الزواج و من ثم يكون للزوج طلاقها أو إبقاءها ،،

و مع علمى مسبقا ً بوجود هذه العشوائيات الإجتماعية فى الوطن العربى و الاسلامى و للسف الشديد السعودية خاصة ، و إن كنت أشك فى حدوث هذه الجريمة الآن ، ذلك و أنه و على حد علمى أنها حدثت من سنوات مضت ولكن لشىء ما فى نفس يعقوب تقلب الدفاتر القديمة ، للجرائم العربية و الإسلامى منها خاصة ، ولكن لا بئس فنحن يجب علينا تجريف الأرض و تقليبها من وقت لأخر حتى تتنفس و تنبت نباتا صالحاً بعد أن نكون آتينا على الطالح منها و أعدمناه ،

هذا الجرم موجود بالفعل فى بلد الرسول الشريف ، بلد بن باز و بن تيمية ، و البنت هناك لا زالت تستخدم كتخليص دين ، او تخليص حق كما يقال ، و ذلك فى بعض القرى و الاماكن البدوية السعودية ، للآسف ومع وجود الدين إلا أن تقوى النفوس تعميها الفلوس ،

و إنى أتعجب من رجل بلغ الخمسين من عمره يستخدم الإكراه المعنوى و إستغلال مديونية الأب للضغط عليه و الفوز بالطفلة ذات الثمانى سنوات كغنيمة ، وإلى جانب هذا الزوج المعتوه ، يأتى دور الأب المجرم فى حق ابنته فلذة كبده و نفسه و دينه و المجتمع ، و الغريب ان القاضى بحكمه المشين هذا شاركهم الإجرام ،

و من يجد تبريراً لهذا الزوج المجنون والأب السفيه بأن الرسول تزوج السيده عائشة عمرها تسع سنوات ، فهذا كان أمر سماوى و هو لم يدخل بها إلا بعد البلوغ و
ظلت ببيت أبى بكر رضى الله عنه حتى صارت فتاه بالغه ،

قال الله تعالى فى محكم آياته " وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تاكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا .." لاحظوا قوله
" و إن آنستم منهم رشداً " .... أى لابد من الوصول لسن الرشد أو البلوغ أى أن للنكاح سناً معيناً ، و بنص القرآن أن من لم يبلغ الحلم هو طفل ، و ببلوغ سن الإحتلام يكونوا بلغوا سن الرشد ، " {واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استاذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم اياته والله عليم حكيم } "

و عندما قال الله بكتابه " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .... لم تكن عبثاً و إنما لبيان العلاقة التبادلية بين الزوجين ، فأين الرحمة فى زوج بالغ يبلغ من العمر خمسون عاما ً يهجم على طفله تبلغ ثمانى سنوات ؟ هل علم الجميع ما ستكون عليه حالة الطفلة النفسية و الفسيولوجية بعد ذلك الحدث؟

تساؤلى ...أين من وثق وثيقة الزواج هذه لقاصر ذات ثمانى سنوات ؟ أين التشريعات الفقهية فى ذلك و القانونية؟ فإن كان الزواج بالتوكيل و على غنه ولى أمرها إلا أنها تفسد الزيجة بعدم البلوغ السن القانونية ، لا زالت طفلة ،!!

أين ضمير القاضى من هذا الحكم ، و بأى حق يوافق على هذا الجنون و العبث بحياة طفلة ؟ لابد وأن يستفيق هذا القاضى ويستتاب على حكمه هذا !!

أين الحق فى طفولة تستباح حرمتها لرجل فى الخمسين؟ هذا الزوج الفاسق لابد وأن يكون له عقاب رادع له و لغيره هذا ليس ببشر و لايصلح ليكون من البشر ؟

أين العدل لطفله لا تملك من أمرها شيئاً تغتصب جنسيا ً تحت مسمى الزواج بالدين ؟

لا أكاد أتخيل دخول رجل بطفلة فى هذا السن؟ آليس هذا إغتصاب قاصر ؟

لا أتخيل ذلك أبداً و يصيبنى الغثيان كلما يصفعنى واقعنا العربى بذلك المس الإجتماعى الجنونى ، ليس بالسعودية ولكن ايضاً باليمن والخليج العربى و السودان و غيرها من البلدان المجاورة ،

إنى لا أرى عقاب هؤلاء أقل من الإعدام و محاكمتهم بتهمة إغتصاب قاصر و المتاجرة بطفل كسلعه جنسية ،

لا زلنا فى إنحدار فى كل شىء و على كل المستويات و الأصعده ، لا زلنا متطرفين فى كل شىء الأخلاق و الدين الحوار و السياسة ... إلخ ، و ما أخذنا من حضارة الغرب إلا ما هو للإستهلاك فقط ، و و تركنا ما ينمى العقل ، و ليتنا نستهلك المنتجات الإستهلاك الصحيح المفيد .

آلا تعرفون آيها المتخلفون الجاهلون بأمور دينكم و دنياكم أن هناك من يسترق السمع لهذه الجرائم ليضعها تحت الميكرسكوب الإعلامى ويصنع منها ما يسىء للإسلام و المسلمين فى شتى بقاع الأرض و ليثبتوا للعالم أجمع أن دين الإسلام ما هو إلا دين نكاح و أستعباد فوضوى لكل شىء بكل شىء؟؟

هل نحاول إجترار عهد الرق و الجوارى و إستعباد النساء من جديد ؟ ،، و هل نحن نتقدم بالزمن للخلف ؟

هناك من وصل لعصر المريخ و نحن ما زلنا فى عصر نكاح المقايضة ، أصبحنا أضحوكة العالم بإسلامنا ، هذا الدين أصبح بداخلنا كالغثاء ، ما زلنا نصارع عفريت الجهل القابع بداخل أغلبية المجتمع العربى ، لا زلنا تائهين فى جب الجهل المطبق ،

فى النهاية ... أضحكنى أم أبكانى ، أصبحت لا اميز !! ، على جزئية فى منطوق الحكم ، ( و قد منح القاضى العائلة 100 يوم لمحاولة إيجاد حلول بديلة للصلح باءت جميعا بالفشل إثر رفض الزوج تطليق الفتاة .... ) كيف ؟؟

يبدو أن لعنة الـ 100 يوم هذه تلاحق الجميع حتى فى السعودية !!

بقلم / نجوى عبد البر
18/9/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النبي قدوتهم
elias melbourne ( 2012 / 9 / 18 - 09:32 )
سيدتى العزيزة
أنا متأكد إنك مش واخدا بالك ان النبي تزوج عائشة عندما كان سنها ست سنوات ودخل بها عندما يلغت التاسعة وبين ست وتسعة كان يفاخذها لأنه كان يملك أربهه. فهؤلاء المسلمين كان النبي قدوتهم.

اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ