الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش من رصيف الربيع العربي

سالم الصادق

2012 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تشن حرب على شعب، أبناؤه الضحية والجلاد ، وعلى أرضه وبماله ! .
عندما تكون حياتك بيد جندي أخرق لا قيمة له من غير السلاح الذي يحمله تحركه غريزة الوحش ، ويسوقه تضليل العقل !.
عندما يصبح السوريون مجرد أرقام لموتى في سجلات إجرام النظام القاتل !.
عندما ينتفض الغوغاء ضد الفلم ( الفخ )، ويتناسون من دمر بيوت الله وحرق كتبه ونكل بعباده !.
عندما يصبح موت السوريين بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم وشبابهم وتدميرقراهم ومدنهم مجرد خبر عاجل في ذيل شاشات الفضائيات !.
عندما تختصر آمال شعب بأكمله بمؤتمر صحفي ، وابتسامات وجوه الساسة المتأنقين !.
عندما تصبح معاناة أُسر بأكملها مجرد مادة إعلامية مميزة ، واقتناص مشاهد الموت كقنص الشهداء من أجل سبق إعلامي صفيق !.
عندما يشاهدون أشلاء الأطفال على التلفزيون ، ويستمرون في الأكل في مطاعم الوجبات السريعة .
عندما تُذر الرمال المالحة على جراح الأطفال وفي عيون اللاجئين في مخيمات ذوي القربى !.
عندما يتداعى بقايا النخاسين وتجار الجواري على الحرائر السوريات في منافي الهوان !.
عندما يتساوى وجود شعب بأكمله بتصريحات متغابية وقرارات دولية عاقرة !.
عندما تدفن الأم وحيدها بجوار ركام بيتها الذي أفنى زوجُها الشهيد حياتَه ليبنيه !.
عندما يفتك الحديد بأطفال جربوا الموت قبل أن يذوقوا معنى الحياة ! .
عندها .....يتفوق الإنسان على الوحش ، وتصبح القيم والمبادئ والنظم والشرائع والدساتير والقوانين لاتعادل قيمة الورق الذي كتبت عليه !.
ويرتد من صدى العبث سؤال ؛
ماذا يريد الغرب ؟ وما الذي يتمناه العرب ؟ كم عدد القتلى المطلوب أو المتفق عليه ؟ ، وما حجم الدمار اللازم لتتحرك إنسانيتهم المتبلدة ؟ هذا السؤال يبقى برسم الضمائرالمخدرة ، يصفع وجوه هيئات ومنظمات العالم أجمع .
وإلى أن يصحو العالم ستبقى حنجرة المغني تصدح بالمطالب الغالية ، وريشة الرسام ترسم الآمال العريضة ، وقلم الكاتب يخط مستقبل منتظر، وستبقى صرخة طفل ونواح ثكلى وأنين جريح ، تصفع آذان العالم الأصم .
ويضيق عن سماء الصدر سؤال شارد ؛
ماذا كان ليحدث لو أن حنجرة شاليط هي التي اقتُلعت ، أوأصابعه هي التي كُسرت ، أو أن عيونه هي التي سُملت ؟
ويهوي من ذرا الكون سؤال آخر ؛
أإلى هذه الدرك انحط العالم الحر؟ وجَبن العالم غير الحر؟ أإلى هذه الدرجة تُمتهن كرامة الإنسان على مرأى ومسمع جميع سكان المعمورة ؟ .
فلتغلقوا هيئاتكم الحكومية والأهلية ، ومنظماتكم الإنسانية وغير الإنسانية ولتمزقوا مواثيق حقوق الإنسان التي تتبجحون بها، ولتريحوا تمثال الحرية ، فقد تعب من الوقوف ، ولتعودوا إلى شريعة الغاب الأولى فإنها أرحم من شريعتكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستولتنبرغ: لا نواجه تهديدات نووية من روسيا فقط، بل أيضا من ا


.. مباحثات عراقية إيرانية في بغداد بشأن الحرب في غزة




.. الرئيس الأمريكي يستبعد التوصل قريبا لاتفاق بشأن وقف إطلاق ال


.. تواصل اشتعال الحرائق في بيريا قرب صفد شمال إسرائيل




.. غانتس: كان يجب على نتنياهو التحلي بشجاعة أكبر وإبرام صفقة تب