الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية: لاتنسوا هؤلاء

عمر سعد الشيباني

2012 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لكل ثورة رجالها. والثورة السورية لها رجالها ونساء ها نزلوا إلى الشارع وهتفوا ضد الاحتلال الاسدي بأن يرحل. شباب وصبية بعمر الورود وقفوا في وسط الشارع وصرخوا في وجه المحتل: أيها الناس كفى صمت وكفى استباحة للشعب والوطن، ورددوا فليسقط المجرم الجزار. هذه الثورة هي عروسة الثورات في التاريخ. أكثر من سنة ونصف مرت، أكثر من ثلاثون ألف شهيد، ولم تتوقف الشعلة،بل تزداد لهيباً. أين وجدت ثورة يتأمر عليها العالم كله، وتستمر.
ويتساءل البعض لماذا خلد التاريخ نيرون. إليس بثار الأسد هو أجرم من نيرون. فذاك قد أحرق روما ولم يستطع أحد حتى الان التأكد من ذلك، لكن بثار الأسد حرق ودمر ثلاث ارباع سوريا. بثار الأسد يحمل حقد متعدد ضد الشعب. فهو يحمل حقد طائفي وحقد شخصي وحقد سياسي. رجل سيظل التاريخ يذكر رقبته الطويلة ولسانه القارط للحروف العربية وجرائمه البشعة.
قامت الثورة وكانت قيادتها الكترونية، قيادة متعددة، هي ليست قيادة فرد، بل مجموعات شبابية ثائرة. لكن في المقابل كان هناك الرماد الذي ولد هذه الشرارة. هذا الرماد كان من شخصيات سورية ناضلت ضد الطاغية المحتل سنين طويلة ودخلت السجن من أجل كلمة حق. ليس من أجل منصب سياسي أو خلاف اديولوجي.
أول رجل رفع صوته ضد الطاغية الأول كان رياض الترك. ولا أحد يستطيع أن يقول ان الرجل اختلف مع حافظ اسد أو ابنه من أجل منصب سياسي، لأن الرجل عندما سئل عن سبب غيابه في أيام الثورة فأجاب: لنترك الثورة يعبر عنها الشباب. كان الأول من وصف حافظ اسد بالدكتاتور، عندما كان كلام كهذا يجر صاحبه لحبل المشنقة. قال كلمة حق في وجه حافظ أسد ووريثه. ومن لايعرف هذا الرجل ادعوه لمشاهدة فيلم صنعه بطريقة بدائية علي اتاسي بعنوان (ابن العم). وهو محامي من مدينة حمص عاصمة الثورة.
أما الرجل الثاثي فهو الحقوقي هيثم المالح. رجل قضى حياته في المحاماة، واستلم وظائف كثيرة في الدولة قبل حافظ اسد وشغل مرتبة قاض عدة مرات. وألف كتاب (من يحاكم من) في سوريا في عام 2010 عندما كان الصمت السمة البارزة في سوريا. ودخل السجن عدة مرات لأن ضميرة رفض أن يكون مزورا لحقيقة كبقية الناس. وهو مازال يسعى ليعبر عن ضمير الثورة والسوريين في المحافل الدولية.
الرجل الثالث هو الدكتورعبد الرزاق عيد، باحث من مدينة حلب المحتلة ( والان محررة) قضى عمره في التأليف والكتابة وله عدة مؤلفات، أهمها جميعاً. هي كتابه عن البوطي. نقد البوطي عندما كان البوطي رجل مقدس من المواطن العادي المغشوش، لأن اللفة والصوت الزاهد لايصنع رجل دين. بل يصنع رجل شيطان في لباس الزهاد. وعبد الرزاق عيد ،مازال يكتب ويحاضر عن الوضع السوري. لكننا نظلب منه أن يحلل الوضع السوري في كتاب يدرس فيه العلاقة بين الطائفة والقيادة، القومية والاقليات، الوطن والفرد.
أما الرجلان الذين يجب أن لاينساهما أحد، فهم حسين هرموش الذي اعلن انشقاقة عن الاسد المحتل وحارب ضده حتى القوا القبض عليه بالخدعة وقتله كما يتوقع البعض. والرجل الاخر البطل، كان أحمد خلف، الذي انشق في بداية الثورة ودخل إلى الرستن بالكلاشنكوف ثم قال عبارته المشهورة: عندما تدخل دبابات الاسد إلى الرستن، اعرفوا أني استشهدت. وفعلا استشهد وهو يقاتل الاحتلال الاسدي على مشارف الرستن.
وأخيراً وليس آخراً، علينا أن لاننسى كل هؤلاء الجنود المعروفون المجهولون الذين يقدمون ارواحهم كل يوم من أجل أن يبقى الوطن شامخا نظيفا من قماقة حافظ أسد ووريثه.
فأيها الثور الأحرار، لاتنسوا كل هؤلاء. هم الشموع التي تنير طريق الوطن، وهم الجسر الذي سيوصل الجميع إلى شاطئ الكرامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو