الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب العربية تعشق الليبرالية وتتزوج الشموليه

حسين ناصر الحسين الغامدي

2012 / 9 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


- للحقيقه -

وقفت الليبرالية كمنهج فكري في الماضي القريب الضئر الرؤوم بين العلمانيين (الجذريين) وبين( الإسلاميين) فقد تحاربت هذه الإيدلوجيات مع بعضها بشراسة واشتغل كل فريق بجمع أنصارله والتَكَثر لبناءقاعدة جماهيرية عريضة مادياً ومثالياً عن طريق التراجيدياالمأساوية أو الرومانسية النضالية أوبالإستيراد المباشر لكم ٍمن الثقافه الفوقيةالمعصومة القابلة للتطبيق الميكنيكي مباشرةعبر الطلائع أوبالوصايةالدينيةالرسالية.
ففي ظل غياب عقلانية سياسة ومعرفية ثقافية ومع تقادم الوقت وتتابع الأزمات الفكرية والسياسيةوالعسكرية في الدول العربية، والسقطات التي لحقت بالإيدلوجيات الأممية إنضوى عدد لابأس به من العلمانيين الجذريين تحت لوائها والبعض تبنى منهاجها السياسي مع بقائه في حاضنته الأولى ،وكذلك فعل الإسلاميين بالإستفادة من طاقة المرونة التي كانت تضخها الأفكار الليبرالية التي أخرجتهم من الجمود تحت بنود المقاصد والتجديدوالإسلاموية المستنيرة .
ورغم أن الليبرالية(الناعمة ) كانت توفر الملاذ للفرقاء،إلا ان ذلك لم يجنبهاالبطش الفكري والإستقصائي ولازال يصطلى الفكر الليبرالي العقلاني العربي بنارطالما حاول هو إطفائها !! فتارة يوصم التيار أنه إمبريالي وتارة أنه طبقي برجوازي وتارة أنه مستغرب بلا هويه وتارة أنه عميل للماسونية والآن يوصم بأنه عميل للأنظمة العربية ،ولنقف عند التهمة الأخيرة قليلاً، فصحيح أن هناك إساءات من مدعيي الليرالية عبر التبني لنسخة سلفية من الليبراليةلدى بعض الأنظمة العربية او الليبرالية اليمينية كما يحلو للبعض تسميتهارغم أن البعض يقول الليبرالية يسارية بلانزاع لكنه "يسار بلاشعار".
فهل لاتزال الليبرالية هي التيار العربي العقلاني والذي لا يتبنى الجهوزية الإيدلوجية القابلة للفك والتركيب في أي مكان كما يروق لمتهميه أن يصموه بذلك؟ أم أنه يتعامل مع واقعه بمرونة الشعور والعقل معاً،ويؤمن بالزمن وبالإنسان الحر الذي يبني حريته على وعي بشرط الحرية بما يعني "يؤمن بالشعب الواعي بالفردالإنسان" و مع أن الثقافة الليبرالية كانت الساحة الرحبة لتلاقي جنوح العواطف العربية مع المعرفية والتعقل والتواصل المتبصرحتى يومنا هذا،إلا انه لازال يعاني من قصور الأدوات والتأثيربالمثال. ،فهناك فرق بين أن تتبنى موقفاً فكرياً،وبين أن تمارس ثقافته على أرض الواقع ،فهناك من ساغ لهم أن يتبنوامواقف نخبوية متعالية لكنهم يحجمون عن ممارسة الثقافة وهي الدليل على التواجد والإيمان والإنسان ،إذ أن الممارسة هي الأهم حتى بدون الإدعاء للإنتماء .

(لماذا المخالب) ؟

رغم التراجيديا المحببة التي توفرها بعض الحكومات الخليجية لبعض فصائل الإسلام الحركي هذه الأيام فلايزال لديهم الوقت الكافي لتحويل ذلك إلى مكاسب متناميةفي الوجدان الشعبي، وبقدرالمكاسب الكبرى المحيطه في تحول دول كاملة تحت قبضة نظرائهم، لايزال بعض الحركيين في الخليج والسعودية كعادة مُتبعة يعمدون لمحاولة نفي وجود المثقفين المختلفين عنهم ،عبر التسخيف والتشكيك والكيد والوشم ومحاولة الإسقاط الأخلاقي وهي من حيل العقائدية الفاشية والشموليات ،والإستخباراتيه العربية،فعند العجز عن الإستئصال الكلي أو بالضربة القاضية بسبب تشعب الدوافع الثقافية لدى قاعدة متزايدة من الناس لا تجمعهم الإيدلوجيا بقدر ما يجمعهم الإعتزاز بالنفس والعقلانية والثقافه العولمية ذات النفس "الديموقراطي الليبرالي" كحقوق الفرد من الحرية والعدالة والمساواة ،وحق المرأة والأقليات ،ومنع الوصاية الدينيةوالتمييز والعنصرية، وحقوق المجتمع بالتمثيل النيابي ،والإقتصاد الحر،والتعايش ،عندها يظهر هؤلاء الإسلامويين من جديد عبر فكرة الفرادة المطلقة والتسيد الإجتماعي .
وبسبب نشوة إحتجاجية الربيع العربي الذي لم يضع أوزاره بعد ،تَصْدر من البعض تصورات وأفكار ،مايعكس الدوافع غير المعلنة التي يتبناها الحركي الإسلامي بطريقة قد توصف في أحسن الحالات أنها ليست واقعية وليست ديموقراطية، فالإسلام السياسي في الخليج يتعامل مع الأمرمُبتسر مُتسرع ومكشوف لإتمام عملية خروج الخليفةالمنتظر كما يرى بعض الضرفاء ،خصوصاً أن الموت الأكلينيكي لهذه الدول يراه البعض قادم لامحالة. وقد يختلف عنهم في حدة الطرح العرابين من إسلاميي الضفاف الإخوانية أصحاب الإسلام "المدني"!! وفي مقدمهم الشيخ الغنوشي الذي ما فتئ يذكر التعددية وسيادة الشعب والحريات العامة،،ولكن هل إجتاله جذل الربيع ودفئه فصرّح في قطر قائلاً : (لقد أصبح"الصراع "الآن "خلافاً"داخل ثقافةالإسلام فلم يعد الصراع إيدلوجي بين الإسلام وخارج الإسلام وقد رجع أبناء الأمة الآبقين إليه فحزب كحزب العمال أزال من تسميته كلمة الشيوعية وحزب آخر ازال كلمة اليسارمن تعريفه بنفسه إنهم يعودون معترفين بمجتمعهم وثقافته"الإسلامية"!!ثم أردف قائلاً ولو سقط حزب إسلامي سوف لن يختار الشعب إلا حزب إسلامي آخر ،الأمة تستعيد أبنائها الذين شَرَدوا بالتدريج إلى حياض نهر الإسلام لقد إنتهت الفكرة العلمانية )
في تصريح يتناغم مع هذا التصريح وبعده بيومين تحدث الأمين العام لحزب الإصلاح اليمني "اليدومي"في لقاء بالجزيرة من قطر.
قال:( الحقيقة أنه لم يعد هناك تباين بيننا بين الحزب الإشتراكي والحزب الوحدوي الناصري إتفقنا جميعاً على أن الإسلام "عقيدة" " وشريعة" وأقروا هم بذلك، فالله لم يتعبدنا بمثل هذه الأسماء الوافدة فنحن لدينا تباين في برامج خدمة البلد أما من الناحية العقائدية والشرعية فالكل يلتزم بما نلتزم" نحن به .)
وهنا خَلْطَ غريب ومُريب بين الإسلام، والإيدلوجيا الإسلاموية كما يظهر في المقولتين السابقتين !!ويبدوا أننا مقبلين على تديين كل شيئ تحت ضغط المرحلة أيها الرفاق.

(إذابة الهويات أم إسترداد هوية)؟
يبدوا أننا في الطريق "لتغير الهوية العربية" بعدانتفاضات الربيع العربي نحو إسلامية سياسية و أصولية إجتماعية، في هذا الصدد حدث حدثين ،توقيت الفلم المسيئ للرسول،وزيارة البابا الكاثوليكي .
"فالأول" يراه البعض بمثابة بالونة إختبار للإحراج والإدانة وقد نجحت تلك التجربة لوجود القابليةالثقافيه المحتقنة تجاه الأديان الأخرى وتاريخها ،ثم للإستحقاق السياسي والشرعي التي تطالب به الشعوب التي إختارت الإسلاميين ممثلين عنهم لعيدوا لهم مجدهم وعزهم عوضاً عن الوضع الإستخذائي السابق تجاه الآخر القوي المستفز .
"والثاني" الزيارة البطريركية وهي الخوف من ذوبان المسيحين في هجمة إذابة الهويات الدنيوية والهويات الدينية بالتحلل الزمني أو "الإستدماج النفسي"،رغم أن هذا الخوف مبررجداً إلا أن هناك من يعتبر هذا نوع من الترف الأقلوي الذي يظهر في شكل عرقلة لنهوض الأمة ، ويبدوأن "البابا "،وقف هذا الموقف الإيدلوجي السياسي مستبقاً ماقد يكون مصيرالدولة العربية الوحيدة غير الإسلامية التي تتأكل ثقافتها المسيحية لصالح الهوية الجديدة والتي قد تعني على المدى إختفاء دولة المسيحيين العرب الرمزية،ما يعني التهجير والتشريد، واللون الواحد والمزايدات الدينية القادمة . فالأقليات الدينية عادة ماتكون حاستها تجاه الأحداث أقرب للمنطق من التيارات الفكريةوالأحزاب السياسية .. وقد يـتأكد ذلك أنا مقدمون على ديموقراطية شعبية دينية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها