الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعويذة

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2012 / 9 / 19
الادب والفن


للأحلام أجنحة لا تتكسر إلا بيد أصحابها...

 
عمري ( خمسة) و الخمسة أخت الخامسة و التسعين.

هاربةٌ من صوت الألم.. أركض في الطريق الترابي لقرية لم أعرفها يوما، أشاهد النساء و الذكور على جانبي الطريق ( يدوّرُون) العجين للتنور، و دخان الحطب يقمع كل تفاؤل الزهور.

أقف قليلا، أنفخ بخار الماء على أصابعي الصغيرة، أفرك يديَّ الباردتين.. أنط على قدمين حافيتين.. أكسب من الدفء ما( لا) يكفي لأركض من جديد.

يغمزني الذكور.. و تناديني النسوة: 
"يا أيتها الصغيرة تعالي نعلمك فن ( تلفيق) العجين.. و ( ثرثرة) الحطب"، فأهرب من موت آخر.
**********

"أيها ( المتثاقفون) الحمر
الدائرون حول النار
ألم تعلمكم العولمة أن تنبذوا التكرار
في العادات و الغباء..

نحن أيضاً حمر لكننا في الأصل
أصحاب المكان.. 
اشتريناه بالحب و زرعناه حب

ما نفعه المكان إن أحرقته النار؟!
ما نفعه دورانكم ليتامى لا يمشون؟!

نحن أصحاب الأرض
التي استحضرت المسيح و الرسول ألف مرة
و كانت فيها ( بوكاهانتس) سافرة جميلة
أنقذت مع القبطان حكاية للحب".

هي هكذا:
وقفت طفلة في التاسعة ترتدي نقابا في التسعين أمام لوحة " بوكاهانتس تنقذ حياة الكابتن جون سميث" ملأت الدهشة عيونها الواسعة و هي تفك خفايا عري الأجساد.
قالوا لها: 
-يتجادلون في بلاد ( الرقيق) على تشريع عرسك يا رمز الشرف و العفة!
فردت بصوت خافت: 
-أين شرف ( الأمريكان).. يضعون هذه اللوحة في مكتبة ( الكونغرس)!
***********


"أيها ( المتثاقفون) الحمر
الدائرون حول النار

ما عادت الأوراق تستر العورات
( سنتيمترات) تتبول على النصائح
ضحكنا على أقزامكم.. بينما ظلت النصيحة صامدة في البال:
بأنها الرصاصة تثقب الأرواح
فيسكن الحقد مدينة الأشباح

و يفرح التنين بأنه قد صار
في عتمة الطريق ملاذا للفقير".

هكذا هي.. صارت ( الديكتاتوريات) ملاذا للبسطاء و الخائفين..هكذا هي:
 شعوب القال عن قيل 
تحيل كل قضاياها إلى التدويل.

هيا بنا نغطي عورات (طرزانات ) السيف في أحلام أوطاننا، و إذا ما صاح أحد منهم:
حي على الجهاد، و أحل الذبح و القتل لل ( كفار) تحت اسم الدين، فنزل غطاء عورته العقلية.. نركض و نخفي ( الكاميرا) التي صنعها ( كافر)، ثم نلجأ إلى ( الفيسبوك) الذي صنعه ( كافر) و نرجم من يقول لنا:

استتروا و استحوا.. و لا يعمم، لأن في التعميم مقتل الحضارة.
**********


"أيها ( المتثاقفون) الحمر:
الدائرون حول النار
هلآ قلتم للصائمين عن الطعام:
صوموا عن الكبائر
لا تقلّدوا الجلاد
لا تقتلوا بدافع الأحقاد

هلآ قلتم لكتيبة (الصحابة):
أن الرسول لم يُهان إلا عندما
تكلم السلاح دفاعا عن الأديان".

كيف ستنتهي قصة الفلم المسيء للرسول؟!
لن نصل إلى القمر.. و لن نبحر في علم الخلايا الجذعية.. لا نحن سنكتشف دواء السرطان.. و لا سنكرم عقولنا بدلاًمن أن نسجنهم أو نهاجمهم..أو نكفرهم...

خذوها من عقلي الناقص هذه النهاية:

سينتهي الموضوع بصراع سني شيعي (حاد) على أرضية صراعهما ( المزمن)..

باختصار هي سياسة و ستكتشفون يوما من جعل الدين ( سيليكون) السياسة.. و (نفخ ) قلوبنا.
**********


"أيها ( المتثاقفون) الحمر

هلآ قلتم للسلاطين:
الموت أزرق في بلاد الصين
و الحب أزرق
و النصر أزرق كسماء
وحده البحر أحمر الدماء"

 هي هكذا من محيط ( الغاز) إلى خليج ( البترول)..  إنْ جعتَ لحرية التعبير، فكُلْ غاز.. و إنْ عطشتَ للإنسانية، فاشربْ بترول.. بعدها يعطوك الحق في أن تقرر مصيرك:

فإما أن تهاجر.. أو عود ثقاب تافه يتكفل بأن ( تولع) يا معلم!
**********


"أيها (المتثاقفون ) الحمر
الدائرون حول النار
ألم تعلموا أن:
الريش على رؤوسكم.. طار.. و طار"

هي هكذا..تعويذة لم تشتر إلا بالنفط، و لا يدفع ثمنها إلا البسطاء:
(لبن) ثلاثة عصافير، ذيل ثعلب مكار..سبع شعرات من لحية ( شيخ) الكفار، مع غبار جناح برغوث ذهبي.. لتدوير عجين يكسر جناح الحلم!

لا ريشة على رأسي و لست (متحزبة) حمراء.. عادية جداً ركضتُ حتى أُدْميَتْ قدماي، و عندما وقفت قليلا لأنفخ بخار الماء على أصابعي الصغيرة، و أفرك يديَّ الباردتين.. 
غمزني الذكور، و نادتني النسوة بذات الصوت الجاهلي:

"يا أيتها الأم تعالي نعلمك فن ( تلفيق) العجين.. و ( ثرثرة) الحطب"،  فهربتُ من موت آخر.. و لا زلتْ.

يتبع...

 









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنت جرح النبوة
عبد الوهاب المطلبي ( 2012 / 9 / 19 - 19:45 )
د.لمى محمد المحترمه
ارق التحايا اليك
لا نقول انك مبدعة فقد فقت الابداع نفسه ولا نقول انك نبيه فالإسلام الحالي لا علاقة له بالنبوه ..انما انت جرح النبوه الذي ماعرفه المتثاقفون الحمر...
خذوها من عقلي الناقص هذه النهاية:

سينتهي الموضوع بصراع سني شيعي (حاد) على أرضية صراعهما ( المزمن)..

باختصار هي سياسة و ستكتشفون يوما من جعل الدين ( سيليكون) السياسة.. و (نفخ ) قلوبنا


2 - هناك شئ ما خفيّ وعميق تشي بها هذه الصور
حميد خنجي ( 2012 / 9 / 19 - 22:07 )
صورٌ فنيةٌ جميلة منسجمة ولو أنها تبدو متنافرة! إنها عصية على الفهم لأن الفن لايُفهم! إنها أحاسيس فحسب، صادرة من أعماق الذات الحائرة والوقادة .. قد تستجيب لها وقد تتفاعل -وجدانيا- معها وقد يكون العكس. يجب ان تدرك ان آلية الإيحاء الملتبس والمفارقي هي المفتاح لتفتيت هذه الصور الملغزة


3 - لا تحتقري أذلة الحلم
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 9 / 19 - 23:08 )
لا تحتقري الأذلة بل احتقري الذل
الكل يقتل صورته في عين أخيه
يكره صورة مرآته
يرغب في دفء المحبس
يكره أجنحة الحرية
لا تهربي منها حرية
حرية حب المسكين الأعمي
القاتل
العاشق للون الأحمر
المدمن للون الأحمر
لا تحتقري من خبأ خلف وريقات
عورة أجنحة منكسرة
لا تهربي من حب المرضي
بل من حب المرض مزمنه و حاده
لا تحتقري ساقية أكل العيش
و خبيز العيش
بل احتقري ندرته
لا تحتقري من يتشدق بإهانة
من هم يهينون بعدم الفهم
لا تحتقري وثن الدين و أتباعه
احتقري تجار الوثن

و أخيرا طوبي للباكين الآن: في زمن تجارات الزيف
فإنهم سيفرحون

تحياتي يا من ترسمين بمداد القلب

و حنانيك من عصير الألم الصافي الغاضب في كلماتك


4 - كما يقول بكار : هي هكذا
سامي بن بلعيد ( 2012 / 9 / 20 - 05:01 )
دُخان الحطب سيظل يعمي العيون
فما هو الحل؟
تحية للمبدعة الرائعة لمى محمد


5 - كلمة واحدة
سيلوس العراقي ( 2012 / 9 / 20 - 08:36 )
السيدة لمى
اعلق بكلمة واحدة لك: مبدعة


6 - تريدبن ان تقولي في عقلك الباطن
انس ( 2012 / 9 / 20 - 11:50 )
تريدبن ان تقولي في عقلك الباطن : هيا بنا نغطي عورات ( الشبيحة ) الذين يقصفونهم بالدبابات و الطائرات و يقتلوهم ذبحا بالسكاكين في زمن العهر و انهيار أحلام وطنهم، و إذا ما صاح أحد منا:
لا اله الا بشار ،حي على الولى الفقيه و الحرس الثوري في ايران، و أحل الذبح و القتل لل ( كفار) تحت اسم الممانعة ، .. نركض و نخفي ( قناة الدنيا ) التي مولها ( مئاوم )، ثم نلجأ إلى ( الفيسبوك) الذي صنعه ( ربيبنا ) كي نشبح على السوريين و نقدس من يقول لنا: ( الاسد او نحرق البلد)


7 - راح يناجي القمر في وقف الخسوف و حضور الحوت
علاء الصفار ( 2012 / 9 / 20 - 21:54 )
اجمل التحية العزيزة لمى
مناحة تصرخ في الوجدان تهز الجمود تحاول معاتقة الغضب و احتضان المحبة لكن لا جدوى فالصراع قادم لا يحده قدر انه الاجتياح انه الطوفان انه الخراب الذي يجب ان يحل. لكن هناك الذي لايزال يحافط على الطقوس و ابهة الصوت و الاخر الذي ينصح و يدعوا الى احترام ابهة الماضي و بابهة صوت متهدج للكلمات الغبية المكررة و هناك الذي يعوي ويصرخ نافخا في التجديد البراق المزيف المخادع والمستند على الانحراف و التملق و الانبطاح يصفق منافخة و منافقة بلا اي محاولة للانحياز الواعي الراقي و المعجون بالحقيقة و الحب وهناك من يحاول ان يجمع بين النقيضين بين الموقف و العبث بين العفة و اللاشرف بين النزاهة و السفالة. لكن من كل هذا الصخب و الفوضى يبرز العزف و الشعر الذي يعني الماساة و يحاول النقد و التوجة و الانجياز الى الاصالة و الموقف و الانسان ان ليس شعرا عاديا انه صرخة حقيقية مدوية في الهذيان الغبي وفي الكذب المقصود المفتعل المراوغ انه تعرية للزيف!ع

اخر الافلام

.. ا?قوى مراجعة نهاي?ية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية الع


.. السجن 3 سنوات للفنان محمد غنيم في اتهامه بتهديد طليقته




.. إعلان صادم لمحبي الفنانة السورية كندة علوش و-ولاد رزق 3- يحط


.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -




.. حملها أمامهم.. شاهد كيف فاجأ صديق تايلور سويفت معجبيها على ا