الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين الإعلام التحريضي و الإعلام … المخاوز.

نافزعلوان

2012 / 9 / 18
القضية الفلسطينية


بسم الله الرحمن الرحيم

الفرق بين الإعلام التحريضي و الإعلام … المخاوز.

لم ولن يكن الإعلام العربي والفلسطيني بالذات محايداً ولا موضوعياً، فمنذ أيام صدور أول صحيفة عربية وهي صحيفة الوقائع والتي أنشائها محمدعلى باشا سنة١٨٢٨ رغم أن هناك من يرجح أن الصحيفة التي أنشائها داوود باشا في بغداد عام ١٨١٦ والتي كان يطلق عليها جورنال العراق وكانت تصدر باللغة العربية والتركية هي أول صحيفة عربية ، المهم، منذ صدور أول صحيفة وإعلامنا العربي هو إما إعلام تحريضي أو مخاوز. والفرق بين التحريضي و المخاوز هو أن الإعلام التحريضي يقوم بالتحريض علي شيئ ما أو ضد شيئ ما۔ أما الإعلام المخاوز فهو الإعلام المدفوع ثمنه يهتف لمن يدفع له أكثر أليوم معك وغداً ضدك وهكذا حسب أسعار السوق في ذلك اليوم.

ولو كنت صاحب جريدة لقمت بحصد المكاسب من الطرفين وكنت سأضع المقالات في عواميد متقابلة، علي يمين الصفحة الكتابات الموالية وعلي شمال الصفحة الكتابات المعارضة ودعونا نطرح هذا الإقتراح مطرح الجد، لماذا لا تقم الصحف والمواقع بنشر المواضيع الموالية للحكومة في صفحة وفي الصفحة المقابلة تنشر الصحيفة المواضيع المعارضة للحكومة، وكم سيجني أصحاب الصحف والمواقع الإعلامية من كم التهافت علي صحفهم ومواقعهم من الموالاة والمعارضة وتهافت المعلنين أيضاً من كلا الفريقين. إلا أن الصعوبة الحقيقية في تطبيق هذا النموذج من الصحافة هو أن الصحافة والإعلام في عالمنا العربي تقيده سياسة الحديد والنار والكثير من الأموال.

في فلسطين خرجوا علينا بصرعة منع المقالات التحريضية إلا أنك وبنظرة سريعة علي صحف كلا الطرفين ونعني هنا صحف سلطة رام الله وصحف حركة حماس نكتشف أنها صحف ومواقع تحريضية حتي النخاع، فعندما تنفرد صحيفة أو موقع موالي للسلطة الفلسطينية بمديح السلطة وإنجازات السلطة ولا تأتي علي ذكر كلمه طيبه واحده في حق حركة حماس فإن هذا إعلام تحريضي مائة بالمائة. وكذلك الأمر بالنسبة لصحف ومواقع حركة حماس التي لا تفتاء تكفير سلطة رام الله بالجملة ويعلم الله وتعلم حركة حماس أن بين رجالات سلطة رام الله أناس مصلين متعبدين وصلاحهم إن لم يكن يوازي صلاح وورع رجالات حركة حماس فهو يفوقهم في بعض الأحيان.

ألتوجه الإعلامي من كلا الطرفين لا يتجه صوب مصالحة ولا تقارب حتي في وجهات النظر، السلطة الوطنية تتعاطي مع الملف الخاص بقطاع غزة وحركة حماس علي أساس أن حركة حماس حركة إجرامية قامت بالإنقلاب علي الشرعية في قطاع غزة. بينما في الحقيقة أن هناك من أجرموا في قطاع غزة من أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية والإستخباراتية بينما كانت حركة حماس تملك أغلبية إنتخابية ورئاسة الوزارة ما كان يجوز لسلطة رام الله التعامل معها وعلي أرضيتها بهذا التعسف والإستهتار الذي مارسته سلطة رام الله قبل الإنقلاب. لم تكن سلطة رام الله عادلة في محاسبة ومعاقبة الجناة الحقيقيين والذين كانوا في الحقيقة السبب الرئيس في ما حصل في قطاع غزة من أمثال محمد دحلان وسمير المشهراوي وتوفيق أبوخوصة والطيراوي وأبوشباك وغيرهم ولو سارعت سلطة رام الله بإلقاء القبض علي هؤلاء ومحاكمتهم وإنزال العقاب المناسب بهم لكان حجم الفجوة وإتساع الهوة بين الطرفين أقل بكثير ولكان هناك مصالحة بين الطرفين منذ زمن بعيد.

يكاد القارئ أن يستمد من خلال كلمات هذا المقال أننا نلقي بالعبئ الأكبر علي سلطة رام الله في ما يخص السبب في تردي العلاقات بين حركة حماس وسلطة رام الله. وهذا قد يكون صحيحاً ولكن بنسبة قليلة جداً. الحقيقة هي أن سلطة رام الله بما أنها هي السلطة المركزية والجهة التي كانت ولا تزال تتلقي الدعم الأعظم من المساعدات الدولية وبسبب الحجم التي هي عليه سلطة رام الله، فهي خليط كثيف من تنظيمات فلسطينية فرضت نفسها وإحتلت المناصب والمواقع بسبب عضوية وإنخراط تلك المنظمات بمنظمة التحرير الفلسطينية، فكانت نسبة الأخطاء التي إرتكبتها سلطة رام الله تتناسب مع الحجم الذي أتت به من الخارج والذي نمت إليه بعد دخولها إلي الأراضي الفلسطينية. كان من الممكن، بل ومن المؤكد، أن تقوم السلطة الفلسطينية بإمتصاص الغضب المتصاعد ضد السلطة الوطنية الفلسطينية وكان بإمكانها وهي تحضي بالدولية والشرعية أن تقوم بتقليص النفوذ الذي يحضي به قادة التنظيمات داخل السلطة ولا ننسي كذلك أن وجود نفوذ قادة تلك التنظيمات بداخل وعلي رأس أجهزة سلطة رام الله كان السبب الرئيس في الكثير من الهدر المالي والإختلاسات والمخالفات الجسيمة للقوانين والتي تحاول اليوم عبثاً سلطة رام الله تدارك هذا الأمر وملاحقة العشرات من المطلوبين بتهم تبديد أموال وإختلاس أموال الدولة.

إلا أن الخطاء الذي إرتكبته حركة حماس لتصحيح خطاء أو أخطاء سلطة رام الله هو أن حركة حماس لم تستخدم شرعيتها في تفعيل وإنشاء أجهزة أمنية في أول توليهم لرئاسة الوزارة وكان تلكؤ حركة حماس والسيد إسماعيل هنية في إتخاذ قرارات مباغته تطيح برؤوس جميع تلك الأجهزة تحت لواء وقوة الأغلبية التي حظت بها حركة حماس، كان هذا التلكؤ هو ما أعطي الضوء الأخضر لتلك الأجهزة للتمادي وخلق واقع مخالف لنتائج الإنتخابات وخلق الثغرة في جدار شرعية حركة حماس. كان بإمكان حركة حماس وهي بداخل ومحيط شرعية السلطة الوطنية أن تلقي بالقبض علي كل رموز ورؤوس الفساد في أجهزة السلطة ولكن كما ذكرنا كان هناك نوع من الخجل السياسي مارسته حركة حماس وقامت بإستغلاله وتفسيره تلك الأجهزة علي أنه ضعف واضح في حركة حماس وعدم مقدرتها علي تفعيل ما قامت بإكتسابه بقوة الإنتخابات فسرحت ومرحت تلك الأجهزة بقطاع غزة معقل حركة حماس ومركز قوتها فكانت تلك النهاية الدموية ألتي إنتهت إليها أجهزة رام الله في قطاع غزة.

الإعتراض هنا هو علي تلك النهاية الدموية التي نزلت بأجهزة سلطة رام الله والتي تجعلنا نشكك في مشروعية تلك الدموية. لقد طالت تلك الأحداث من الجنود والعساكر والمنتسبين لتلك الأجهزة الأمنية ولكنها لم تطال قادة تلك الأجهزة الأمنية من ما يجعل الشك يحوم حول من قاموا بعملية التطهير هذه وهل كانت نظيفة مائة بالمائة أم أن شابتها الكثير من الشوائب؟ كان من الممكن إعتقال كل أولائك الجنود والعساكر والمنتسبين ولم يكن بالضرورة أن يقع الكثير من أعمال القتل والتي بإعتراف قادة حماس كانت في حالة فلتان رهيب في تلك الأٓونة وكانت السيطرة الميدانية شبه معدومة وقرارات الإعدام كانت إرتجاليه لكثيرين من منسوبي أجهزة رام الله الذين إستسلموا لقوات حركة حماس مع العلم أن هناك قادة لتلك الأجهزة الأمنية التابعة لرام الله قاموا بالإستسلام لقوات حركة حماس ولم يتم إعدامهم من ما يعني أن كان هناك بالبلدي فقوس وبطيخ بين تلك الإعدامات. فأن يتم تسهيل تهريب قائد جهاز أمني من قبل حركة حماس وإعدام جنود وعساكر قائد الجهاز هذا، فإن هذا يدلل علي أن كان هناك فساد بين صفوف من هم في ظاهر الأمر يقومون بتطهير القطاع من رموز الفساد والخونة. حتي يومنا هذا لم تقم حركة حماس بمحاكمة أو محاسبة العديد من القادة الميدانيين لحركة حماس والذين إرتكبوا عمليات إعدام ميدانية بحق جنود وأفراد أمن سلطة رام الله كان من الممكن تقديمهم إلي محاكمات عادلة وحقن تلك الدماء إلي أدني الحدود.

ولكي تعود المياه إلي مجاريها، هذا إن بقيت هناك مجارٍ لتلك المياه لكي تعود، لا بد أن يبداء الطرفين بالمحاكمة والمعاقبة، سلطة رام الله تبداء بمعاقبة ومحاكمة من كانوا السبب في خلق تلك الفوضي الأمنية التي كان عليها قطاع غزة في أيام سلطة رام الله وعلي حركة حماس أن تقوم بمعاقبة ومحاكمة من هدروا دماء فلسطينية كان من الممكن والسهل الحفاظ عليها۔

نافزعلوان - لوس أنجليس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية


.. البنتاغون: لا يوجد قرار نهائي بشأن شحنة الأسلحة الأمريكية ال




.. مستوطنون يهتفون فرحا بحريق محيط مبنى الأنروا بالقدس المحتلة


.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي




.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي