الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إصرار من غير حدود

خالد قنوت

2012 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يوم غادرنا أخيراً الطاغية الأب لم يكن يصدق أي منا أن هذا الكابوس قد ينتهي يوماً من الأيام كما تنتهي حياة إنسان عادي, فقد جعل حافظ الأسد من نفسه في مستوى الألهة الأبدية و نسي حتى أنه بالنهاية إنسان سيموت كغيره.
لم نكن لنصدق الخبر الذي أجلت إذاعته الأجهزة الأمنية حتى يتم ترتيب أمور الطفل المدلل للوراثة.
أصف لكم اللحظات الأولى لخبر وفاة الطاغية الأب يوم أخرجنا جميعاً من دورة في الجمعية المعلوماتية في حديقة تشرين, كانت قدماي تتطايران فوق الأرض و في حلقي صرخة مكبوتة مليئة بالحرقة و الكبت. استوقفت أحد الباعة المتجولين و قلت له: ماذا تفعل هنا؟ لم يفهم سؤالي. قلت له: ألم تسمع الخبر؟. قال: أي خبر؟ قلت له: مات الرئيس.
ترك الرجل عربته و بضاعته و ركض بعيداً. سورية يوم وفاة الطاغية الأب كانت ترقب المجهول و لا تعرف مالذي سيحدث بغياب من اقتحم حياتنا و افكارنا و خصوصياتنا و مشاعرنا اقتحام المحتلين و المستعمرين.
اليوم السوريون يضعون سيناريوهات اليوم التالي لسقوط الطاغية الصغير و يعرفون أنه سينتهي نهاية مأساوية.
هذا النظام و هذه العائلة شر مطلق, حكم الوطن الجميل بطريقة همجية عنفية, صارد منها الكرامة و العزة و أذل أهلها بأجهزته الأمنية و العسكرية و مارس اللصوصية السياسية و الاقتصادية لعقود بعد أن ثبت حكمه و توريثه للسلطة بمفهوم الأسد أو نحرق البلد
أي نظلم هذا يستحق البقاء و قد جعلنا غرباء في وطننا فهمنا بالأرض نبحث عن سلام و أمان؟.
أي نظام هذا يجعل الخلاف بين أفراد العائلة السورية وجودي و يجعل من الأخوة في العائلة الواحدة أعداء و متخاصمين؟
أي نظام هذا يبيعنا و يشتري بنا في أسواق النخاسة العالمية؟
أي نظام هذا يجعل الجنسية السورية مصدر شك و ارتياب في كل مطارات العالم بينما يتجول افراد و عائلات السلطة في العالم بكل سهولة و ترحاب و على حساب المال الوطني السوري؟
أي نظام هذا ينوي حكم سورية و قد باع الجولان و اللواء و قبض الثمن؟
أي نظام هذا ينحدر من سلالة طائفية تتوسل المستعمر أن لا يرحل عن أرض الوطن و تحكم بعد ذلك الوطن لأكثر من أربعين سنة؟
أي نظام هذا يريد أن يعيد حكم السوريين بعد أن أذاقهم الويل و دمر أساليب حياتهم الاساسية فوق رؤوسهم و اغتال شبابهم و شاباتهم ناهيك عن زجهم في معتقالاته و أقبية الكراهية التي لديه؟

أسال نفسي لماذا قدر لنا نحن السوريون أن نعيش هذا العصر المنحط و أن نعاصر همجية و استبداد لم يعرفه التاريخ من قبل؟
لماذا عشنا حياة لم يكن لها طعم أو رائحة قبل الثورة؟

من أجل كل ذلك و أكثر لم أعد أتذكره, ثار السوريين على الكابوس و بنوا حلمهم السوري الجميل و سيبنون وطنهم من جديد بحجارة العزة و الكرامة.

خالد قنوت
20 أيلول 20102








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته