الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي مقدّسات الحكومة ؟؟؟

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 9 / 20
كتابات ساخرة



مقدّسات قاتلة ..غازات خانقة ..عصيّ و هراوات و سيوف و غزوات .. وعويل سيّارات الاسعاف في حكومة لم تقدر على اسعاف نفسها من هول الأخطاء التي وقعت فيها بنفسها .. يموتون من أجل مقدّساتهم. حتى في تونس بلاد المعتدلين و المسالمين و المداهنين و الباردين و الطيّبين ..فيما مضى من عهد بائد ، لم يكن الاسلام يكلّفهم غير ذبح كبش العيد أو صوم بارد لشهر طويل ببطون مُتخمة و سهرات طويلة ..لا شيء كان مقدّسا لدى أغلبيتهم من سكّان المدن خاصّة ، غير أنواع الأطعمة ..أمّا اليوم فقد صاروا يغيرون على المقدّسات الى حدّ الموت ..هل هذا من فعل الثورة أم من فعل الحكومة الاسلامية أم رجس من عمل الشيطان الأمريكي الصهيوني المتآمر على الثورات العربية و على الاسلام معا .؟هذه المرّة.. ليست أحزاب اليسار المتهمة دوما بالكفر و التآمر على الحكومة و مقدّساتها ،انما تأتي المؤامرة من جهة اسلامية جدّا ...
ثمّة أطراف عديدة ليس من صالحها البتّة أن يكون ثمّة شعوبا عربية ..فيدفعون بنا كل مرّة الى الدائرة المغلقة الأولى .. يقولون لنا :" لستم شعوبا ..بل أنتم رعاع و همّج و غوغاء و دهماء و كلّكم مشاريع ارهابين .." وهذا كلام خطير صار يجري على لسان مثقّفينا أيضا هذه الأيام ..فكفاكم شتما لشعوبكم ..من جعل هذه الشعوب " غوغاءا و رعاعا " غير صمتكم عن الحق و قعودكم عن نشر ثقافة العقل و الحرية؟. ومن جعلهم "همّجا " غير همجية حكومات الاستبداد و التجويع و التهميش ؟ هذه شعوب لا تملك غير أوهامها القديمة في انتظار حكومات قادرة على اختراع نوع آخر من الشعوب ..
و على أيّ شيء يغضبون ؟ ..فيلم أمريكي صهيوني من النوع الرخيص لا يعدُّ حتّى فنّا هابطا .. و لا يحسب على الابداع كي ننسب الأمر الى حرية التعبير اللامحدودة في بلاد الغرب ..و اسلاميون يموتون برصاص حكومة اسلامية ..يدافعون عن الاسلام الممسوس في قداسته ضدّ الاسلام الحاكم الممسوس في اسلامه و شرعيته ..من يقتل من ؟ و اسلام من يقتل اسلام من ؟ كثرت "الاسلامات " و قلّت "السلامات " ..هذا بناقوس المجلس التأسيسي يدقّ نواقيس الحكومة الاسلامية و آخر بمئذنة يصيح ضدّ الحكومة "ناقصة الاسلام " متّهمة في دينها و مقدّساتها ..و هاهي الحكومة تستميت في الدفاع عن سفارة أمريكا و عن علم أمريكا ..هيّئت لنفسها الغازات كلّها لكنّ سكاكين الاسلام المتطرف كانت أقوى من الرصاص الحيّ لحكومة هي بصدد السير نحو طريق ميّت ..فما هي مقدّسات هذه الحكومة يا ترى؟
و هاهم حكّامنا أتعبتهم السجون و التشرّد يعودون فلا يعثرون على غير الأحلام الكاذبة و المشاكل المستحيلة الحلول ..معك الله أيتها الحكومة المتعبة بالملفات الحارقة التي لن تحترقي بها لوحدك .. ..فلماذا تنفردين بالشرعية و بالأغلبية ؟ و لماذا تنفردين بحقوق الله و الرسل و البشر ..؟ دعي لنا قليلا من ملفّاتك الحارقة كي لا تضرمي النار أكثر في قلوب هذا الشعب الذي خاب أمله فيك أكثر من مرّة..نار البطالة و الجوع و غلاء الأسعار.. حالة من الاختناق العامّة تهدّد الجميع.. فافتحي قليلا نوافذك و آذانك و اهبطي من منابرك و انزعي عنك ألقاب الأغلبية الزائفة "و ارتمي في أحضان " الشعب المفقّر و المهمّش و الجائع الى كل شيء :الى مقدّساته و الى مدنّساته .. الى حقوقه المغتصبة و الى أحلامه المسروقة و الى أوجاعه المؤجّلة ..حالة من النهم و من القحط ومن الشجع .. ومن الاحتقان الدموي ..كل الشرايين الشعبية تصلّبت ..لا شيء غير فقر في الدماء و في الحكمة و في الحصافة و الكياسة و اللياقة ...و حين يغيب العدل و العقل و الحقّ و تحضر الأوهام و الأطماع ..يسقط الجميع في أقرب مؤامرة وفي أقرب مستنقع للضفادع الكئيبة .. أيتها الحكومة لا تبتئسي فلا أحد بحاجة الى المسّ من المقدّسات مادامت مدنّساتنا تحتاج الينا أكثر فأكثر ..من الفساد المالي و السياسي الى التعذيب في السجون الى أشكال الخيبة و الفشل السياسي الفظيع الى سرقة الأحلام و السمسرة بجوع الجياع من أجل أغلبية زائفة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقدسات الشعب
hkimi hakim ( 2012 / 9 / 21 - 19:48 )
لم يكن الاسلام يكلفهم غير ذبح كبش العيد او صوم بارد لشهر طويل...- ذلك ما سعيتم للوصول اليه منذ عقود بتحالفكم مع نظام الاستبداد فجاءت انتخابات 23 اكتوبرفكانت نتائجها كارثية بالنسبة لكم وقلتم ان هذا الشعب غبي وقد كنتم قبل صدور نتائج الانتخابات بايام معدودات تمجدون ثورته وحينما لم ينتخبكم نعتموه بالتخلف وبانعدام الوعي السياسي وها هو اليوم يثبت لكم انه شديد التمسك بمقدساته وان ماخططتم له مع حلفائكم السياسيين وعلى راسهم المجرم بن علي لم يؤت اكله فلا التعذيب ولا التغريب ولا التهجير ولا التجويع استطاعت ان تجرد هذا الشعب من مقدساته صحيح ان ردة الفعل كانت عنيفة وان العنف مرفوض من الجميع ولكن ماذا ننتظر من شعب عانى عقودا من الظلم والقهرفكان يعتدى على عروبته وعلى اسلامه ولم يكن في امكانه ان يحتج او ان يتظاهراما اليوم فلا احد يستطيع ان يمنع هذا الشعب من التعبير والتظاهر اقرئي التاريخ جيدا وستجدين فيه ما يشفي غليلك فهناك من التونسيين من استشهد في ساحة المعركة من اجل عروبته واسلامه في فلسطين وفي جنوب لبنان وفي افغانستان والعراق فلا غرابة ان يحتج التونسيون لنصرة رسولهم الكريم ومن يرى غير ذلكف

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟