الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباجة جي.. وااسفاه !!

علاء غزالة

2005 / 2 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جاءت نتيجة الانتخابات دون مفاجآت كبيرة. فقد كانت التوقعات بفوز قائمة الائنلاف العراقي الموحد باغلبية من المقاعد البرلمانية تفوق حتى النسبة التي حصلت عليها القائمة فعلا. بينما كانت حصة الاكراد وقائمة رئيس الوزراء منطقية الى حد ما. غير ان الملاحظ ان هناك قوى سياسية لها نأثيرها في الساحة العراقية اما حصلت على نسبة ضئيلة، او غابت تماما عن التشكيلة البرلمانية. فالحزب الشيوعي العراقي ذو التاريخ الحافل، والقاعدة الجماهيرية الواسعة، والشخصيات القيادية المرموقة، لم يستطع ان يحصل على اكثر من مقعدين في الجمعية الوطنية. اما تجمع الديمفراطيين المستقلين الذي يتزعمه عدنان الباجة جي، والذي منحته شخصيا صوتي ، فلم يستطع الحصول على أي مقعد.
ورغم ان التنافس كان قائما على اشده بين قائمة الائتلاف العراقي (التي قيل ان المرجعية الشيعية تدعمها) وقائمة اياد علاوي (المدعوم من موقعه القيادي)، وكانت النقاشات تدور في كل مكان حول اولوية التصويت لاحدى هاتين القائمتين، فانني اخترت ان امنح صوتي لغيرهما. ليس لعدم قناعتي باي منهما، ولكن لاسباب توفرت في من اخترت. فالباجة جي شخصية سياسية مخضرمة، ويمتلك حنكة سياسية ودبلوماسية قلّ نظيرها. وقد كان له دور في عملية بناء الامارات العربية المتحدة كونه احد مستشاري حكومة هذه الدولة. وهو لم يمارس الاعيبا سياسية لحمل بعض الاطراف على تنصيبه رئيسا للعراق، رغم انه كان مرشحا قويا لهذا المنصب من قبل الادارة الامريكية. وعندما عاد الى العراق لم يستول على املاك الدولة ويتخذها مقرا، كما فعل الكثيرون غيره، بل استأجر بيتا من ماله الخاص.
وعندما حان وقت تسليم السلطة، ورشح هو لمنصب الرئيس واحد اطراف كتلته الحالية السيد مهدي الحافظ لمنصب رئيس الوزراء، لم يحتج ولم يدخل في مهاترات اعلامية حينما ذهب كلا المنصبين الى غيرهما، ولم يعرقل المسيرة الديمفراطية، وانما فسح المجال لانتفال هاديء للسلطة. وهو بعد ذلك سني المذهب، مما يجعله بحاجة الى الاصوات، بعد ان تأكد غياب الطائفة السنة عن الانتخابات.
غير ان المفوضية العليا للانتخابات فاجأتنا –كعادتها- باصدار النظام المرقم 17 قبيل اجراء الانتخابات، والذي حدد الكيفية التي توزع بها المقاعد البرلمانية بين الكيانات السياسية. وبموجب هذا النظام حرم كل كيان سياسي لم يحز على (الحد الطبيعي)، وهو حاصل قسمة الاصوات الصحيحة على عدد مقاعد الجمعية الوطنية، والذي بلغ (30750 صوت)، مما حرم كيانات سياسية كثيرة من الحصول ولو على مقعد واحد، وهو ما يذكرني بالاية الكريمة (ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب).
ولان الباجة جي حصل على 26 الف صوت فقط، فان عليه الانتظار لحين الانتخابات القادمة من اجل الحصول على مقاعد برلمانية لكتلته. وفي هذه الاثناء سيقوم الفائزون بكتابة الدستور، وسيسألون الاطراف التي غابت عن البرلمان المشاركة في تلك العملية، دون ان يكونوا فعلا قادرين على نلك المشاركة، لعدم توفرهم على اصوات داخل الجمعية. وربما ستعتمد نفس الانظمة الانتخابية (المجحفة) الحالية، خصوصا وانها هي التي اوصلت كتّاب الدستور الى سدة الحكم، مما سيجعلهم يميلون الاعتقاد بجدواها.
بقي ان الباجة جي يبلغ الثانية والثمانين عاما من العمر، وانا اذ ادعو الله ان يمدّ في عمره، اشعر بالخسارة التي يفقدها العراق بجعل مثل هذه الكفاءات تقف في طابور الانتظار، بينما يستقل البرلمان من هو اقل خبرة وكفاءة، وعمرا. فما احوجنا اليوم الى عدنان الباجة جي، واخرين مثله، وما اغنانا عن اناس غيرهم لعبوا على الحبلين من اجل الوصول الى الجمعية الوطنية، ثم الى الوزارة او رئاسة الوزراء او الرئاسة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة