الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى حلاق باب الخضراء

خلود العدولي

2012 / 9 / 20
الادب والفن


شباك بلوري ذاك الذي تطل منه صلعتك المتفتحة
شباك ممهد لشفرات حادة بين أصابعك
أصابعك المشفرة بأواخر الخصلات
و عيناي اللتان تتأملانك في ذهول
للمساتك ما يكشف عن ما حفرته السنين في هذه الخدود
الخدود تتورد كاشفة عن ذكرياتها
تسري الشفرة كالسحالي
كالبرلوغ المسرحي المؤثث بالظلام
تطفوا أنت على بحرك الشعري الخفيف
لمساتك خفيفة خاطفة
قبلات من حد الشفرة للعاب الخد المنبسط
هناك من السوائل الكثير في حانوتك الصغير
حانوت عابق بالأضراس اللاحمة المشفرة
بين أصابعك و بحلقتي سنتمترات
بين تهاطل الشعر من رأس زبونك و تهاطلي شفرة
أشتهي أن أحلق معجما كما تحلق أنت الرؤوس
أشتهي الجلوس على دكانة حانوتك
أشتهي منحك رأسي لتحلق بقع الظلام
حلاق باب الخضراء من شباك قلب معطل
شفرة نحات ننقش الحياة من جديد
كل شعرة غاضبة تلقى حتفها على الأرض
كما يتساقط تعبي متهاطلا رويدا رويدا
كل جسد متعب يتهالك فوق دكانة حانوتك
كل لسان ثرثار لعجوز أخرق يقطع بشفرتك
أشتهي أن تقطعني بشفراتك تلك و تصنع من دمي مثبتا للشعر..
دمي شاشية قانية مافارقت حانوتك
تبا لهذا الشباك الذي جمع بيننا
في الداخل أنا
في الخارج أنت الذي تستحيل "أنا"
بيننا شباك بلوري..بيننا شفرة تهددنا بالزوال
شفرة تقطع حبال أصواتنا
سأعبر الشباك إليك
سأطلب منك حفر قلب جبلي في كتفي
سأطلب منك دما لا يتقاطر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لذلك الشباك
محمد عبعوب ( 2013 / 1 / 24 - 19:04 )
صور رائعة أعادت الى ذاكرتي مشاهد من دكان حلاق عتيق كنت اتردد عليه لقص شعري.. كم أطربتني طقات مقصه المتتابعة ، وكم شدت انتباهي تلك القوارير الكثيرة التي تصطف على رفه الخشبي، وكم تساءلت عما تحويه، وكم شدت نظري مراياه وعلب اخرى لا اعرف ما تحويه !! وكم سحرك هذا الحلاق؟
شكرا الى ذلك الشباك الذي أعطاك تلك اللحظات التي الهبت قريحتك فجدت علينا بهذه الصور..

اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل