الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقود الزمن الرديئ

السيد حميد الموسوي

2012 / 9 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية




لا شيء يضطر أو يلجىء المترفين للثورة، ولا شيء يدفعهم للتظاهر او الاحتجاج او الاستنكار او التمرد ولا حتى الاعتراض، ما دامت حقوقهم مكفولة ومراكزهم المرموقة مضمونة ومصالحهم الشخصية والفئوية على احسن ما يرام.
اللهم الا اذا لاح في الافق ما يتقاطع مع رغباتهم ويكدر صفو ملذاتهم عندها - وبكل بساطة - يعمدون الى اغراء العاملين في خدمتهم والمدبرين لشؤونهم "ترغيبا وترهيبا" ليهبو ساخطين ناقمين معترضين على حدث يجهلون ماهيته وامر غابت عنهم صورته!.
اما اذا طلًّ نبيٌ او مصلح عبر حقب الزمن المتباعدة فكانوا اول من يطارده ويتصدى له وبالطريقة ذاتها حيث تتحول دراهمهم الى عيون واذرع.. وصلبان. لا وقت لديهم يضيعونه في تلك "الخزعبلات" فهناك من يكفيهم ، ولا استعداد لديهم للتضحية حتى وان كان في الامر مسألة ضياع وطن فهذا واجب الفقراء!. والاوطان موجودة على امتداد الكرة الارضية والغنى في الغربة وطن.
تتذكرون ايام حروب العراق المتوالية.. وما تخللها من حفلات تكريم ذوي الشهداء ،ومع ان عناوينهم كانت واضحة في وجوههم وملابسهم لكنها تأكدت عند تقديم انفسهم لحظة استلام الهدية.. لم يكن بينهم وزير او وزيرة ولا مدير عام ولا مديرة، ولا مقاولون ولا تجار ولا سيدات اعمال او مجتمع.. نعم، الفقراء وحدهم مؤهلون لتلك الأدوار مدفوعين بعسى ولعلماء وبراءة وطيبة واشياء اخرى.. حتى اذا انفضّ المُولد، وسكت دوي المدافع وسجلت الانتصارات واستتبت الامور خرجوا من مغانمها صفر اليدين وعادوا لأكواخهم الرثة يؤبنون قتلاهم ويضمدون جراحهم ويفكرون بمصير سجنائهم لينبري الجالسون على التل لتسنم المناصب واعتلاء الكراسي الوفيرة. ثم تبدأ دورة زمن جديدة مع عيون الفقراء الشابحة ، مترقبة الـ "عسى ولعل" اللتين لا تأتيان. يعضون اصابعهم ندما ويقضمون اظافرهم حيرة بانتظار "رمز" يحققون اهدافه الخفية ويسبتون على شعاراته المعلنة حتى وكأنهم لا يملكون غير هذا الخيار!.
الذين صلبوا المسيح وضعوه بين لصين ثم سلبو رداءه مع انهم لم يلمسوا منه الا الخير والحب والسلام ... والذين ذبحوا يحيى الذي كان يدعوهم الى الصلاح والطهارة.. والذين داسوا بحوافر خيلهم اشلاء الحسين وطفله الرضيع.. مع انه جاء لخلاصهم .. كل هؤلاء وان اختلفت اماكنهم وازمنتهم كانوا لا يفقهون ما يفعلون، وكانوا ادوات رغبة الأسياد وسطوة الطواغيت.. من هنا صدح الحق:
(من اليسير ان يدخل الجمل في ثقب الابرة ولكن من العسير ان يدخل "الطغاة" الأغنياء ملكوت الرب!).
(واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) طبعا امرناهم بالعدل والقسط.. ففسقوا وظلموا واعتدوا.
يبدو ان المصلحة العامة تقتضي بقاء الفقراء سادرين في غفلتهم ينامون على زيف الوعود يداف في عسل الكلام. والاّ من سيتظاهر ويتمرد.. ومن يتصدى ويغير ... ومن يهيء المناصب ويعد الكراسي؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين


.. الألعاب الأولمبية: تحقيق حول مدى التزام الحكومة الفرنسية بوع




.. شرطة مكافحة الشغب الهولندية تعتدي بالهراوات على متظاهرين مؤي


.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل




.. أون سيت - لقاء مع صبري فواز | الجمعة 26 أبريل 2024 | اللقاء