الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات

منعم زيدان صويص

2012 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أحدث الفلم المعادي للإسلام الذي أُنتج في الولايات المتحدة هزة عنيفة -- ولا أدري إذا كانت مقصوده -- في العالمين العربي والإسلامي، وخاصة في ما إصطلح الآن على تسميتها دول الربيع العربي حيث برز الإسلاميون كقيادات سياسية، ومن ضمنها سوريا، التي يدور فيها القتال الفعلي بين النظام والقوى الإسلامية. لا شك أن الهجمات على السفارات الامريكية، وبعض السفارات الغربية الأخرى، من قبل المحتجين المسلمين الغاضبين، غير المنضبطين، ومن ضمنهم حركات إسلاميه متشدده رفعت شعارات واضحة تؤيد منظمة القاعدة والهجوم على نيويورك في 2001 وتعظم أسامه بن لادن -- هذه الهجمات لن تشجع الغرب، ودول العالم بشكل عام، على الإستمرار في تأييد ثورات الشعوب العربية، لأن الغرب اكتشف أنه حتى الحكام الإسلاميين الجدد لا يستطيعون السيطره على شعوبهم التي إنتخبتهم، فالغرب بشكل عام لم ينسى تنظيم القاعدة وأعمالها ولا يزال يتلقى الضربات من طالبان في أفغانستان، ولذلك لن يستمر بالمخاطرة في تأييد حكومات إسلامية في المنطقة لأن ديمقراطيات كهذه لن تخدم مصالحه.

وتشير الدلائل إلى أن تأييد الدول الغربية الفاعلة في العالم لحكم الإسلاميين في دول الربيع العربي سيتراجع، رغم الحرص الذي أبدته حكومات الأسلاميين في مصر وتونس وليبيا على حماية السفارات وإعتذارها غير المحدود وغير المسبوق للحكومة الأمريكيه. ومن المحتمل أن تترك هذه الدول الغربية الإسلاميين يصفّون حساباتهم مع معارضيهم من القوميين واللبراليين والعلمانيين ومع الحركات الدينية المتطرفة، وإدامة الفوضى في هذه الدول. وبشكل عام يجب أن لا نتوقع ، ولن يكون من السهل، أن يحدث تطورا سريعا وهادئا في المجتمعات العربية. وهذه الفوضي لن تؤثر على الدول الغربية وبقية الدول العظمى، فهي لم ولن تأبة للمذابح في سوريا والعراق وللعنف في دول عربية أخرى، طالما أن نشاطات القاعدة والإسلاميين المتشددين مختصره على هذه الدول، فينابيع النفط في المنطقة العربية ستبقى مفتوحة نظرا لإستتباب الأمن في دول الخليج، وللوجود الأمريكي العسكري هناك. فمنطقة الخليج لن تشهد أي فوضى أوعدم إستقرار في المستقبل المنظور، فعوامل عدم الإستقرارغير متوفرة فيها، وأعني بذلك الفقر والبطاله المنتشره في الدول العربية الأخرى غير المستقره، أونشاطات القاعدة والمتطرفين الإسلاميين، الذين لا يستطيعون العيش والنمو إلا في مجتمع ينتشر فيه الفقر، والجهل، والبطالة تحت حكم ثيوقراطي.

وإذا صحت هذه التوقعات فسيخفف الغرب من تأييده للمعارضة السوريه، وخصوصا بعد الأنباء التي قالت بأن فرعي القاعدة في سوريا والعراق قد اتحدا في تنظيم واحد، وبهذا سيستفيد النظام السوري من هذا التغيير في موقف الغرب وستصبح المعارضة فريسة سهله للنظام وستُجبَرعلى الوصول إلى حل وسط يُبقى الأسد في الحكم ولو إلى حين، بالإتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.

أما اليوتيوب المعادي للإسلام فهوعمل سيء بكل المقاييس ولن يُقنع أحدا حتى لو كان من أعداء المسلمين، فالتحامل واضح وغير عقلاني على الإطلاق، وقد نشر قبل شهرين ولكن لم يتنبه له إلا القلّة من الناس، ولو لم "يدبلج" لاحقا إلى العربية باللهجة المصرية لما انتبه العرب له على الإطلاق، فهناك مواقع لا حصر لها على الإنترنت تنتقد الإسلام والسيرة النبويه بشدة، وأحيانا بنفس طريقة الفلم الأمريكي ولا تحظى بأية شهرة. ويذكرني هذا بكتاب صدرت منه طبعة في بريطانيا باللغة الإنجليزية في الستينات عنوانه (The Turkish Art of Love) وجلبت انتباه المسلمين الآسيويين له كلمة (Turkish)، التي لها صلة بالمسلمين، فقرأوا محتوياته وبدأوا بالإحتجاج، ففي باكستان هاجم متظاهرون السفارة البريطانية وأحرقوها. ولكن في نفس الوقت تقريبا صدر كتاب آخر عنوانه (The Cradle of Erotica) وكان أسوا من الكتاب السابق، ولكن يظهر أن الشعوب الإسلامية لم تسمع به لأن العنوان يخلو من الإشارة إلى الإسلام أو الدين، ولم يحصل أي إحتجاج او مظاهره ضده.

وتقول الأنباء أن الحكومة الأردنية طلبت من شركة اليوتيوب "إزالة مقاطع الفلم المسىء للرسول الكريم" ولكن هذا، إن حصل، لن ينهي المشاكل إلا مؤقتا، لأن أي شخص أو مجموعة من الأشخاص تستطيع أن تنتج مثله وتضعه على اليوتيوب ويتناقله مئات الملايين من المشاركين في الفيسبوك.

ولكن هل من المنطقي أن يستمر العالم الإسلامي في التصرف بهذه الطريقه تجاه أي إهانة من هذا النوع؟ لا أظن أن هذا هو الحل او الطريقة لمعالجة مثل هذه الأمور، فالمواقع الألكترونية مليئة بهذا النوع من الإساءات مع أنها لسيت على شكل فيديو أو صور، ومنها مواقع يشرف عليها أفراد من أصول أسلامية. ومع أن هؤلاء يعيشون خارج العالم العربي أو الإسلامي إلا أن الثورة في عالم الإتصالات جعلت من الكرة الأرضية منطقة واحدة من الناحية الإعلامية، فما يراه الغرب نراه نحن والعكس صحيح. وكثير من هؤلاء المسيئين ينشرون هذه الأشياء لإغاظتنا لأنهم يعرفون كم هذه الأمور حساسة بالنسبة لنا. لقد أصبحنا مادة للتسلية بالنسبة لهم.

ويقال أن الذي أذيع هو جرء بسيط من فلم طوله ساعتين، ولكن آخر الأخبار في الصحف الأمريكية تلقي بضلال الشك على كل شيء يتعلق بهذا الفلم. وتقول صحيفة الكرستيان ساينس مونيتر الأمريكية أن من المحتمل أن هذا هو كل شيء وأنه لا يوجد أي فلم طويل. وتقول الصحيفة إن "الدبلجة العربية" تختلف كليا عن الحوار الأصلي، وأن الفيدو غير المدبلج مأخوذ من فلم ليس له علاقة بالدين، وان كل تصريحات الأشخاص الذين ظهروا على وسائل الإعلام وادعوا أنهم شاركوا في هذا الإنتاج ليس لها اساس من الصحة. فهل يعني هذا أن العرب والمسلمين سيسمحون لكل مسىء مجرد من الأخلاق أن يثيرهم ويستفزهم بهذه الطرق الرخيصة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي